الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير عبد الله البرغوثي- روحا أُعيدت إليه بعد أن فارقت جسده في العزل

نشر بتاريخ: 03/06/2012 ( آخر تحديث: 04/06/2012 الساعة: 09:58 )
رام الله- معا- بعد أن أمضى أكثر من 9 سنوات في قبر العزل الانفرادي خرج الأسير عبد الله البرغوثي والذي يحمل الجنسية الأردنية من عزله الى السجن الاعتيادي تتويجاً لمعركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى.

وفي لقاءه الأول مع محامي نادي الاسير الذي زاره في سجن "جلبوع" وصف الأسير لحظات خروجه من العزل كمن خرج من قبر معتم الى جنة رغم انه سجن كبير قائلاً "فعلى الرغم أنني خرجت من العزل الإنفرادي إلى السجن الاعتيادي فالآن شعوري كمن أعيدت له روحه التي قد فارقت جسده خلال أعوام العزل الانفرادي".

وبعبارات تعجز عن الوصف ولا يعرف لوعتها وألمها إلا من تذوق جرعت وحسرة وظلم السجان وبذلك تحدث الأسير عبد الله بجملة حملت دلالات كثيرة "نحن الأموات الذين كانوا يعيشوا في قبور الأحياء وعندما عادوا الى السجون عادت لهم الحياة " معتبراً خروج المعزولين نصراً كبيراً لهم وعندما عادوا الى السجون الاعتيادية بين إخوانهم الأسرى عادت لهم الحياة وحصول أهالي أسرى قطاع غزة على زيارة أبنائهم هو نصر أكبر .

وأضاف الأسير البرغوثي لمحامي نادي الأسير "أن الإضراب الذي خاضه الأسرى مؤخراً أعاد لنا التوازن الحقيقي في الحركة الأسيرة واليوم استعدنا معنوياتنا من خلال معركة الأمعاء الخاوية فنحن المضربين في تلك المعركة كنا نشعر أننا جنود في معارك شوارع التي كنا نخوضها متصدين لقوات الاحتلال التي كانت تجتاح مدننا وقرانا.

وبين الأسير أن تنصل إدارة السجون من بعض التفاصيل وخاصة مع الأسرى الإداريين لن يمر مرور الكرام فنحن قادرون على تصدي لهذه القضية من خلال معركة الأمعاء الخاوية أو من خلال العصيان المدني فلم يعد هناك خطوط حمر فنحن الأسرى أقوياء بعزيمتنا وإيماننا بالله عز وجل وأقوياء بكم انتم من كنتم سند لنا وعونا ومعينا من وزارة شؤون الأسرى ونادي الاسير الفلسطيني الذي بذل أقصى ما يمكن بذله من جهد من أجل إنجاح إضراب الأسرى وتحقيق مطالبهم المحقة شاكراُ لنادي الأسير ولكل من قدم أي جهد لأجل نصرة قضيتهم ونصرة معركتهم معركة الأمعاء الخاوية .

ولفت الأسير أن الأسيرين الأردنيين علي نزال ومنير قاسم يقبعان في نفس القسم الذي يقيم به ومن الممكن أن يدخل هو والأسرى الأردنيين إضراب مفتوح عن الطعام لأجل السماح له بزيارة عائلاتهم حيث أن الأسير لم يرى عائلته منذ اعتقاله أي من 532003 وعائلته موجودة بالأردن ولم يرها منذ ذلك الوقت.

وطالب الأسرى من الحكومة الأردنية بالعمل على الانتهاء من جميع الإجراءات بأسرع وقت ممكن لتأمين زيارة عائلات الأسرى الأردنيين حيث أنه كانت أخر زيارة لهم من قبل عائلاتهم قبل 3 سنوات وللأسير عبد الله البرغوثي منذ اعتقاله أي منذ عام 2003 .

وحيا الأسير أهالي الأسرى الذين تسلموا جثامين أبنائهم ويشكر الله انه طمأن بال أهلهم ويقول لأهالي الشهداء الحمد لله رب العالمين بأن الله أراح نفوسهم بعد أن ارتاحت نفوس أبنائهم في قبور المجد بداخل قراهم وداخل القرى والمدن الفلسطينية بحيث أصبح على تلك القبور أسماء شهداء أبطال لا أرقام لجثامين مجهولة الهوية ونسأل الله أن يتقبلهم في جنان الخلد فمنا لهم الدعاء الخاص والمتواصل لرب العالمين.

يذكر أن الأسير البرغوثي محكوم بالسجن 67 مؤبد و5200 عام وهو أطول حكم عسكري في تاريخ الاحتلال.