الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بتمويل ألماني باكثر من700 الف يورو- افتتاح مدرسة بنات الفوار الثانوية

نشر بتاريخ: 07/06/2012 ( آخر تحديث: 07/06/2012 الساعة: 18:27 )
الخليل- معا- احتفلت وزارة التربية والتعليم اليوم الخميس، بافتتاح مدرسة بنات الفوار الثانوية في مديرية تربية جنوب الخليل، والتي بنيت بتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية (KFW) بما يقارب 750,000 يورو.

تم ذلك بمشاركة وحضور وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، ومديرة التعاون الالماني في الشرق الأوسط اليك لوبيل، ومحافظ محافظة الخليل كامل حميد.

وجاء ذلك بهدف تلبية الاحتياجات التعليمية الحديثة لبنات المخيم، ورفدهن بمقومات المعرفة والخبرات والمهارات الحياتية، وتعزيز أركان الدولة الفلسطينية المستقبلية، بحضور مدير التربية والتعليم في جنوب الخليل فوزي أبو هليل، ومديرة المدرسة نداء عدوي، ومدير المخيم زياد الحموز، وغيرهم من ممثلي المؤسسات الحكومية والمحلية والدولية والفعاليات الوطنية وأسرة وزارة التربية والتعليم.

من جانبها، أكدت الوزيرة العلمي أن افتتاح هذا الصرح في مديرية جنوب الخليل، يبرهن على قدرة الإنسان الفلسطيني على العطاء، ورفع شأن مسيرة التعليم في كل بقعة على أرض فلسطين، لافتةً الى أن هذه المدرسة تشكل رداً عملياً على مخططات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الرامية إلى هدمِ البيوت والمدارس وأماكن العبادة؛ بهدف طمسِ المعالمِ العربية والإسلامية.

وأوضحت العلمي أن هذه المدرسة، والتي بنيت بتمويل من الحكومة الألمانية ممثلة بـــ kfw، تمثل لبنة جديدة من لبنات إعداد الإنسان الفلسطيني، من خلال تلبية الاحتياجات التعليمية المتجددة، مشيرة الى انها ضمت عشر غرف صفية، وغرفٍ أخرى للخدمات الفنية والحاسوب وغيرها، وجهزت بشكل متميز لتكون على أتم الجاهزية لتلبية احتياجات الطلبة.

وشددت العلمي على ضرورة تدعيم أركان الدولة الفلسطينية المرتقبة، وبناء المؤسسات الوطنية، ورفدها بالخبرات والكوادر العاملة، والعمل على توطيد العلاقات المحلية والاقليمية والدولية، لضمان تحقيق وبناء الدولة المنشودة.

وأردفت العلمي قائلةً :"إن جذور الشراكة والتعاون بين السلطة الفلسطينية والحكومة الألمانية تمتد عبر حقبة طويلة ومتواصلة من التفاهمات والعمل الجاد بين البلدين، فمنذ تأسيس السلطة الفلسطينية، قامت الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني بتنفيذ حزمة واسعة من المشاريع التعليمية عالية الجودة، بهدف تدعيم البنية التحتية التعليمية الفلسطينية على تسع مراحل، وكان من بينها بناء مدارس جديدة وصيانة مدارس أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك برامج التوأمة الفاعلة بين مدارس فلسطينية وألمانية، والدورات التدريبية، بتكلفة إجمالية بلغت 63,140,000 يورو".

وأعربت العلمي عن أملها أن يتم التركيز في المرحلة المقبلة على القدس الشرقية والمنطقة المصنفة(ج) وبناء مدارس صناعية، لافتةً الى مشاركة الحكومة الألمانية بشكل كبير ومؤثر ضمن مجموعة مكونة من أربعة مانحين في اتفاقية التمويل المشترك (JFA)، الهادفة إلى دعم برامج الخطة الخمسية التطويرية في وزارة التربية والتعليم وكافة المؤسسات التابعة لها.

وقدمت الوزيرة العلمي شكرها لحكومة المانيا وشعبها على الدعم المتواصل لقطاع التربية والتعليم وتحديث البنية التحتية الفلسطينية، خاصة بالشكر د. لوبيل على مشاركتها في هذه الفعالية التي تبرهن على رفض المجتمع الدولي لكافة اشكال الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

بدوره أكد حميد على أن هذه الزيارة تأتي من أجل دعم وتعزيز صمود الاهالي والطلبة في مخيم الفوار وكافة المخيمات الفلسطينية، ناقلاً شكر الرئيس محمود عباس الى الحكومة الالمانية وعلى رأسها الرئيس الألماني جواكيم كاوك مشيداً بزيارته الاخيرة التي تكللت بافتتاح مدرسة بورين في محافظة نابلس.

