الاسرى المرضى حياتهم على المحك ومصيرهم قد يلاقي مصير الشهيد لباده
نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 07/06/2012 الساعة: 10:18 )
رام الله- معا- وصف محامو نادي الأسير يوسف متيا، وشرين ناصر وضع الأسرى في عيادة سجن الرملة بالكارثي والصادم جراء الانحطاط في الخدمات واللوازم الصحية ،وانعدام مقومات الحد الادنى من مستلزمات العلاج بما يتناسب مع الحاله الصحية للأسرى المرضى الأمر الذي فاقم من خطورة وضعهم الصحي وباتت الأمراض تنهش اجسادهم دون اكتراث ادارات السجون بذلك.
محاموا النادي و في زيارتهما لعدد من الأسرى المرضى بعيادة سجن الرملة وثقوا ويلات السجن والسجان على هؤلاء الأسرى بموقف صادم لا يمكن تصوره في هذا التقرير لخطورة الأوضاع هناك وسط تمنيات الأسرى بالخلاص والانتهاء من هذه المعاناة وتخوفهم من تكرار مشهد الأسير الشهيد زهير لباده الذي وافته المنيه مؤخراً.
الأسير المريض رياض العمور من بيت لحم والبالغ من العمر 40 عاماً والمحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة و يعاني من مرض القلب ويتعرض لنوبات إغماء مفاجأة، قال لمحامي نادي الأسير بصوت ضعيف منهك يأسره الغضب ويلاحقه البكاء" ماذا تنتظرون هل تنتظرون أن أموت مثل زهير لبادة حتى يقول العالم كان هناك أسير اسمه رياض العمور مات بسبب الاهمال الطبي وعدم تقديم إدارة السجن أي علاج له".
واسترسل الأسيران العمور وموقده اللذين يرقدان سوياً في الغرفة بالصراخ من أجل إنقاذهما وهم يتحدثان لمحاموا النادي بمرارة عن خطورة وضعهما فحياتهما أصبحت على المحك.
طبيب السجن كشف للأسير عمور بأنه لا يوجد له أي علاج فموضوع الجهاز المزروع في قلبه وتغييره يجب أن يكون بمستشفى خارجي وليس في "عيادة سجن الرملة"، ولا يريد أن يساعده وفي هذا الاطار وبألم كبير بين الأسير العمور بأنه يتعرض للإغماء عدة مرات في اليوم ومع ذلك فإن الطبيب يرفض مساعدته كما صرح أنهم يرفضون أن يقدموا له أي علاج فمنذ سنتين ونصف ينتظر الاسير تغيير الجهاز إلا أن مناداته لم تستجب وهو ما زال ينتظر ذلك.
الأطباء حالياً وحسب ادعائهم لا يستطيعون تحديد سبب الغيبوبة وعلى الرغم من نقله إلى مستشفى مدني إلا أن الطبيب رفض الافصاح عن أسباب الإغماء الذي يتعرض له، ولفت الطبيب بان الحاله الصحية للأسير هي اخطر من بين الحالات الموجودة في "عيادة سجن الرملة".
وتواصل "عيادة سجن الرملة" سياسة الاهمال الطبي المستمرة من قبل إدارة السجون حيث مر أكثر من شهرين على الأسير دون أن يجرى له فحوصات للدم التي من المفترض أن تجرى كل 14 يوماً وسبب التأخير كما رد الطبيب على سؤال الاسير هو انه نسي موضوع فحوصات الدم.
واستصرخ الأسير العالم وكل الأحرار أن ينقذوه هو والأسرى المرضى قبل أن يخرجوا جثثا هامدة.
كما زار محاموا نادي الأسير المريض منصور موقده من سلفيت المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن المؤبد وفي حديثه لمحامي نادي الاسير طالب الأسير القيادة الفلسطينية بالتدخل الفوري من أجل إنهاء مأساتهم مؤكداً أن هناك 5 أسرى يصارعون الموت في كل لحظة من حياتهم.
وقال محاموا النادي "بأن وضع الأسير موقده ومن يشاهده يفهم بأنه في مأساة كبيره فمنظر جسده تقشعر لها الأبدان وأنه على ثقة أنه لو نشرت صورة للأسير لاهتز الصخر من هول ما شاهد موضحاً أن الأسير مشلول شلل نصفي وجميع أمعائه متهشمة ولديه معدة بلاستيكية وورم يبرز ببطنه وكيس للبراز والتحكم بالبول معدوم فأعصاب معدومة ومتفجرة مع العلم أن الأسير موقده يدخل عامه الحادي عشر في السجون الأسبوع المقبل.
ولفت الأسير بأن هناك خمس أسرى يجب الإفراج عنهم فورا وهم كل من الأسير خالد الشاويش ومنصور موقدة ومحمود سليمان ورياض العمور وناهض الأقرع ،وفي حال لم يتم التحرك الفوري لإنقاذ حياتهم فسيكون مصيرهم مصير الأسير الشهيد زهير لباده الذي استشهد نتيجة الإهمال الطبي ومأساة الاعتقال.
وشدد ممثل "عيادة سجن الرملة" الأسير إسماعيل الردايده على أن الوضع السجن سيء جدا ولا يمكن أن يتخيله أحد ،قائلاً "ماذا تتوقعون بالخارج أن يكون الوضع بعد استشهاد الأسير زهير لباده فنحن شاهدنا وعايشنا لحظة بلحظة تدهور وضعه الصحي وحتى بتقديري كنا معه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فما هو المتوقع منا؟ وبأي نفسية يمكن أن يكون الأسرى المرضى وهم ينتظرون دورهم ويتساءلون من التالي؟
وأضاف الأسير لم يتغير شيء بعد الإضراب فقد حضر ضابط القسم وتحدث معهم وعندما سأله الممثل عن نتائج الإضراب وإن كانت ستسهم بتحسين وضعهم الحياتي كأسرى مرضى في عيادة سجن الرملة أجابه الضابط أنه لا يوجد أي شيء ولم يصلهم بروتوكول الاتفاق الذي توصلوا له وحتى ذلك الوقت لا يوجد جديد ولا يوجد ما سيتم تغيره على أوضاعهم وعلى حياتهم.
كما زار محامو نادي الأسير كلا من الأسرى محمد عبد العزيز، والأسير محمود رضوان وكلاهما من الأسرى المرضى.