الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: الافراج عن الاسرى وادخال اسلحة للشرطة شرط لمحاورة الاسرائيليين

نشر بتاريخ: 08/06/2012 ( آخر تحديث: 09/06/2012 الساعة: 10:06 )
باريس - معا - قال الرئيس محمود عباس إنه إذا وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الأسرى، وسمحت لنا باستيراد أسلحة للشرطة، فإنه يمكن أن نجلس مع نتنياهو.

وأضاف الرئيس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الجمعة، كما نقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا، إن تجميد الاستيطان ليس شرطا مسبقا وإنما هو التزام ورد في أكثر من وثيقة دولية وفي أكثر من اتفاق بأن تتوقف جميع الأعمال الأحادية.

وتابع الرئيس نحن نقول تجميد النشاط الاستيطاني حتى يتيح لنا الفرصة لنعود للمفاوضات، وأنا قلت إنه إذا وافق نتنياهو على إطلاق سراح الأسرى والسماح باستيراد سلاح الشرطة، سنتحاور وليس معنى هذا أن نتفاوض، وهذا ما اقترحه هو أنه في هذه الجلسات التي نجلس فيها نتحاور حول مختلف القضايا، لكن المفاوضات تحتاج هذين البندين (وقف الاستيطان وحدود الدولتين) اللذين نصر على أنهما ليسا شرطين مسبقين وإنما هما التزامات التزمت بها الحكومة الإسرائيلية وألزمت نفسها بها.

وأشار الرئيس إلى أنه إذا لم تنجح كل المساعي للعودة للمفاوضات، فبالتأكيد سنذهب للجمعية العامة لنحصل على ما يطلق عليه اسم دولة غير عضو، رغم إننا سنصادف عقبات كثيرة من أطراف مختلفة.

وقال إن الكرة في ملعب نتنياهو، ففي اللحظة التي يوافق فيها على وقف الاستيطان وعلى حدود الدولتين، سنذهب مباشرة للمفاوضات لنناقش بقية قضايا الحل النهائي.

وأضاف أنه أطلع الرئيس الفرنسي على الاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية، وإلى أين وصلت الأمور، مشيرا إلى أنه 'معروف لدى الجميع إننا نختار وأن خيارنا الأول هو المفاوضات، ولذلك نركز على المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين.

وقال إن موضوع الأسرى حساس جدا، فقبل أكثر من شهر كان هناك مئات بل ألوف من الأسرى مضربين عن الطعام وكانت حياتهم جميعا في خطر والآن لدينا بعض الأسرى المضربين عن الطعام مثل محمود سرسك لاعب كرة قدم ومضرب عن الطعام منذ 86 يوما، وكذلك أكرم الريخاوي مضرب عن الطعام منذ 58 يوما.

وقال هؤلاء الشباب حياتهم في خطر لأنهم مضربون ولأنهم محرومون فقط، وليسوا محكومين وبالتالي إسرائيل لا تريد أن تطلق سراحهم'، مبينا أن 'مسألة الأسرى بالنسبة لنا حساسة جدا ونحن ننتظر من الحكومة الإسرائيلية أن تقوم بواجبها تجاههم.

وقال: تحدثنا أيضا مع فخامة الرئيس حول موضوع الأمم المتحدة وقلنا إنه إذا لم نتمكن من تقديم أو تقدم المفاوضات إلى الأمام، فسنذهب إلى الأمم المتحدة لنحصل على عضوية فيها أو ما نسميه دولة غير عضو.

وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس الفرنسي على تنسيق المواقف بشكل جيد من الآن وحتى الوصول لتلك المرحلة.

وقال: طبعا نحن نعرف أن فرنسا اعترفت بدولة فلسطين في 'اليونسكو' وقدمت لنا عملا عظيما ومعروفا طيبا عندما اعترفت بدولة فلسطين متجاوزة كثيرا من العقبات، ونتمنى من فرنسا أن يأتي الوقت القريب لتعترف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف الرئيس لا نريد أن نعزل دولة إسرائيل ولا نريد أن ننزع شرعيتها، نحن نريد أن نتعايش معها، ونحن نريد أن نحاصر السياسة التوسعية، سياسة المستوطنات التوسعية، لا نريد أن نعزل إسرائيل لأننا بالنتيجة مصممون وهذا قرارنا أن نعيش مع إسرائيل جنبا إلى جنب بأمن واستقرار في المستقبل، ونأتي بعد ذلك بكل الدول العربية والإسلامية لتعترف بهذه الدولة حسب المبادرة العربية للسلام.

وأعرب الرئيس عن شكره للرئيس الفرنسي على المواقف السياسية والدعم الاقتصادي المجزي، وقال: وقعنا أمس اتفاقا بتقديم مبلغ 10 ملايين يورو دعما للميزانية الفلسطينية كجزء من التزامات الحكومة الفرنسية وهذا أمر نقدره ونحترمه ونشكر الحكومة الفرنسية عليه، وأيضا نشكرها على أنها دائما وأبدا تقول إن الاستيطان غير شرعي ويجب أن يتوقف من أجل الوصول إلى حل سلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال: تشرفت بأن أدعو الرئيس لزيارة فلسطين في الوقت الذي يناسبه، ونحن في أي وقت نكون سعداء لاستقبال فخامة الرئيس بفلسطين.

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن العلاقة بين فرنسا والسلطة الفلسطينية قد تعززت في السنوات الأخيرة، كما أن فرنسا تساهم بالتنمية الاقتصادية، خاصة في الضفة الغربية، وهذا ما يسمح بتحقيق النتائج، وهذه المساعدة تأكدت أمس على لسان وزير الخارجية.

