الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السلطة في حالة إحباط والأمريكيون الخيار الأخير قبل الأمم المتحدة

نشر بتاريخ: 26/05/2012 ( آخر تحديث: 27/05/2012 الساعة: 07:42 )
بيت لحم- خاص معا- تعيش السلطة الفلسطينية حالة "إحباط" من السياسة الإسرائيلية تجاه العملية السلمية المعطلة منذ سنوات عديدة، فيما يستعد الفلسطينيون للخطوة القادمة والتي ستتحدد معالمها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب أعضاء لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في الدوحة في الثاني من حزيران القادم.

ويبدو أن السلطة الفلسطينية ستتجه- في خيار أخير قبل التوجه إلى الأمم المتحدة- للجنة الرباعية وخاصة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للتراجع عن تعنتها والاستجابة لاستحقاقات العودة إلى المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

وقال نمر حماد مستشار الرئيس محمود عباس السياسي في حديث لغرفة تحرير وكالة "معا": سنعمل على تحقيق توجه عربي نحو اللجنة الرباعية، وبلا شك فإن الطرف القادر على أن يؤثر على إسرائيل من أطراف اللجنة الرباعية هو الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأمريكيين سبق واعلنوا انه في حال لم يتم التوصل إلى أرضية مشتركة ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن الرسائل فسيقدموا اقتراحات عملية وحتى الآن لم يتم ذلك.

وأضاف "يفترض أن تقف الدول العربية إلى جانب الموقف الفلسطيني لحث الولايات المتحدة إذا كان لديها اقتراحات عملية، وإذا لم يتجاوب الجانب الإسرائيلي وتبين أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود فسنتوجه ومعنا العرب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الحصول على الإعتراف بدولة غير عضو في الجمعية العامة تكون على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

واستقبل الرئيس عباس اليوم السبت في مدينة رام الله، مساعد مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، الأمير فراس بن رعد، واطلعه على آخر مستجدات الوضع السياسي العام، وتطورات العملية السلمية، عقب تسلم الرد الإسرائيلي على رسالته، التي كانت سلمت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأقرّ حماد بأن السلطة في حالة "إحباط وشبه يأس" من الحكومة الإسرائيلية التي لم تقدم شيئا للفلسطينيين سواء وهي مصغرة أو حتى بعد أن جرى توسيعها، وقال: "واضح أن نتنياهو يفضّل الحفاظ على هذه الحكومة وأن الشيء الوحيد الذي لا يزعجهم ترك الاستيطان يتوسع بهذه الوتيرة العالية والاعتداءات اليومية للمستوطنين في ظل حماية من الجيش الإسرائيلي".

وجدد حماد تأكيد السلطة الفلسطينية بأن رسالة نتنياهو للرئيس "أبو مازن" لم تتضمن أي جديد ولم تشتمل على أي نوع من الاستعداد للالتزام بمرجيعيات عملية السلام ووقف الاستيطان.

ومن المقرر أن تعقد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا في الدوحة يوم السبت 2 حزيران المقبل، واوضح حماد أن الرئيس عباس سيطلع اعضاء اللجنة من وزراء الخارجية العرب على كافة التطورات بالنسبة للاتصالات مع الجانب الإسرائيلي والعقبات التي تعترض استئناف المفاوضات، والمطلوب عربيا لدعم الموقف الفلسطيني، كما ستطّلع اللجنة على تطورات ملف المصالحة الفلسطينية والعقبات الاقتصادية التي تواجهها السلطة الفلسطينية.

ملف المصالحة:

وعلى صعيد المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أكد مستشار الرئيس لـ "معا" أن اللقاء بين "أبو مازن" ومشعل مطروح من حيث المبدأ ولكنه مرهون بإحراز تقدم خاصة على صعيد لجنة الانتخابات "فإن استطاعت أن تبدأ عملها وتم تيسير هذا العمل في قطاع غزة حينها سيتم اللقاء".

ولم يخفِ حمّاد امتعاض الرئيس من تصريحات لقادة في حماس تحمل "التشكيك والتخوين"، وقال: "بينما يعرف الجميع أن صيغة اتفاق الدوحة نصّت على أن تُشكّل الحكومة من شخصيات مستقلة برئاسة الرئيس لفترة محددة يكون برنامجها برنامج الرئيس، فإننا نسمع تصريحات من قادة في حماس إما يتحدثون عن حكومة بمواصفات أخرى أو يشككون بأن الأمور لن تسير بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية تُمارَس على الرئيس".

وعلى هذا الأساس رأى حماد أن من الأهمية بمكان التوقف عن التصريحات "التوتيرية" بل العمل على توفير أجواء من التفاؤل كي تسير المصالحة إلى الأمام، نافيا أن يكون "أبو مازن" قد شرع بعد بالبحث في تشكيلة حكومة الوفاق.