دلياني: اعادة الانتشار احادي الجانب يشكل خطراً على المشروع الوطني
نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 12:23 )
القدس- معا- قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن تلميحات وزير الحرب في دولة الاحتلال ايهود باراك حول ما سماه "انسحاب من جانب واحد" من اراضٍ محتلة في الضفة الغربية ما هي الا محاولة لتعزيز مخطط التوسع الاستيطاني الذي تقوم عليه حكومة الاحتلال خاصة في مدينة القدس المحتلة و محيطها، و مقدمة عملية لدولة الكنتونات، و بالتالي تشك خطراً كبيراً على المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف دلياني أن مواقف حكومة الاحتلال واضحة في معاداتها للسلام، و لعل رد نتنياهو على رسالة الرئيس محمود عبّاس أكبر دليل على رفض حكومة الاحتلال اقامة الدولة الفلسطينية بحسب الشرعيات الدولية، و تفضيلها الاستيطان الاستعماري على فرص تحقيق السلام و الأمن للجميع.
وشدد دلياني على أن حكومة الاحتلال و من خلال هذه التصريحات تهرب الى الأمام في ظل المعركة الدبلوماسية التي تخوضها القيادة الفلسطينية ضد الاحتلال و الجهود الرسمية و الشعبية الفلسطينية لفضح ممارسات الاحتلال بحق شعبنا وخاصة جريمة الاستيطان وأن مخطط دولة الاحتلال المشار اليه في تصريحات وزير حربها لا يشمل الانسحاب من كامل الأراضي المحتلة عام 67 وعلى رأسها القدس و أنه من الطبيعي أن ترفضه القيادة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت الوطنية.
وأشار دلياني الى أن ما تخطط له دولة الاحتلال هو فعلياً إعادة انتشار من بعض مناطق في الضفة الغربية حيث يحافظ على المستوطنات الاستعمارية ويمنحها مجالاً للتوسع، و يحد من ما تعتبره حكومة الاحتلال العنصرية خطراً ديموغرافياً، و يضييق الخناق على أبناء شعبنا في كافة مناطق الضفة الغربية وخاصة في القدس المحتلة، ويحافظ على العوائد الاقتصادية غير الشرعية من نشاطاته في الضفة الغربية و خاصة في غور الأردن، و يستمر في تحكمه بحدود الدولة الفلسطينية. وأن هذا المخطط سيمنح دولة الاحتلال نقاط سياسية على الساحة الدولية تستخدم كغطاء لتوسيع الاستيطان الاستعماري في القدس و باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، و يسمح بالمزيد من انتهاكات الاحتلال لحقوقنا الوطنية و الدينية و الثقافية، و في نفس الوقت يؤسس عملياً لدولة الكنتونات التي يسعى الاحتلال لفرضها علينا بالقوة.
وأكد دلياني أن الاحتلال يراهن على الأحداث في المنطقة و يتطلع لفشل جهود المصالحة الوطنية و لتولي رئاسة مصر مَن يُساهم في عملية سلخ قطاع غزة و ربطه كإقليم شبه مستقل تابع حيوياً للجمهورية المصرية. و لو تحقق ذلك بالتزامن مع فرض مخطط اعادة الانتشار احادي الجانب، تكون دولة الاحتلال قد فرضت رؤيتها فيما يخص الضفة الغربية من الناحية الديموغرافية و الجغرافية و السياسية، و سلخت قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني بالمعنى السياسي والاقتصادي، وتكون عملياً قد قضت على المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب المحتل عام 67 و عودة اللاجئين و تحرير الأسرى.
ولفت دلياني الى أن نجاح جهود المصالحة هي الخطوة الأولى لمواجهة مخططات الاحتلال و قطع الطريق على كل من يريد القضاء على آمال و احلام الشعب الفلسطيني.