وأضاف: شددت على ضرورة أن يكون هناك وجود للغة والثقافة الفرنسية في الأرض الفلسطينية'، مبينا أنه جرى خلال الاجتماع أيضا مناقشة الشروط الحالية للحوار الضروري الذي لا بد منه، والمفاوضات التي يجب أن تؤدي إلى السلام والاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، لذلك علينا أن نزيل هذه العقبات، كما أن الشروط المفروضة معروفة هنا، وهي ليست قادرة على الحئول دون استئناف الحوار.

وبيّن هولاند أن فرنسا ستبذل قصارى جهدها لاستئناف الحوار، مشيرا إلى أنه أبلغ ذلك للإسرائيليين، وأكده أمام الرئيس محمود عباس، مشدّدا على أنه يتعين البدء في عملية إيجاد ظروف وشروط السلام، الذي يعاني في المنطقة اليوم.

وقال:تحدثنا عن الوضع في بعض أنحاء هذه المنطقة، وما يؤثر على شروط الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكل ما من شأنه أن يزعزع المنطقة سيء للعودة نحو السلام إن كان بالنسبة لسوريا أو للأوضاع أخرى.

وأوضح أن هناك قرارات كبيرة اتخذت عندما كانت فرنسا في طليعة الأمم وبالنسبة لمسألة السلام فقط كان لفرنسا دائما موقف، مستذكرا بذلك 'الكلمات القوية الوقع' التي تفوه بها الرئيس فرانسوا مترا حينما كان رئيسا جديدا منتخبا في خطاب ألقاه أمام الكنيست.

وقال: نفعل كل ما بوسعنا لتسهيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية عن طريق عملية التفاوض وما ينتظره الفلسطينيون ليس إعلانات بل أن يكون هناك نهاية العملية التفاوضية مع الإسرائيليين اتفاق سلام، والاعتراف الكامل لدولة فلسطين ونحن ليس لنا أي درب آخر سوى أن نسهل هذه المفاوضات وهي العملية التي يجب إن تؤدي إلى الاعتراف وناقشنا هذا الموضوع مع الرئيس محمود عباس.

وأشار هولاند إلى أنه على الفلسطينيين أن يروا إن كانوا يريدون أن يفتحوا نقاشا حول هذا الموضوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويقدموا مشروع قرارا وهذا خيار للفلسطينيين، وهم أحرار بذلك، ونحن نعتبر أن المفاوضات هي التي تسمح بالوصول إلى النتيجة التي ننتظرها منذ سنوات طويلة.

وأضاف:'علاقاتنا مع الإسرائيليين جيدة وكذلك مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا يسمح لنا بان نمرر بعض الرسائل، ونسهل استئناف الحوار، وهذا مغزى لقاءنا اليوم، حيث كان لي منذ بضعة أيام اتصال مع مستشار مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأنا على اتصال بنتنياهو أيضا، يجب علينا أن نمرر رسائل قد استمعت للشروط التي وضعت ومنها مسألة الأسرى، وتسليح قوات الشرطة، وسوف نكون حاضرين للتطرق إلى هذه العناصر التي هي جزء من المحادثات للتشجيع على استئناف الحوار ثم علينا في كل مرة أن نكون مفيدين في تدخلنا، على فرنسا أن يكون تدخلها مفيدا'.

ولفت إلى أنه على فرنسا أن تعمل لكي تقدم تأمينات للطرفين، لطمأنة الإسرائيليين بأنهم يعيشون في حدود آمنة ومعترف بها، كذلك طمأنه وأمن الفلسطينيين ليعرفوا أن الاعتراف هو في نهاية طريق المفاوضات'.

وحول دعوته من قبل الرئيس عباس لزيارة فلسطين، قال هولاند 'بالنسبة لزيارتي سوف أجد فترة ما للذهاب إلى الشرق الأوسط وسوف أذهب إلى إسرائيل وفلسطين'.

وقال: 'فرنسا طلبت دائما تجميد المستوطنات، ليس فرنسا منذ 6 أيار، ولكن قبل ذلك، كما أن الفلسطينيين لم يجعلوا من تجميد المستوطنات شرطا قاطعا، وقالوا إنهم على استعداد لاستئناف المناقشات إذا ما استكمل شرطان، وهما في الواقع تأكيدا لالتزامات سابقة، وأخذنا علما بهذا وعلينا أن نقنع الإسرائيليين بذلك، ومن الطبيعي أيضا أن يطلبوا ضمانات، ويكون واضحا أن المحادثات تستأنف على هذا الأساس، وعندما يكون هناك حديث عن الأسلحة هذا قد يقلق البعض، ومن الطبيعي أن يتم درس كل هذه المسائل.

وحول تأثير الوضع في سوريا على القضية الفلسطينية، أشار هولاند 'إلى أن كل ما يؤدي إلى زعزعة الشرق الأوسط ليس في مصلحة حل القضية التي نبحث بها منذ سنوات طويلة جدا والمسألة السورية يجب أن تحل ويجب أن نجد حلا لها ولكي نتمكن بعد ذلك من حل مسألة الشرق الأوسط بشكل عام القضية السورية لها انعكاسات بطبيعة الحال'.

وقال: 'نود تنظيم اجتماع حكومي أو ممتد بين الحكومتين لتحسين العلاقات أكثر بين السلطة الوطنية وفرنسا، ونوسع نطاق المبادرات فيما بيننا وإن النقاش سوف يكون بشكل جديد لإعطاء بعد جديد لعلاقاتنا'.