المصالحة مرهونة بانتخابات مصر وحكومة التوافق بدون برنامج سياسي شامل
نشر بتاريخ: 03/06/2012 ( آخر تحديث: 04/06/2012 الساعة: 10:28 )
بيت لحم -خاص معا- يبدو ان المصالحة الفلسطينية الحقيقة لم تحضر بشكل كامل في الساحة الفلسطينية رغم الاتفاقات الاخيرة التي شهدتها القاهرة والدوحة بين فتح وحماس وموافقة حماس على عمل لجنة الانتخابات في قطاع غزة.
وتظهر حالة التشكك من ناحية الطرفين حول انجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية، وتشكيل الحكومة واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية واضحة باعتبار ان البرنامج السياسي الشامل للمصالحة ما يزال مجهولا ولم يتم التوافق الا على جزئية من البرنامج وهي القبول بتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس محمود عباس.
وقال المحلل السياسي هاني المصري لـغرفة تحرير وكالة "معا" انه ليس هناك امكانية كبيرة لتحقيق المصالحة، باعتبار انها لاتعني فقط تشكيل حكومة توافق فلسطينية ، قائلا :" لا يوجد مصالحة بدون برنامج سياسي شامل فكيف سيتم التعامل مع الوضع العربي، وكيف سيتم التعامل مع الامم المتحدة والوحدة الفلسطينية؟ وفي حال منعت اسرائيل تحويل الاموال ماذا ستفعل الحكومة؟ وفي حال رفضت اسرائيل اجراء الانتخابات ماذا سيحدث؟".
واكد المصري انه وفي حال تشكيل حكومة توافق فان ذلك لا يعني اجراء الانتخابات، فقد وضعت حركتا فتح وحماس خطة (ب) قبل الشروع في الخطة (أ) تمثلت في البند الاخير للاتفاق وهو "في حالة تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه نتيجة أية سبب خارج عن إرادة الأطراف يلتقي الطرفان لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة شخصية مستقلة يتم التوافق عليها، كذلك تم التأكيد على أهمية تنفيذ ما ورد باتفاقية الوفاق الوطني بشأن تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات وذلك من خلال سرعة العمل على تطبيق توصيات لجنتي الحريات العامة في الضفة والقطاع، وعلى حكومة التوافق الوطني إنجاز ملف الحريات العامة كاملاً في أسرع وقت ممكن قبل إجراء الانتخابات وفق القانون".
وبين المصري في حديثه لـ"معا" ان حماس لاتريد انتخابات محلية او رئاسية وتشريعية، مؤكدا ان ما عرض هو حلول شكلية تتمثل بتشكيل الحكومة رغم اننا ما زلنا تحت الاحتلال الاسرائيلي.، وان اسرائيل تتحكم في الانتخابات.
وقال المصري : حتى لو تشكلت حكومة ماذا بعدها وماهو برنامجها، وبعد تشكيلها لن يتفقوا باعتبار ان برنامجها سيكون برنامج الرئيس عباس وحماس لن تقبل بذلك".
واكد انه في حال فشلت هذه المرة بان الامور ستتعقد بشكل كبير.
وبين المصري ان الانتخابات المصرية ستؤثر على وضع المصالحة والوضع الفلسطيني بشكل عام، مؤكدا ان حماس تنتظر فوز مرشح الاخوان المسلمين وفتح تنظر فوز شفيق. ورغم ذلك اكد، ان الرئيس المصري الجديد لن يستطيع ان يفعل شيئا جديدا لفتح وحماس ، فهو مشغول بالوضع الداخلي المصري .
وقال المصري: الوحدة الداخلية والاتفاق هي الحل وبذلك نستطيع ان نفرض حالنا على العالم اذا حسمنا امرنا داخليا .
عوكل: المصالحة هي مصالحة فوقية
من جهته اكد طلال عوكل المحلل السياسي انه متفائل بتحقيق المصالحة هذه المرة ولكن الى اين؟ .
وقال د.عوكل في حديث لغرفة تحرير وكالة "معا" حتى لو حصلت المصالحة بناء على البنود التي اتفق عليها فان ذلك لايعني شيئا جوهريا في وقع الحال".
وفي حال تشكلت الحكومة فماذا ستفعل؟ لايوجد لها مهمات سوى اعمار غزة والانتخابات ، وفي حال حدثت الانتخابات هل ستنهي حماس مثلا سيطرتها على قطاع غزة ؟".
واكد عوكل ان المصالحة الفلسطينية الحالية هي "مصالحة فوقية" باعتبار ان المصالحة الاجتماعية والحريات وتفعيل التشريعي غائب عنها.
واضاف عوكل "في حال رفضت اسرائيل السماح باجراء انتخابات بالقدس ، فان ذلك لايمنع اجراءها في القدس من خلال استخدام التكنولوجيا في حال توفرت الارادة للطرفين لاجراء انتخابات حقيقية وقال"الطرفان حتى الان ليسا متأكدين من موضوع الانتخابات ".
وبين عوكل ان المصالحة الفلسطينية مرهونة بالانتخابات المصرية فان حماس تنتظر في حال نجح مرسي سيكون موقف حماس لماذا استعجلنا المصالحة وتكون لصالح الطرف التاني وهو حركة "فتح" والطرف التاني نفس الشيء.
واكد ان المصالح الفئوية غالبة على المصالحة لا احد متنازل عن مشروعه .
السفير المصري: دور الشارع الفلسطيني هو الاهم في معادلة المصالحة
بدوره علق السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان بقوله انه لا يجب المراهنة على عوامل خارج الاطار الفلسطيني لانجاز المصالحة ، كما لا يجب بناء اي حسابات تتعلق بالمصالحة خارج المربع الفلسطيني والمصلحة الفلسطينية.
وقال عثمان لـ"معا" ان المصالحة هي فعل فلسطيني والدور المصري رغم اهميته البالغة ليس بديلا عن الارادة الفلسطينية .
واضاف :"اعتقد ان ما نفتقده حاليا هو غياب احد اهم العوامل في معادلة انجاز المصالحة وهو دور الشارع الفلسطيني الضاغط على كافة الاطراف واشير بهذا الصدد الى وجود بداية حراك داخل المعتقلات الاسرائيلية، مضيفا ان دور الشارع والراي العام الفلسطيني هو هام جدا لانهاء الانقسام.
وحول مدى تاثير الانتخابات المصرية على المصالحة قال عثمان "مصر كدولة كبيرة لها مؤسسات ويحكم دورها الجغرافية والتاريخ والموقع فان مصالحها الاستراتيجية ثابته ونظرتها للقضية الفلسطينية ثابته وبالتالي الدور المصري سيستمر في وضع موضوع المصالحة على جدول الاولويات باعتبار ان انجاز المصالحة جزء من الامن القومي المصري".