الخليل بانتظار أن تزف شهدائها بعرس وطني مهيب
نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 20:23 )
الخليل- معا- جثمان 91 شهيدا وشهيدة ستحتضنهم فلسطين في مقابر ستوضع عليها أسمائهم وتواريخ استشهادهم، بعد أن كانوا مجرد أرقام في مقبرة الأرقام الاحتلالية.
لحظات جميلة بمعانقة الأهالي لما تبقى من أبنائهم، لكن تلك اللحظات ممزوجة بالألم بعد فراق طال لعدة سنوات.
زوجة الشهيد عبد الله القواسمة "أم أيمن" التي ستتسلم جثة زوجها بعد غياب لتسع سنوات وذلك بعد أن اغتالته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن طريق نصب كمين له في مدينة الخليل قالت: "اليوم تغلبنا على عدونا، فهم لا يريدوننا أن ندفنه في مقابر المسلمين، لكن اليوم سندفنه بيننا في مقبرة العائلة، وسنزوره ونقرأ على روحه الفاتحة".
|176872|تتابع أم أيمن: "إسرائيل عندما اغتالت زوجي خرج كثيرون منهم فرحا مبتهجا، نظرا لأنه كان المطلوب رقم واحد في جنوب الضفة الغربية، لكنه اليوم بيننا بالرغم من أنه جثة هامدة إلا أننا فرحين بأنه بيننا".
ايمن ابن الشهيد تعود ذاكرته به للوراء وتحمل في داخلها الأيام الجميلة التي عاشها هو وعائلته بوجود والده، يتذكرها في كل لحظة، بالبرغم من أنه كان في الثانية عشرة من عمره إلا أن الذاكرة تبقى قوية تأبى النسيان.
وتشير أم أيمن إلى أن العائلة لم تشاهد عبد الله قبل استشهاده بسنة وشهرين، حيث كان مطاردا من قبل الاحتلال.
| 176873|كما التقينا بخنساء من فلسطين، أم لشهيدين وأسيرين وزوجة اسير ايضا، تلك الخنساء هي أم حسن والدة الشهيد باسل القواسمة الذي ستحتضن جثمانه أو ما تبقى منه اليوم.
خنساء بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهي أم للشهيدين حاتم وباسل ولأسيرين هما اديب وأمير، وزوجة لأسير.
تقول أم حسن: "اليوم هو يوم عرس لباسل سنحتضنه جميعا، وسيرقد بأمان إلى جانب عمه الشهيد عبد الله القواسمة وتوأمه الشهيد حاتم".
قصص كثيرة سمعناها من أهالي الشهداء كانوا ينتظرون تحرك القافلة التي ستقلهم من مدينة الخليل إلى مدينة رام الله للقاء ما بقي من جثث لأبنائهم وأحبتهم، من هؤلاء خالة الشهيد رائد مسك التي جاءت ولبت نداء من هو بمثابة ابن لها، فبعد وفاة أختها أصبحت أما لعائلتين.
وعبرت خالة الشهيد رائد عن فرحتها بهذا اليوم والذي اعتبرته بمثابة يوم فرح لرائد الذي لم يفرحوا به، رائد العائد اليهم بحلة العريس المتحضر ليوم طال انتظاره.
|176874|وعندما تنقلنا بين الأهالي، التقينا بوالدة الشهيد محمد سدر والتي لم تستطع أن تخفي ملامح الحزن عن وجهها، ملامح حزن اختلطت بفرحة للقاء فلذة من فلذات كبدها بعد سنين طوال.
وفي تفاصيل الدفعة الثانية من الصفقة، التقينا بمحافظ الخليل كامل حميد وقال: المعلومات تفيد بأن المفاوضات بدأت من اجل الصفقة الثانية، كما بلغنا بأن النية تتجه لتسليم كل الجثامين، أو الغالبية أو من تمت المطالبة بهم من قبل السلطة الوطنية والحملة الوطنية".
وحيا المحافظ ذوي الشهداء الذين لم يستلموا جثامين أبنائهم في هذه الدفعة على صبرهم من الانتظار ومن عدم معرفة مصير أبنائهم.
وحول الاشتراطات التي فرضها الجانب الإسرائيلي على الأسماء التي سيتم تسليمها، أضاف المحافظ حميد: جاءت الاشتراطات ضمن ما تم الاتفاق عليه والذي جاء بعد إضراب الأسرى الأخير الذين خاضوا إضرابا أسطوريا للدفاع عن مطالبهم.
|176870|وأكد حميد بأن ضغوطا دولية وعربية مورست على إسرائيل من اجل السعي في إكمال تلك الصفقة من تسليم جثامين الشهداء.
اليوم عاد الشهداء، كل إلى مسقط رأسه، وسيرقدون بسلام وأمان بعد أن كانوا في مقابر الأرقام وحيدين لا أحد يشعر بهم ويأتي لزيارتهم للاطمئنان عليهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم التي تحلق في سماء الوطن.
|176869|