الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في رحاب فلسطين الحبيبة

نشر بتاريخ: 03/06/2012 ( آخر تحديث: 03/06/2012 الساعة: 20:06 )
بقلم : جيهان دينار - المغرب
خلال تواجدي في الأراضي الفلسطينية المحتلة للمشاركة في ملتقى الإعلاميين الرياضيين العرب الثاني وملتقى الإعلاميات الرياضيات العربيات الأول وكذا بطولة فلسطين الدولية لكرة القدم، سئلت عن عنوان المقال الذي سأكتبه فور عودتي من هذه الزيارة التاريخية، فأجبت أنني كنت أفكر في كتابة مقال واحد يلخص التجربة الفريدة التي عشتها في هذه الأرض الطيبة، لكن كلما أطلت المقام هناك، كلما تكشفت لي أشياء جديدة وجوانب متعددة تستأثر اهتمامي وتجبرني على نقلها كما رأيتها لقرائي.

لذلك قررت أن أشارككم تجربتي الفلسطينية من منظور رياضي من خلال سلسلة مقالات. أتمنى أن أوفق في نقل الصورة الحقيقية كما رأيتها عن هذا البلد الصامد وهذا الشعب الأبي، الذي لا تفارق الابتسامة وجهه رغم كل المعاناة التي تفرضها عليه يد المحتل الغاصب.

ولعل أكثر ما لفت انتباهي خلال تواجدي في فلسطين هو التنظيم الجيد الذي رافق ملتقى الإعلاميين العرب وبطولة فلسطين الدولية، بالرغم من "ادعاء" اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بأن فلسطين تعيش فوضى منظمة. على العكس أنا شاهدت خلية نحل منظمة تعمل على مدار الساعة ولا يعرف النوم طريقا إلى جفونها.

التنظيم كان على أعلى مستوى من الحرفية لدرجة أنك تنسى بأنك في بلد يرزح تحت نير الاحتلال. طيلة تواجدي هناك رأيت السعادة والافتخار في عيون أكثر من 500 إعلامي عربي وأجنبي حلوا ضيوفا على هذا الشعب الكريم. وحتى بعد اختتام فعاليات ملتقى الإعلاميين، إلا أننا لم نشعر للحظة بالملل، فالأجندة كانت مليئة بالأنشطة والفعاليات والزيارات إلى عدد من المدن الفلسطينية.

ما أثار انتباهي أيضا هو القفزة النوعية التي حققتها الرياضة الفلسطينية في وقت وجيز، في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تعصف بالبلد سواء تعلق الأمر بالاحتلال أو بالانقسام السياسي بين الفصائل الفلسطينية. والدليل على هذه الطفرة الرياضية والكروية بالأخص، فوز منتخب الفدائي بكأس بطولة فلسطين الدولية أمام شقيقه التونسي. وباعتقادي اقتناص فلسطين لهذا اللقب رسالة واضحة للعالم بأسره بأن الشعب الفلسطيني قادر على تنظيم البطولات رغم كل الصعوبات، ومكافأة بسيطة لكل جنود الخفاء الذين سهروا على تنظيم وإنجاح ملتقى الإعلاميين وبطولة فلسطين.

وقبل أن أختم هذا المقال علي أن أوصل الرسالة التي حُملتها من الفلسطينيين، أو بالأحرى دعوة من كل بيت فلسطيني لزيارة إخوانكم هناك، فزيارة المسجون لا تعني الاعتراف بالسجان. برأيي، زيارة الشعب الفلسطيني ستكسر عنه الحصار الذي يحاول أن يفرضه عليه المحتل الإسرائيلي وستشعره بأن وراءه عائلة مستعدة للذود عنه ولو حتى من خلال مؤازرته وتخطي حواجز الاحتلال للسؤال عن أحواله.

ونحن كإعلاميين رياضيين مطالبين أكثر من غيرنا بإيصال المشهد الحقيقي الفلسطيني للعالم، وتوظيف الرياضة لخدمة السياسة، خصوصا وأن الإعلام الرياضي تفوق على نظيره السياسي في هذا الجانب.