الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فنانون شباب يُطاردون انتهاكات الاحتلال في طوباس الأغوار

نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 06/06/2012 الساعة: 20:00 )
طوباس – معا - طارد فنانون ومبدعون شباب ممارسات الاحتلال في طوباس والأغوار على طريقتهم، فرسموا سياسة التعطيش بلوحات فنية، غلبت عليها ألوان قاتمة، فيما عبر اللون الأصفر عن نهب الدولة العبرية للموارد المائية، وسرقة الأرض.

ورسم شابان وثلاث شابات لوحات لمناسبتي نكسة حزيران وفعاليات يوم البيئة العالمي، خلال ورشة في مقر وزارة الثقافة، بمبادرة من وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الثقافة، وبمشاركة بلدية طوباس، ومجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة، ومديرية الزراعة، ومركز التنمية المجتمعية، ومجموعة الهيدرولوجيين، وسلطة جودة البيئة، ومركز العمل التنموي (معا) ونادي الأسير، وراديو طوباس.

ووثقت ألوان عبد الرحمن السودي للبحر الذي لم يزره، بسبب الاحتلال، في لوحة غصت بالصور والطيور والأشجار الخضراء والأمواج الخلابة، والرمال.

وقال السودي، إن لوحته تظهر العطش في الأغوار؛ لأن الاحتلال يسرق المياه، مثلما فعل وسرق البحر.

فيما اختزلت ميساء السودي معادلة التعطيش والتهويد والنهب، بألوان قالت إنها صحراوية صفراء، تختفي منها دلالات الحياة، وتعكس فداحة العطش والجفاف.

وحاكمت سناء دراغمة في عمل فني الاحتلال، فأظهرت أحد الرعاة يمارسون المهنة الأشهر في طوباس والأغوار بشكل جمالي، فيطلق العنان لشبابته للعزف، فيما تحاصره ألوان خضراء، وتختفي عنه المستعمرات والمعسكرات.

وقالت إن عملها يأتي بخلاف الواقع، غذ يعاني الرعاة الأمرّين، وبالكاد يستطيعون العيش، فكل شيء محاصر، ويحلمون بحياة عادية، لا يتخللها القلق والخوف وشح المياه الحاد، كما كان الأمر قبل الاحتلال.

وأبدع الشاب يحيى عويضات، رغم الإعاقة التي تصادر حرية في الحركة، في رسم شجرة منزوعة الأوراق، ومصابة بالجفاف، يلتهما الرمل الأصفر، والعطش، فيما تعلو أغصانها الجافة أقمشة تالفة، وبقايا أكياس بلاستكية متهالكة.

يقول: السماء في الأغوار صفراء، بعكس اللون التقليدي، ومشهد جفاف اليدين وتشققات الأرض، واختفاء اللون الأخضر، لا يمكن أن تغادر مخيلة أي فنان، يريد التعبير عن الواقع الأسود.

وتنقلت ريشة شروق دراغمة بين الأخضر والسود، فرسمت أرضاً قاتمة يبزغ منها الأمل الأخضر، ليقدم رسالة إرادة لا تخلو من التحدي والإصرار على البقاء.

تروي: بين الأخضر والأسود مساحة شاسعة، لكن القدرة على الصمود تتفوق على قوة القتل والتنكيل والتعطيش.

وأكد منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف أن الدمج بين النكسة ويوم البيئة والتعبير عنهما بالرسم والإبداع، يأتي للتأكيد للابتعاد عن الوقوع في فخ التشابه والتنميط في إجراء محاكمة للاحتلال وعدوانه وسطوه على كل شيء في الأغوار، ولتقديم رسالة مجردة للقاصي والداني دون تاريخ صلاحية، تستطيع بألوانها وبساطة تجريدها فعل الكثير، وبصمت وتقشف بلاغي.

وقال مدير وزارة الثقافة في طوباس عبد السلام العابد إن الإبداعات الفتية عبّرت عن النكسة، وما يتعرض له المواطن الفلسطيني من عدوان متعدد الأوجه، واقتربت من أمله في الخلاص والحرية والاخضرار، بسماء وهواء وماء لا يُصادره المحتل، ولا يُخل بتوازنه.