الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عذراً احمد ابو صفيه فقد آن لك ان ترفع صوتك

نشر بتاريخ: 30/05/2012 ( آخر تحديث: 30/05/2012 الساعة: 19:03 )
بقلم : اسماعيل غانم
فكرت كثيراً قبل أن أبدأ بخط هذه الكلمات التي قد تكون قاسية على البعض وممتعة للبعض الآخر فكل شخص سيتقبلها بطريقته وسيتعامل معها بناء على ما قام بتقديمه لمجتمعه ولقضيته التي يدافع عنها فالإنسان بلا هدف وبلا طموح مثله مثل أي حيوان يعيش ليأكل وليشرب وليفعل أشياء أخرى ... ولأن الإنسان مميز بعقله الذي منحه الله له فإنه هو وحده من يحاسب يوم القيامة على عمله وعلى ما يقدمه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال " أن خير الناس أنفعهم للناس " .

ولم يأت هذا من فراغ فإن الإنسان المتطوع لخدمة البشر وتوفير سبل الراحة لهم بغض النظر عن المجال الذي يعمل فيه سواء كان ثقافياً أو صحياً أو رياضياً أو غيرها من الأنشطة التي تؤدي الى تنمية قدرات الشباب ووضعهم في مسار سليم بعيداً عن السقوط في شبكات التيه هو الإنسان النافع لمجتمعه ..

وكثير هم هؤلاء الأشخاص التي لا تكاد تخلو مؤسسة رياضية منهم وهؤلاء يفنون أعمارهم وأوقاتهم للعمل على تحقيق التقدم والرقي لمؤسساتهم ويقضون أكثر من نصف يومهم في تلك المؤسسات ومتابعة أنشطتها دون كلل أو ملل ويستمتعون وهم يلمسون التقدم والتطور والنجاح الذي يعملون من أجله قد تحقق وهؤلاء عندما يطالبون المجتمع المحلي بمؤسساته التي يقع عليها العبء الأكبر في دعم الشباب لا يتكلمون ولا يتحدثون باسمهم الشخصي إنما يتحدثون باسم كل شاب من شباب مدينتهم الصامدة الصابرة المكافحة التي دفعت خيرة أبنائها على مذبح الحرية .. ويتحدثون باسم شهدائها الذين ارتقوا الى السماوات العلى من أجل أن يستمتع أطفالهم بمكان تحت الشمس يمارسون فيه انشطة مفيدة لهم ولمجتمعهم .

انهم يتحدثون باسم كل صاحب جرح نزف من جسده دما جبل بأرضها .. ارض تلك المدينة التي كانت ولا زالت تشتعل ناراً تحت جسد المحتل الهالك بإذنه .. يتحدثون باسم اسرى المدينة الذين يقبعون في زنازين المحتل ينتظرون لحظة الحرية والالتقاء بأبناء المدينة ويفرحون لتطورها البنيوي ...

فيا رجالات نابلس وشيوخها ومخاتيرها واقتصادييها ومثقفيها .. إن احمد ابو صفية لم يطالب بمنزل فاخر يسكنه على حسابكم ... انه تحدث باسم كل هؤلاء الشهداء والجرحى والمعتقلين وباسم شباب نابلس وأمهاتهم وآبائهم يطالبكم بصالة رياضية ليست من حسابكم ولكن مما تجمعوه من أبناء المدينة وهي حق شرعي لكل شاب ولكل طفل سيكبر وسيحاسبكم في الغد وسيسألكم ماذا فعلتم من أجلي .

هل ستقولون له انكم حاربتم احمد ابو صفية الذي طالب بمكان تحت الشمس لهؤلاء الأطفال ... وأنت يا احمد عذراً فقد رفعت صوتك عالياً ... في زمن الصوت المنخفض .. ولك الشرف انك تتحدث باسم ما ذكرت وليس باسم هؤلاء الذين يبحثون عن مصلحة آنية ستضيع وتندثر عندما سيقف التاريخ ليسجل مواقف الرجال وعزاؤك أن شباب نابلس وأطفالها ورجالها الشرفاء سيقفون معك وخلفك حتى بناء صالة رياضية مغلقة في المدينة اسوة بغيرها من مدن الوطن .