محاكمة الرؤساء- من شاوشسكو في رومانيا الى كتساف في تل ابيب الى مبارك
نشر بتاريخ: 02/06/2012 ( آخر تحديث: 02/06/2012 الساعة: 22:10 )
بيت لحم - تقرير وكالة معا - بعد اعدام الرئيس العراقي صدام حسين وهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي واعدام ميداني للرئيس الليبي معمر القذافي والحكم بالسجن المؤبد على حاكم مصر محمد حسني مبارك واقصاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.... بدأ الباحثون يعيدون قراءة مشهد محاكمة الرؤساء والزعماء مرة اخرى، حيث شهدت العقود الثلاثة الماضية عدة محاكمات لرؤساء وقادة، ادى بعضها الى اعدام الرؤساء وادى البعض الاخر الى السجن او الطرد، وان كان من العسير ادراج جميع المحاكمات في بند واحد، بل ان كل حالة بحالتها ووفق ملابساتها وظروفها، الا ان العبرة واحدة وهي ان الرؤساء قد يحاكمون اكثر من غيرهم من كبار الضباط والوزراء مهما كان بطشهم وشدة حكمهم.
نيكولاي تشاوشيسكو رئيس رومانيا تولى الرئاسة عام 1974. وقد حكم البلاد بقبضة من حديد، وإتسم حكمه بالشدة والدموية على الرغم من بعض الإنجازات في مجالات تنموية وعلمية وثقافية، حتى قامت ثورة عليه أيدها الجيش، فهرب مع زوجته، إلا إنه لوحق ثم حوكم من قبل عدد من ضباط الشرطة العسكرية وصدر عليه حكم الاعدام في أسرع محاكمة لديكتاتور في القرن العشرين. ولكن زوجته الينا اصرت ان تبقى معه وتموت معه وبالفعل أعدم مع زوجته أمام عدسات التلفزيون.
|160593|
في عام 1989 هاجم الجيش الامريكي دولة بنما واحتلها واعتقل رئيسها رئيس بنما السابق الجنرال مانويل نورييجا وتم اختطافه الى امريكا وحوكم هناك وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة تسهيل تهريب المخدرات الى اراضي الولايات المتحدة.
|177110|
اما الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف فقد حاصره الثوار وفرضوا عليه اقامة جبرية عام 1991 ولكنه نجا من الموت باعجوبة ولم يتمكن الشيوعيون من اعدامه بتهمة الخيانة والتسبب بانهيار الاتحاد السوفييتي .. وكان تولى منصب رئيس الدولة في الإتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1988 و1991 ورئيس الحزب الشيوعي السوفيتي بين عامي 1985 و1991. انقذه رئيس بلدية موسكو يلتسين حين صعد امام كاميرات التلفزة امام الدبابات واوقف التمرد وحل محله في الحكم . وقد حصل على جائزة نوبل للسلام .
وفي العام 1995 خلع امير قطر الحالي حمد بن خليفة والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وعاش الامير المخلوع في المنفى متنقلا بين عواصم أوروبية لعل أهمها جنيف ولندن وباريس لمدة تسع سنوات. ولسنوات ظل الأمير الوالد السابق يطالب بالحكم،بينما ظل ابنه الحاكم الجديد يطارده مطالبا باستعادة مليارات الدولارات التي كانت في حيازة الحاكم الوالد السابق، حتى أن الابن الحاكم الجديد طلب إلى بنوك غربية كثيرة ومنها بنوك سويسرية الحجز على أموال والده على اعتبار أنها أموال تخص الشعب القطري.
وأسس الحاكم السابق حركة معارضة في الخارج لكنها لم تجد طريقا للنجاح في إعادة تنصيب الشيخ خليفة إلى الحكم، إذ وقتها استطاع الحاكم الجديد نيل اعتراف رسمي كبير من دول الجوار الخليجية أولا ومن الدول العربية ودول عالمية كثيرة.لكن الحاكم الجديد الشيخ حمد بن خليفة، واجه أول امتحان لحكمه من خلال حركة انقلابية العام 1996 قادها الشيخ حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني الذي كان وزيرا للاقتصاد والمال، على راس عدد من القيادات العسكرية في قوات قطر، وحكم على 19 شخصا بالإعدام أو السجن المؤبد، ولكن امير قطر لم يقم بمحاكمة والده وعفى عنه وهو يمكث الان في قصر تحت الاقامة الجبرية.
كما نشرت صحيفة الاهرام بالتزامن مع محاكمة مبارك سلسلة من المحاكمات المشابهة.
رئيس بيرو السابق ألبرتو فوجيموري الذي حكم بيرو خلال الفترة من عام 1990وحتي عام 2000، وفي بداية حكمه ارتكب مجازر ضد المدنيين في عامي 1991 و2001 لسحق تمرد قامت به حركة الدرب المضئ وحركة أمارو الثورية، ووصل فوجيموري إلي بلاده بعد سبع سنوات قضاها في المنفي وتم تقديمه للمحاكمة وسط إجراءات أمنية شديدة وأدين وحكم عليه بالسجن 25 عاما علي الجرائم التي شهدتها البلاد في عهده.
