الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 30/05/2012 ( آخر تحديث: 30/05/2012 الساعة: 20:58 )
بقلم : صادق الخضور
منتخبنا الوطني يظفر بلقب بطولة فلسطين الدولية، وتتويج المنتخب جاء تتويجا لجهد دءوب وعمل متواصل، وتجديد في طبيعة تركيبة الفدائي، وهو تجديد كان في مكانه، بدليل حصول اللاعب المنضم حديثا خلدون الحلمان على لقب الهداف.

ظاهرة تتكرر...
في الدوري قبل الماضي كان التهافت على المدربين واللاعبين المنحدرين من فلسطين التاريخية، إذ تواجد أكثر من 5 مدربين مع الفرق، حافظ 3 منهم على تواجدهم في الدوري المنقضي مع نهايته، في حين شهدنا تراجعا في عدد اللاعبين من الداخل، وفي الدوري القادم نلحظ أن التوجّه مرتكز حاليا نحو مدربين من الأردن وإن كانوا من أصول فلسطينية، إذ يبدو حتى اللحظة أن 4 مدربين أردنيين سيتواجدون والعدد مرشح للزيادة في ظل عدم إفصاح جنين والإسلامي عن مدربيهما للموسم الاحترافي، وفي حال كان هناك تعزيز من اللاعبين فيتوقّع أن تستأثر الأردن بالنصيب الأكبر.
وبذا تتواصل ظاهرة الاستقطاب من المكان ذاته، وكل ما نأمله أن يكون هناك انعكاس لهذا التجديد على المستوى الفني للفرق.
التجديد مقبول لكن ما دام مرتبطا بمبررات موضوعية.

الفدائي في الطريق الصحيح
وهذا الحكم نابع -وقبل كونه مرتبطا بالحصول على لقب بطولة فلسطين الدولية- من التعادل الإيجابي حتى وإن كان بنتيجة سلبية للمنتخب مع المنتخب القطري الذي لعب بصفوف شبه مكتملة، وعلى أرض قطر.

نتيجة برهنت أن المنتخب يتحسن مستواه رويدا رويدا، وأن البطولة التاريخية على أرض فلسطين أوجدت الحافز لدى اللاعبين، وأن الدمج بين عنصري الشباب والخبرة كان محطة تعبّر عن نهج سيتواصل.
لجمال محمود نسجّل الجرأة في التجديد، والدمج بين لاعبين جدد وقدامى، واللعب بأكثر من طريقة وبما يضمن في النهاية تحقيق النتائج المرجوّة، بدليل أنك ترى لاعبا أساسيا في مباراة ما ثم تجده لا يلعب في المباراة التي تليها، وهذا التوظيف الواعي لكل لاعب نقطة تحسب للجهاز الفنّي.

الفدائي يسير في الطريق الصحيح، والمطلوب إسناده، والتقليل من حجم الانتقادات التي للأسف كثرت في الآونة الأخيرة لدرجة أشعرتنا أن البعض يتمنى الخسارة للمنتخب لبرهنة أن موقفه المضاد صائب.
رغم الفارق في الإمكانيات والاستعدادات فلسطين تعادل قطر، وهو تعادل يعكس حالة من التجانس الذي بدأ يظهر رغم اللعب بمحترفين أحيانا ودون محترفين في كثير من الأحيان.
الفدائي يتطوّر ، ولطالما قلناها ثبات الجهاز الفني أبرز عناصر النجاح، وفي ظل وجود استحقاقات مقبلة ، فالمطلوب مواصلة الاستعداد على أن يسبق ذلك راحة نسبية للاعبين خرجوا من دوامة الدوري ليدخلوا في استحقاقات المنتخب.

النقد من أجل النقد
من يدقق النظر في عدد من المقالات المكتوبة وأحيانا باللغة العامية وبتعابير ليست من اللهجة الفلسطينية يقع على كثير من المغالطات التي لا تمت للحقيقة بصلة، في البداية قالوا أين الجماهير؟ وعندما حضرت الجماهير قالوا في مباريات الكأس في المنطقة س الحضور النادوي يفوق العدد المساند للمنتخب، فإذا كان المتحدّث مجنونا فليكن المستمع عاقلا.
للحضور الجماهيري لمباريات المنتخب معادلة تختلف عن حضور جماهير الأندية، وبالتالي من الظلم مقارنة جماهير مباراة لمنتخبين خارجيين على أرضنا مثلا بجماهير شباب الخليل أو الظاهرية أو بلاطة أو هلال القدس، فالمقارنة هنا غير عادلة وغير منطقية.
في بطولة التحدّي وعندما كان صاحب الأرض لا يلعب كانت الجماهير لا تتعدّى العشرات، وفي البطولات الخليجية الجماهير أحيانا لا تتجاوز المئات.
انتقادات تتوالى، وكأن الهدف الانتقاص من الجهد المبذول الذي حظي بإعجاب إعلاميين عرب تفوق خبراتهم خبرات الضالعين في الانتقاد.
كنّا نتمنى انتقاد طول فترة الجمود الرياضي في القطاع، وتسليط الضوء على الرياضات الغائبة أو المغيبّة، أو ملاحظات ترتقي بالأسلوب في الكتابة، كنّا وكنّا.
الانتقاد ظاهرة صحية ما دامت هادفة إلى التصحيح، وحين يغدو النقد هدفا في حدّ ذاته، فحينها تغدو المهنيّة على المحك، وبالتالي فإن الاستمرار في العزف على وتر التبرّم والشكوى والانتقاد لن يصلح حالا.
في الآونة الأخيرة، نقد زاد أواره مع تواصل النجاح، واللغة وطريقة العرض وحتى الموضوعات كلها لم ترتق بذاتها إلى درجة الحدّ الأدنى المطلوب من المعايير المهنيّة.
ما جرى من تنظيم لبطولة فلسطين والفعاليات التي على هامشها كان غير مسبوق، والتفاف الإعلام الرياضي الفلسطيني في شطري الوطن حول الفعاليات كان رسالة واضحة بوجود حالة من الإجماع على صوابيّة المنحى المتواصل لقيادة الاتحاد، ليكون النقد وكالعادة: قلّة شاكية يعلو صوتها على أغلبية صامتة راضية.

البطولات الرمضانية
نستذكر البطولات الرمضانية ذات الزخم والحضور، ونتذكر كيف كانت سببا في سبغ الأجواء بفعاليات وأمسيات نابضة بالحياة.
نحنّ إلى بطولات رمضانية ذات زخم ، فأين بطولة بيت صفافا؟ وبطولات شباب الخليل؟
نسمع عن بطولات ستنظم قبيل الموسم المقبل وتحديدا في رمضان، وكل أمنيات التوفيق للفرق المشاركة والمنظمة.
في السياق ذاته، بطولة أريحا الشتوية اندثرت، فهل ستعود؟ وهل ستكون عودة الهلال لمصاف المحترفين سببا في عودتها؟