الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظ طولكرم بالوكالة: زلزال النكسة أيقظ إحساسنا الوطني

نشر بتاريخ: 05/06/2012 ( آخر تحديث: 05/06/2012 الساعة: 15:41 )
طولكرم- معا- أكد جمال سعيد محافظ محافظة طولكرم بالوكالة ان الهزيمة أو النكسة التي حلت بالأمة العربية يوم الخامس من حزيران عام 1967، وأدت إلى ضياع الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السورية وسيناء المصرية، ما زلنا نعيش آثارها حتى اليوم ،وما زالت الدروس المستفادة من هذه الكارثة قليلة وقليلة جدا ، الأمر التي جعلنا دائما نقلل من خطورتها ولا نحاول تجاوز آثارها .

وقال جمال سعيد ان النظام العربي الرسمي وبشكل خاص الدول العربية التي فقدت أجزاء كبيرة من أراضيها ظلت تحاول دائما التقليل من شأن هذه الهزيمة حتى انها ظلت تتهرب من تسمية الامور بأسمائها واستعاضت عن كلمة هزيمة بنكسة ،مع ان ما حدث يوم الخامس من حزيران هو أكبر من النكسة واكبر من الهزيمة ،ولم تعد تنفع كل المبررات التي ساقها ويسوقها أركان النظام العربي بان العرب خسروا معركة ولم يخسروا حربا.

وأضاف محافظ طولكرم بالوكالة : ان التاريخ الحديث مليء بالشواهد التي تقول ان دولا عديدة خسرت حروبا ولكنها ظلت تستفيد من هزائمها لتطل على العالم اكثر قوة وأكثر إصرارا على رفض الهزيمة ،وقال ايضا ان لنا في دول مثل فرنسا التي لحقت بهاالهزيمة امام المانيا والاخيرة نفسها التي لحقت بها الهزيمة امام الحلفاء واليابان التي خرجت من الحرب مع الحلفاء مهزومة وذليلة ،هذه الدول فاجئت العالم وبعد سنوات قليلة على هزيمتها ،بالمعجزات الاقتصادية والصناعية التي حققتها لتصبح الهزيمة آثار من الماضي وأكبر محرك ومحرض لتطورها الهائل.

وقال جمال سعيد أيضا ... أن هزيمة عام 1967 لم تسفر فقط عن توسيع رقعة الأراضي العربية التي احتلتها اسرائيل بل أيضا ،رأينا الفكر القومي وحركة القومية العربية تندحر إلى الوراء ولم ينقذ هذا الاندحار والانحدار نحو الهاوية سوى هذا المارد الفلسطيني الذي رأى في الهزيمة العربية مناسبة وفرصة مؤاتية ليمسك الفلسطينييون قرارهم بيدهم.

واعتبر سعيد ان القيادة الفلسطينية استطاعت وبحكمتها ان تستثمر الهزيمة خير استثمار وتنفذ إلى قلب الجماهير العربية التي تدفق شبابها نحو معسكرات الفدائيين في الاردن وعلى الحدود المتاخمة للاراضي الفلسطينية المحتلة ولتصبح الثورة الفلسطينية عبر النضال العسكري ضد اسرائيل ،رقما صعبا اخذ شكله الباهر بعد معركة الكرامة عام 1968 ،والتي رأى فيها العرب انظمة وجماهير ردا لكرامتهم المهدورة عام 1967.

وقال محافظ طولكرم جمال سعيد بهذه المناسبة ان رفض هزيمة 1967 لا يمكن ان يكون عبر المهرجانات وإلقاء الخطابات الرنانة ،وإنما برفض منطق الهزيمة في نفوس الجماهير العربية ،ورفض كل ما يقود للهزائم وعلى رأسها غياب الرؤيا الصادقة والواضحة لاستراتيجية عربية تقود إلى ديمقراطية حقيقية في العالم العربي وإلى عدالة توزيع الثروات وانعاش الاقتصاد والقضاء على الجهل والتخلف والأمية السياسية والقومية لدى المواطن العربي.

وأضاف جمال سعيد أيضا ،أننا وبهذه المناسبة المؤلمة مدعون جميعا سلطة وطنية واحزاب وقوى وفصائل وطنية واسلامية إلى وضع حد لحالة التمزق والاصطفاف التي تعيشها الساحة الفلسطينية ،لنعيد للقضية الفلسطينية مكانتها على الساحتين العربية والدولية بعد ان ظلت هذه القضية ومنذ سنوات عديدة تشهد تراجعا كبيرا بفعل الازمات والحروب الاقليمية وبفعل الانقلاب الذي مارسته قيادة حماس على الشرعية الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

وختم جمال سعيد تصريحه بالقول :أن الاهداف الاسرائيلة التي أرادتها اسرائيل عبرعدوانها عام 1967 لم تتوقف بل أن مثل هذه الاهداف تتعاظم كل يوم مع محاولاتها اقتلاع الفلسطيني من أرضه وتهجيره واقامة المستوطنات وتهويد القدس وجعل اقامة دولة فلسطينية امرا صعب المنال والتحقيق على أرض الواقع.
وقال ايضا أن هذا يدفعنا لنلتصق أكثر بشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وتقود معركة مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومشاريعه العدوانية