وأشاد حميد بالدعم الذي قدمته المانيا للشعب الفلسطيني الذي اعتبره دعماً متنوعاً ودقيقاً وحساساً، داعياً الى ديمومة هذا الدعم وتعميقه من أجل ضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وأن يعود اللاجئون الى ديارهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها.

وطالب حميد بضرورة تعاظم الدور الألماني والعمل على تحيق الاحتلال ووقف الاستيطان في كافة محافظات المدن، معرباً عن شكره وتقديره لحكومة المانيا وشعبها على مشاريع الدعم التي قدمتها في قطاعات متنوعة على مدار سنوات طويلة.

من جهتها أعربت د. لوبيل عن سرورها لافتتاح المدرسة بدعم من بلدها، مشددة على ضرورة وصول النساء والفتيات الى التعليم، الذي يسهم في تطوير ودعم الدولة الفلسطينية الديمقراطية المسقبلية.

وأكدت لوبيل على أهمية ربط التعليم بحاجات المجتمع؛ تعزيزاً لدفع عجلة التقدم والتطور في بنية المجتمعات المحلية، لافتةً الى دعم حكومة المانيا وشعبها لقطاع التعليم في عدة مجالات لا سيما المهنية والتقنية، وتطوير مهارات الشباب؛ بهدف الحصول على فرص العمل.

ودعت لوبيل الى ضرورة استثمار التعليم والاستفادة من فوائده ايماناً بدوره في ازدهار الشعوب وتقدمها، معربة عن أملها في ان تسهم هذه المدرسة الجديدة في تحقيق حلم الطالبات وذويهن في مستقبل تعليمي افضل.

من جانبه أشار أبو هليل الى أن افتتاح هذه المدرسة يأتي في إطار الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني من الحكومة الاتحادية الألمانية الصديقة، وتأكيداً على عمق العلاقة ومتانتها بين الشعبين، موضحاً أن هذا الانجاز جاء منسجماً مع الخطة الإستراتجية لوزارة التربية والتعليم بهدف إيجاد بيئة تعليمية مناسبة ومناخ تربوي يلبي كافة الاحيتاجات.

ونوه أبو هليل الى السعي الجاد من أجل تحقيق الجودة والنوعية في النظام التربوي والتعليمي، القائم على رؤى واضحة المعالم، وأهداف محددة وسياسات مفصلة، عنوانها التغيير والتجديد ومواكبة الحداثة والمستجدات في تحد للعديد من الظواهر؛ ممثلة بالاحتلال وممارساته القمعية بحق الاهالي والطلبة، والتسرب وآثاره المجتمعية وغيرها.

وفي كلمتها اوضحت عدوي ان بداية الانطلاقة تجسدت بمدرسة متواضعة، جابهتها الكثير من التحديات التي تم التغلب عليها بالارادة والجهود المتواصلة، والعمل الجاد والاصيل من اجل انجاح المسيرة التعليمية والنهوض بالطالبات المتميزات و تحقيق التفوق والتميز على مستوى الوطن.

وأشادت عدوي بالجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المخيم؛ لتوفير بيئة مدرسية تسمو بعقول وابداعات الطالبات، لافتةً الى الارتفاع في مستوى تحصيل الطالبات بعد الانتقال الى مدرستهن الجديدة خلال الفصل الدراسي الفائت.

بدوره تحدث الحموز عن الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها سكان المخيم، وغيرها من المشكلات المتعلقة بالاكتظاظ السكاني والفقر والحرمان من مقومات البنية التحتية، مشيراً الى ان بناء هذه المدرسة اسهم في حل العديد من المشكلات التي تواجه الاهالي.

وأعرب الحموز، ونيابة عن كافة مؤسسات وأهالي مخيم الفوار، عن شكره للحكومة الالمانية ولكافة الجهات التي أسهمت في بناء هذا الصرح التعليمي، الذي جاء تكريساً لحق الطالبات في التعليم، والتسلح بالقيم الايجابية والمهارات والخبرات والمعارف المتميزة.

وتضمن الحفل العديد من الفقرات الفنية والفعاليات حيث كان ابرزها افتتاح معرض فني تراثي من اعداد طالبات المدرسة.