العبيد : اردت ان اصبح لاعب محترف، وقد نجحت في تغيير حياتي
نشر بتاريخ: 07/06/2012 ( آخر تحديث: 07/06/2012 الساعة: 19:58 )
ستيفان سانت ريموند
مدير العلاقات العامة في رابطة المحترفين العالميين
هذه قصة لاعب كرة قدم محترف، وقبل ذلك هي قصة رجل وقصة عائلة، قصة فلسطيني من غزة. فهي قصة حرب وقصة احتلال لا ينتهي ابدا. فممكن القول انه من الممكن ان تصبح هذه القصة قصة حزينة، مروعة وغير انسانية خاصة عندما يتميز الانسان بصفات الغباء والقسوة. ولكنها قصة أمل، مهما كان صغيرا الا انه يعطينا دافع لتغيير العالم،و تعطي الحافز والقوة على الاستمرار والتشبث.
وبرغم من كل ذلك، فهناك شعب يريد الحياة ويريد ان يلعب كرة القدم. فهذه قصة لاعب فلسطيني محترف اسمه سليمان العبيد والذي اتخذ من كرة القدم طريقا له وكله امل بالحرية.
فمنذ ثلاث سنوات ترك اللاعب سليمان العبيد مسقط رأسه في قطاع غزة، فعانق زوجته وطفله وطفلته. وصعد في سيارة اسعاف كمن يتخذ القارب في البحر للانطلاق الى عالم جديد. فهو يشعر بشعورين متناقضين، فهو حزين لتركه كل ما يحب هناك، وسعيد لانطلاقه الى حياة جديدة. فاللاعب الفلسطيني المحترف سليمان العبيد هو لاجىء، وله حياتيين واحده في غزة والاخرى في الضفة.
فمنذ ثلاث سنوات ابصر الاحتراف النور في فلسطين، وبالرغم من ان الاستيطان الاسرائيلي يقطع الاراضي الفلسطينية الى اقسام الا ان ان الفلسطينيون اصرّوا على تجريب حظهم في هذا المجال.
من غير ان ننسى قطاع غزة، المكان الذي تنطلق منه سيارات الاسعاف بحجة وجود حالات صحية حرجة وضرورية تحتاج للمعالجة في رام الله (عاصمة الضفة الغربية). فأمام الاخرين، يبتسم سليمان، فبرغم وحدته، وهي قصة اخرى بلا شك، ولكنه لايبدي شيئا من حزنه.
وبما ان سليمان لا يحب الحديث عن حياته الخاصة، فعند لقائه تم تبادل بعض الكلمات باللغة الانجليزية لكسر الحاجز بيننا. ولكن الاخرين هم من قصّوا علينا قصة لسليمان وهو كان شاهد صامت للقصته، كان يسمع وينظر فقط وهو كذلك في اغلب الاحيان.
وبذكر زوجته واطفاله، الذين لم يلتقوا به منذ خروجه من غزة حيث لا يمكنه العودة الى هناك، استطعنا التعمق اكثر في حياته.فجسده هنا ولكن روحه في مكان اخر. مضى ثلاث سنوات على تركه من يحب وكل ما يحب ، فالبرغم من ابتسامته وضحكته الا انه لا احد يستطيع تخيل جنون هذا الرجل في حبه لزوجته واطفاله وهو بعيد عنهم.
وقال سليمان:" انا اعتقد انه بامكاني لمّ شمل عائلتي ولكن احتاج لبعض الوقت.." هذا ما فهمناه منه حيث انه لم يتكلم اكثر من هذه الكلمات. ولكنه عدّل جلسته وابتسم ليغير اجواء الحزن وعدم الراحة التي سادت في الغرفة، واضاف قائلا:" انا لست بطل، انا لاعب كرة قدم، فلست الوحيد ولا لاعب كرة القدم الوحيد او الرياضي الفسطيني الوحيد الذي يعاني من هذا الوضع." فاليوم، كرة القدم هي اللحن الجميل في حياته: " انا اريد ان اصبح لاعب كرة قدم محترف، وان اجني المال. وقد حققت هدفي، ونجحت بتغيير حياتي ولكن الثمن كان غاليا.." .
فثمن الخوف هو 2500 دولار شهريا، لان سليمان حتى في تنقله مع ناديه، فمن الممكن توقيفه واعادته الى غزة. ف 2500 دولار شهريا هو ثمن غيابه و دموعه المكبوته. فحصول ناديه مركز شباب الامعري على لقب الدوري لعام 2011 اضفى عليه قليلا من الفرح وايضا اعتبره هدية من الله. و اختصارا لكل ما ذكره قال:" انا فخور لكوني لاعب كرة قدم فلسطيني محترف، وفخور لارتدائي زي المنتخب الوطني الفلسطيني وفخور ايضا ان الرياضة وكرة القدم بشكل خاص استطاعت تغيير عقليتنا وهذا ساعدنا كثيرا."
في 26 حزيران،غادر سليمان، الظهير الايسر السريع، العاصمة الاردنية عمان متوجها الى طاجكستان حيث بدأت فلسطين بدورة جديدة من تصفيات كأس العالم القادم وقد وقع الاختيار على سليمان من قبل مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني فرنسي الجنسية موسى بزاز، حيث ان فلسطين لم تذهب الى هناك بصفة دولة بل بصفة عضو بالفيفا.
وفي اللقاء الاول من تصفيات كأس العالم، شاء القدر ان يكون اللقاء بين فلسطين وافغانستان. فبالتأكيد المباراة ليست في كابول، بل في دولة مستقلة منذ 20 عاما، فبتاريخ 29/6 اجتمع فرسان المنتخبين الفلسطيني والافغاني، فساهم هذا اللقاء في ادخال كرة القدم الفلسطينية ضمن كرة القدم العالمية.
اما مباراة الاياب فكانت بتاريخ 3/7 وهي المرة الاولى التي يلعب فيها المنتخب الفسطيني مباراة عالمية من مباريات تصفيات كأس العالم على ارضه. ولكن القصة بدأت في اذار حيث كان سليمان حاضرا وكان فخورا جدا ويبحث في مقاعد الجماهير في استاد فيصل الحسيني عن وجوه مألوفه له ربما وجه زوجته واطفاله.