أوجوستو بينوشيه حكم دولة تشيلي بإنقلاب عسكري عام 1973 وإستمر في حكم البلاد حتي عام 1990 شهدت خلاله شيلي فسادا ماليا وسياسيا وعاني الشعب من التعذيب والقتل لكل من حاول معارضة الديكتاتور بينوشيه. وتم اعتقاله خلال زيارته الي بريطانيا عام 2002 وفي عام 2004 تم الحكم بإدانته بتهم القتل وخطف المعارضين وتم الكشف عن حسابات سرية خارجية عديدة له وتدهورت حالته الصحية تم نقله إلي العناية المركزة وتوفي في ديسمبر 2006،
وفي كمبوديا وبعدما قام الخمير الحمر بتعذيب وقتل نحو مليون و700 ألف كمبودي وهو ما يعادل ربع تعداد الشعب وشهد عام 2006 تقديم أربعة من قادة الخمير الحمر ممن ظلّوا علي قيد الحياة إلي المحاكمة خلال الفترة من عام 1975 وحتي عام 1979. ولكن المحاكمة طالت كثيرا وهو ما جعل الكمبوديين يخشون من وفاتهم قبل أن تدينهم المحكمة وتصدر ضدهم الأحكام التي يستحقونها .
وفي إندونسيا شهد عام 2002 تقديم الرئيس الأندونيسي الأسبق سوهارتو إلي المحاكمة بتهمة استغلال النفوذ ونهب أموال الشعب وذلك بعد القرار بوضعه تحت الإقامة الجبرية عام 2000 ولكن تم تأجيل محاكمته نظرا لحالته الصحية المتدهورة ثم أعيدت محاكمته مرة أخري عام 2006 ولكن وافته المنية عام 2008 عن عمر يناهز 87 عاما قبل أن ينال العقوبة التي يستحقها.
وكان سوهارتو قد حكم البلاد نحو 30 عاما في الفترة من عام 1968 وحتي عام 1998 عاني خلالها الشعب من القمع والإستبداد والإغتيالات ووصلت البلاد إلي حالة من الفقر الشديد بسبب سياساته وتلاعبه في المال العام ونهب أموال الشعب هو وأسرته وقد قدرت ثروته بنحو 16 مليار دولار.
وفي ليبيريا، تولى الرئيس الاسبق صامويل دو السلطة في عام 1980 وأطيح به في حرب اهلية بدأها تشارلز تايلور. وفي عام 1990 قتل دو. وقطعت اذنه في شريط فيديو سجل لحظات اعدامه.
كما وحكم على الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور بالسجن لمدة 50 عاما أمام محكمة لجرائم الحرب قبل ايام لمساعدة متمردين في سيراليون ارتكبوا فظائع. ووجهت المحكمة الخاصة بسيراليون الاتهام الى تايلور في عام 2003 وهو نفس العام الذي اطيح به من السلطة في تمرد. والقي القبض عليه في عام 2006 بعد ان غادر الى المنفى في نيجيريا ونقل تايلور الى المحكمة.
اما سلوفان ميليوسوفيتش رئيس يوغوسلافيا فقد ألقت السلطات المحلية الصربية القبض على ميلوسوفيتش في أول أبريل عام 2001 م بالعاصمة بلجراد، وتم نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في 29 يونيو من نفس العام لتبدأ محاكمته بعد ذلك في 12 فبراير 2002م.
وبتهمة الحرب للحرب التي دارت في البوسنة، والحصار الذي تعرضت له سراييفو، وعمليات قتل المدنيين المسلمين والمجزرة المرتكبة بحق 8000 منهم، وحرب سربرنيتسا عام 1995.استمرت محاكمة ميلوسوفيتش قرابة أربع سنوات، حتى تم العثور على جثته عام 2006 م في محبسه في لاهاي، وتعددت الروايات المرتبطة بموته، إلا أن معظمها أكدت على انتحاره.
وفي أوغندا - اتهم عيدي امين - أحد أكثر الطغاة دموية في افريقيا- بقتل الالاف من أبناء شعبه اثناء حكمه الذي امتد من 1971 الى عام 1979 بعدما أطاحت به قوات تقودها تنزانيا. ومات عيدي أمين في منفاه بالسعودية عام 2003 .
وفي زائير سابقا - هرب موبوتو سيسي سيكو الذي ظل رجل زائير القوي على مدى ثلاثة عقود في عام 1997 عندما اقترب المتمردون من العاصمة. وتوفى في منفاه بالمغرب في نفس العام. وفي ذلك العام اعيد تسمية بلاده جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وفي عام 2012 حاكمت اسرائيل رئيسها موشيه كتساف بتهمة التحرش الجنسي والاغتصاب وحكمت عليه بالسجن سبع سنوات وبالفعل زجته في السجن ولم يمض بعد عاما واحدا في السجون.
|156745|