الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضباط "الشاباك" يحققون مع زوجة قائد الجهاد محمود السعدي بحثاً عن نفق سلاح مزعوم في منزله!

نشر بتاريخ: 02/01/2007 ( آخر تحديث: 02/01/2007 الساعة: 16:05 )
جنين- معا- كتب رائد أبو بكر- عاشت عائلة محمود السعدي قائد الجهاد الإسلامي الذي اعتقل قبل أسبوع تقريبا على ايدي قوات الاحتلال في جنين ساعات من الرعب والخوف أثناء التحقيق معها من قبل ضباط المخابرات الاسرائيلية.

النفق المزعوم.. والرعب الحقيقي

وذكرت زوجة محمود السعدي "أم سعيد" في حديث خاص لوكالة "معا" أن قوات الاحتلال داهمت منزل أسرتها مرتين في أول أيام عيد الاضحى المبارك وثالث أيام العيد, قائلة:" عشنا خلال هذين اليومين ساعات عصيبة جداً أرعبت ابنتي رؤى 4 سنوات وابني سعيد 3 شهور حيث تعرضنا خلالهما للتحقيق والترهيب والتهديد بتصفية محمود إن لم أتعاون معهم وادلهم على مكان الأسلحة والنفق الذي تزعم قوات الاحتلال انه موجود داخل المنزل ومخبأ فيه أسلحة لمقاتلين من سرايا القدس".

ليلة العيد.. جرافة وبرد قارس

وتطرقت "أم سعيد" إلى ما جرى في ليلة العيد الاولى قائلة:" عند الساعة الواحدة والنصف فجراً، حاصرت سبع آليات عسكرية مصحوبة بالمخابرات الإسرائيلية وجرافة منزلنا من كافة الجهات, وطلبت عبر مكبرات الصوت من كافة الإفراد المتواجدين في المنزل بإخلائه فورا قبل هدم المنزل, ففتحنا الباب وخرجنا في جو شديد البرودة وماطر دون مراعاة للاطفال الصغار, حيث تعرض سعيد ذات الشهور الثلاثة الى "لفحة برد" أدخلته المستشفى في اليوم الثاني حيث أصيب بالتهابات في القصبة الهوائية جراء تعرضه للهواء البارد".

عشر دقائق مرت كعشر سنوات..

واستطردت أم سعيد قائلة:" ومن ثم قام ضابط مخابرات يدعى "علي" بالتحقيق معنا انأ وحماتي وابنتي رؤى الصغيرة عن مكان السلاح الذي تدعي قوات الاحتلال ان زوجي يخبئه في النفق المزعوم"، موضحة ان منزلهم صغير ومن المستحيل ان يحفر فيه نفق.

وأضافت، "بعد أن دخل جنود الاحتلال المنزل قلبوه رأسا على عقب وإطلقوا النار على الاثاث, بالاضافة لتدمير كافة الأجهزة الكهربائية، وقام ضابط المخابرات "علي" بحبسي في إحدى الغرف أنا وابنتي رؤى وابني سعيد وصوب الجنود بنادقهم على رأسي ورأس أولادي وهددني قائلاً: أن لم تقولي عن المكان سنطلق النار ومعك عشر دقائق".

وتابعت ام سعيد:" عشت خلال الدقائق العشرة وكأنها عشر سنوات، امتلأ قلبي رعبا وخوفا على أولادي وبعد أن استاء الضابط مني قال:" سنرجع بعد أيام وستكون لك مفاجأة كبيرة وان لم تتعاوني سنقوم بتصفية محمود أمامك وأمام أطفالك وقد اعذر من أنذر، وبعدها خرج وجنوده بعد أن قاموا بتخريب كافة الأثاث ومحاصرتنا والتحقيق معنا مدة أربع ساعات كان هذا في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى".

المفاجأة غير المنتظرة

وتابعت أم سعيد حديثها قائلة "وكانت المفاجأة التي وعد بها ضابط المخابرات أن احضر محمود بالفعل إلى المنزل في اليوم الثالث من أيام العيد - ويا ليته لم يأتي به- كان رأسه ملفوفا ووجهه وجميع جسده مرضوض جراء ضربه على رأسه والتحقيق معه، في ذلك الوقت كنت ساهرة بالمستشفى مع ابني سعيد الذي أصيب بالتهابات في القصبة الهوائية، وكانت حماتي أم محمود في المنزل لوحدها حيث اقتحم الجنود عند الساعة الثانية عشرة ليلا من ذلك اليوم المشؤوم وتعاملوا معها بوحشية وقساوة، كما حجزوها في إحدى الغرف، وقام الضابط بالتحقيق معها عن مكان النفق مهددا إياها باعتقالها وتصفية محمود امام أعينها، ومن ثم قال لها الضابط "ألا تريدين رؤية محمود ؟" واحضره وهو منهك من التعب جراء التحقيق والتعذيب وسأل محمود أمه عن مكان وجودي وابني وابنتي فأجابته أننا في المستشفى".

حماتي.. الحزن واليأس ما تركوه لها

وفي لحظات حسرة قالت "ام سعيد":" ولحقارة الضابط ضحك ضحكة ساخرة عندما علم اننا في المستشفى طالباً منه الاعتراف عن مكان النفق المزعوم الموجود في المنزل، وإلا سيتم إعدام كافة العائلة حيث نفى محمود وجود نفق أصلا ثم قام الضابط وبعض من جنوده بضرب محمود بأعقاب البنادق على رأسه امام أعين والدته التي صرخت مترجية الجنود بالكف عن ضربه والدموع تنهمر عينيها ومن ثم خرجوا وابقوا اليأس والبكاء والحزن على وجه حماتي والتي أخبرتني بالحدث في اتصال هاتفي فور خروج الجيش من المنزل".

وتساءلت أم سعيد "إلى متى سيبقى هذا الحال؟ ومتى سيتركننا الجيش وعملائه ويرجعوا لنا محمود سالما؟، ليكّفوا عن رعبنا وتخويفنا وخاصة أطفالي الذين تعرضوا أيضا إلى التحقيق والإرهاب..".