لاعب محترف يبيع قراطيس الذرة على عربة متجوله

كتب :ماجد ابوعرب
بعد سويعات قليلة على تكريم فريق الجدعان بقاعة القلعة بنابلس فاجأني لاعب موهوب من فريق الجدعان يدعوني فيه ان اعمل وسيطا بينه وبين الحاج عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس من اجل توظيفه على ملاك البلدية حتى يتمكن من اعالة أ سرته في ظل التذبذب في دفع مستحقات المحترفين ,وقال لي : انني غارق في وحل الديون وسئمت من سياسة الاعتماد على مساعدات اخوتي ,ما دفعني لبيع قراطيس الذره في ساعات المساء وحتى منتصف الليل.

فوجئت بهذه المعلومة وقلت في نفسي لماذا يعيش بعض اللاعبين في بحبوحة مادية ,والبعض غاطس في وحل الحاجة ,كما انتابني شعور جميل بعد وقوف بعض لاعبي الجدعان الذين تبرعوا براتب شهر لصالح صندوق مركزهم بعدما شاهدوا بأم عينهم سيل التبرعات التي اعلن عنها بعض رجال الأعمال اثناء الحفل المذكور ,لكنني صدمت في اليوم التالي عندما قرأت في احدى الصحف تصريحا صحفيا من احد اللاعبين يقول انه لم يحسم بعد بمواصلة مسيرته مع الجدعان مع ان عقده ينتهي بعد ثلاث سنوات ,وهو ممن تبرع براتب شهر لصالح الجدعان ,قلت في نفسي ماالذي يجري كلام الليل يمحوه شمس النهار ,ولماذا هذا التناقض ,هل هو المال السبب ,ام شيئ آخر , صحيح ان المال عصب الحياة وهو ضروري لكل انسان ,لكنني اتساءل ماالذي اصاب اللاعبين هل هو الجشع ؟
ام انهم اصبحوا تجار يمارسون لعبة الروليت في مراكز القمار ,ام اصبحوا لاعبين محترفين في بورصة الاستغلال ؟ واقتناص الفرص ؟
ام انهم ضحايا يطالبون بحقوقهم المتراكمة قبل ا نطلاق الموسم الثالث لأندية المحترفين ,حتى يتمكنوا من اعالة اسرهم وبناء مستقبلهم أسوة برفاق دربهم الذين جمعوا مبالغ كبيرة بسبب عقودهم المرتفعة؟ ما دفعهم الى ممارسة الضغط على انديتهم لتحسين اجورهم ليس الا , او لتحصيل مايمكن تحصيله من الديون المتراكمة ,المطلوب من اللاعبين التريث قليلا قبل اطلاق نيران التصريحات الاعلامية ,وعلى ادارات الأندية البحث في سقف الحلول العملية للمأزق المادي الخطير الذي وضعوا انفسهم فيه ,نتيجة التكلفة الكبيرة لبعض العقود ,والتي لم تتسبب فقط في تعميق الأزمة المالية ,بل ادت هذه العقود الى تعميق الفجوة بين اللاعبين انفسهم الذين اصبحوا ضحايا في( معركة المقارنة) بين رواتبهم وعقودهم مع عقود كبار اللاعبين الذين حصدوا اعلى الرواتب ,وأفضل الامتيازات, المطلوب حلول سريعة لمشاكل اللاعبين المادية ,قبل ان تتفاقم حمى التنقلات في بورصة العرض والطلب ,حيث ادت سياسة البحث عن عروض افضل الى تراجع مستويات بعض الفرق (وخاصة الفقيرة ماديا ) لصالح بعض الفرق (المقتدرة ماليا )مما يعني ان من يمتلك المال لايمتلك القرار فحسب ,بل يمتلك حصد الألقاب وتحقيق افضل المراتب,لكن مايحاول ان ينساه او يتناساه أباطرة المال في بلدي ان المال وحده لايحقق الانتصارات في مجال كرة القدم ,ورغم ماصرفته بعض الأندية الا ان فرقها عجزت عن قهر الجدعان في مرحلتي الذهاب والاياب ووقفت عاجزة عن تحقيق النصر ,كما عجز نابليون عن اقتحام اسوار عكا ابان حصارها.

لذا اقول يا ابطال الجدعان واصلوا دربكم ولا تلتفتوا وراءكم ,وكونوا على عهد الشهداء مقاتلين اشداء في ساحات الوغى( الكروية) والنصر سيكون حليفكم ,وازمة المال لن تدم طويلا ,فخلفكم ادارة جل اهتمامها حل مشاكلكم المادية ,وتسعى بكل طاقاتها وامكانياتها الى توفير افضل السبل من اجل راحتكم ورفاهيتكم ,وخلفكم جمهور رائع يعشقكم حتى الثمالة ,فلا تسمحوا للمتسلقين ان يدخلوا بينكم وبين ادارتكم ,واصلوا عطائكم ياجدعان الوطن ولا تلتفتوا للخلف ,فالمستقبل امامكم والمجد سينحني امام هاماتكم.

اذا ماواصلتم مسيرتكم الاحترافية بكل جبروت فأنتم رأس الحربة ,وعنوان من عناوين الصمود والتحدي ,انكم تمارسون السياسة بلغة الرياضة,وتنتفضون في الملاعب لمسح آثار النكبة ,وتمارسون طقوس الانتماء من خلال لعبة اسمها كرة القدم .