الجامعة العربية ترفض توجيه أي اتهام للفلسطينيين بتعثر التسوية
نشر بتاريخ: 08/06/2012 ( آخر تحديث: 08/06/2012 الساعة: 23:16 )
القدس- معا- أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الجمعة رفضها لمحاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقرب للوبي اليهودي على حساب القضية الفلسطينية لأغراض انتخابية بحتة.
واكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح في تصريح له في القاهرة عن رفضه لأي محاولة أميركية أو إسرائيلية تحاول تحميل الجانب العربي أو الفلسطيني سبب تعثر عملية التسوية.
وأعاد التأكيد على أن الانحياز الأميركي والتعنت الإسرائيلي هو السبب المباشر لفشل المفاوضات وتوقفها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مذكرا بالفرص العديدة التي منحتها لجنة مبادرة السلام العربية والقيادة الفلسطينية منذ عام 2009م، والتي قوبلت باستمرار بتعنت إسرائيلي وانحياز أميركي، وبرفض حكومة نتنياهو وقف الاستيطان.
وأضاف: إننا قلقون من التصريحات التي نُسبت للرئيس الأميركي باراك أوباما والتي قال فيها بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعيق عملية السلام، مستغربة من إدعاء أوباما بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حريص على عدم وجود عوائق أمام عملية التسوية.
وقال: أصابنا تصريح الرئيس باراك أوباما، أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في أميركا بالدهشة والاستغراب، وهذا الكلام يتناقض مع كل المتعارف عليه بين كل السياسيين بالعالم، ولدى كل من تعامل مع الرئيس محمود عباس، ولا اعتقد بأن هناك من هو حريص على عملية السلام أكثر من الرئيس أبو مازن، حتى الجانب الإسرائيلي يعلم ذلك تماما.
وتابع صبيح: هذا التصريح المستغرب نضعه في خانة تغليب المصالح الخاصة الضيقة ليس من أجل السلام العادل والشامل تطبيقا للقرارات الدولية والاتفاقيات العالمية، وهو كلام غير معقول على الإطلاق، وأجزم بأنه لا يساعد عملية السلام، ونحن جميعا بحاجة إلى دعم كامل من كافة القوى لدعم الرئيس عباس دعما كاملا، وإلا فإن هذه المنطقة قد لا ترى فرصة أخرى للسلام.
وأضاف: الرئيس أبو مازن جاد في عملية السلام، ولا بد أن تمتد الأيادي الايجابية من قبل الجانب الآخر بنوايا صادقة ومن الإدارة الأميركية تحديدا.
وردا على سؤال إن كانت تصريحات أوباما الأخيرة تمثل تراجعا من قبل إدارته عن حل الدولتين، أجاب السفير صبيح: لا اعتقد بأنها تمثل تراجعا عن هذا الحل، لكن هذا التصريح يقع في نطاق المصالح الضيقة وهي المصالح الانتخابية الضيقة، ويجب أن يدرك الناخب الأميركي هذه الحقيقية.
وشدد على أن من يعيق عملية السلام هو الطرف الذي يصر على الاستيطان ورفض الاعتراف بمرجعية عملية السلام، ويصر على تهويد القدس وضم الأغوار الفلسطينية، ومصادرة المياه وحصار غزة، وإطلاق العنان للمستوطنين لإعاثة الفساد في الضفة الغربية.
وأكد صبيح أن التقارير الدولية المحايدة وحتى التقارير الصادرة عن بعض المؤسسات الإسرائيلية تظهر بشكل لا يقبل التأويل بأن سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة هي من تعيق عملية السلام، وليس الجانب الفلسطيني.
وأردف: الإدارة الأميركية لديها نسخ من هذه التقارير، وتعرف كم تنتهك إسرائيل بشكل فاضح القانون الدولي، ولكن أوباما أراد تغليب مصالح الشخصية.
وأوضح انه في ظل الانحياز الأميركي والتعنت الإسرائيلي يبقى الرهان على توحيد صفوف الشعب الفلسطيني واتفاق قواه وفصائله على برنامج سياسي ونضالي يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وشدد على أن إنهاء الانقسام الفلسطيني يسحب الذرائع من قبل الإدارة الأميركية وإسرائيل بشأن عملية السلام، معربا عن أمله بأن تنجح المساعي المبذولة حاليا لتشكيل الحكومة الفلسطينية التوافقية برئاسة الرئيس محمود عباس.
وردا على سؤال حول اعتزاز أوباما في تصريحه أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في أميركا بأنه أنه كان خلال فترة رئاسته الأولى والتي تنتهي مع بداية العام المقبل كان من أكثر الشخصيات الأمريكية دعماً لإسرائيل وبدون انقطاع.
قال صبيح: هذا الكلام واضح، ولا ننسى بأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض الفيتو لإجهاض مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن لإدانة الاستيطان، والدعم الأميركي سخيا لإسرائيلي هذه الأيام رغم أن حكومة نتنياهو تواصل استخفافها بالقانون الدولي وتتنكر لكل متطلبات واستحقاقات عملية السلام.
وقال: بما أن أوباما عبر عن خشيته من اغلاق نافذة فرص التوصل لاتفاق سلام، فعليه أن يعلم بان السبب في ذلك الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، والعمل على تدمير حل الدولتين من خلال تصعيد الاستيطان وعمليات التهويد في القدس المحتلة، وأن الجانب الفلسطيني لا يتحمل أية مسؤولية في ذلك.