الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المصري: صندوق القدس وحماية العقارات واملاك الغائبين يجب ان تكون أولوية

نشر بتاريخ: 02/06/2012 ( آخر تحديث: 02/06/2012 الساعة: 17:33 )
القدس- معا- بدعوة من منيب رشيد المصري، رئيس سكرتاريا التجمع الوطني الفلسطيني عقد في مدينة القدس مؤخرا اجتماع ضم قيادات وشخصيات ومجموعات شبابية من مختلف الطيف المقدسي، وترأس الاجتماع سماحة المفتي محمد حسين، وشارك فيه عبر الهاتف الدكتور محمد اشتية الذي يرأس لجنة القدس التي انبثقت عن اجتماع الدوحة، بهدف البحث في موضوع حماية القدس وتعزيز صمود أبنائها والنهوض بواقعها، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، لإخراجها من الحالة المأساوية التي تعيش.

وأكد المفتي على أن القدس ببعدها العربي وبهويتها الفلسطينية الإسلامية والمسيحية ستبقى كذلك مهما بلغ حجم التضحيات، ولن يستطيع أحد أن يتنازل عنها اقتداء بالراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات.

وأشاد المفتي بالجهود التي يبذلها السيد منيب المصري في سبيل تحشيد وتوحيد العمل من اجل حماية المدينة والنهوض بواقعها، مؤكدا على أهمية كافة الجهود التي تبذل في سبيل حماية المدينة المقدسة والوقوف في وجه سياسات الاحتلال الإسرائيلي، طالبا من العالمين العربي والإسلامي مساندة جهود دعم القدس وتعزيز صمود أبنائها.

وبدأ المصري حديثة بالقول بأن القدس هي في مقدمة أولوياتي وهي شغلي الشاغل فهي مهجة فؤادي ووصية الآباء والاجداد، وكلما أتي إليها أشعر بغصة في قلبي مما أراه من تهويد وقلب ومحو لمعالمها التاريخية المسيحية والإسلامية.

وأضاف بأن القدس هي رأس الجسم الفلسطيني ومفتاح السلام في المنطقة، وهي عزيزة جدا على قلوبنا جميعا، ولا بد لنا أن نسخر كل إمكانياتنا من اجل حمايتها والنهوض بواقعها وتعزيز صمود أبنائها، فهذه مهمة وطنية مقدسة، يتحمل مسؤوليتها الكل الفلسطيني، وفي مقدمتهم أهل القدس حراس القيامة والاقصى، حراس التاريخ. وأشاد بالدور الذي تقوم فيه مديرية أوقاف القدس شاكرا الشيخ عزام الخطيب وكافة العاملين في المديرية بالمجهود الذي يقومون به.

وقال المصري بأن هذا الاجتماع هو السابع ويأتي في سياق التحضيرات للمباشرة الجدية والفعلية للنهوض بواقع القدس، وبخاصة أن الدكتور محمد اشتية يتولى الآن مسؤولية لجنة القدس، وهو شخص مهني وعملي ولديه القدرة والإمكانيات لتطبيق ووضع الخطط اللازمة، وأقول لكم بأن طلب د. اشتية في ضرورة زيادة مساهمة القطاع الخاص الفلسطيني باعمار القدس هو واجب علينا وحق لهذه المدينة، وكذلك سوف نعمل وبكل طاقتنا على استثمار علاقاتنا وصلاتنا الخارجية من أجل القدس ودعمها.

وأشار المصري إلى أن هناك العديد من الخطط التي وضعت من أجل القدس مثل خطة احياء البلدة القديمة التي كانت بدعم من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وبتنفيذ من مؤسسة التعاون، التي اعدت بين الاعوام 1998 و2000، وتمت مراجعتها في العام 2001، وكذلك خطة مؤسسة التعاون التي وضعت في العام 2008، التي جاءت تحت عنوان القدس نعبر أسوارك، مضيفا بأن هناك العديد أيضا من الدراسات والاستراتيجيات التي أنجزت في السابق ويمكن البناء عليها.

وقال المصري بأن مدينة القدس بحاجة إلى وضع خطة تحرك شاملة ومدروسة وطويلة المدى من أجل إنقاذها وحمايتها وتعزيز صمودها والنهوض بها اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وهذا يتطلب تضافر كافة الجهود، وتجنيد الطاقات والكفاءات والأموال، وتوحيد المرجعيات، وتنسيق العمل بين جميع المؤسسات في هذه المدينة، التي تتعرض لحملة تدمير متواصلة وممنهجة، وواجبنا الوقوف أمام هذه الهجمة وافشالها، من خلال خطط مدروسة تقف في وجه سرقة العقارات، وتعيد بناء السلم الأهلي، وتحمي الشباب المقدسي من المخدرات، وتوفر فرص عمل لهم، وتساعد التجار على تحمل أعباء الضرائب الباهظة التي تفرض عليهم. وكذلك حماية أراضي الوقف المسيحي والإسلامي، من خلال استثمارها في عمليات الإسكان، وبناء المرافق الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

واشار المصري إلى أهمية تجنيد الأموال، وجلب الاستثمارات الفلسطينية سواء المحلية أو من فلسطينيي الشتات، أو من الداخل الفلسطيني، وأيضا من الدول العربية والإسلامية سواء على شكل تبرعات أو استثمارات، وبخاصة من المملكة العربية السعودية. مقترحا أطلاق سهم يسمى سهم القدس يتم تسويقه في الدول العربية والإسلامية ويشكل له صندوق خاص، حيث يمكن أن تشكل عائدات هذا السهم تمويلا مهما لخطة دعم مدينة القدس.

وشدد المصري على أهمية حماية أملاك المقدسيين، وتشكيل فريق قانوني يدافع ويحمي أملاك الغائبين من المصادرة، حيث قال بأن صراعنا في القدس يشمل البشر والحجر، وأملاك الغائبين هي أملاك فلسطينية، وعربية، وإسلامية، وحمايتها ضرورة وطنية فلا بد من مواجهة الاحتلال في هذا الموضوع. وفي ختام حديثة قال المصري بأن إنهاء الانقسام الفلسطيني وانجاز المصالحة، هو ضرورة ملحة من أجل النهوض بواقع القدس.