الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

منيب المصري: المطالبة بالعدالة الاجتماعية كانت من محركات الربيع العربي

نشر بتاريخ: 09/06/2012 ( آخر تحديث: 09/06/2012 الساعة: 17:33 )
اسطنبول - معا - أكد رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة" منيب المصري أن المطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية كانت من المحركات الرئيسية لانطلاقة الربيع العربي الذي أدخل المنطقة في مرحلة انتقالية نحو التغيير لعب فيها الشباب دوراً أساسياً.

جاء ذلك خلال مشاركة المصري في جلسة حول الاوضاع الجيوسياسية بالمنطقة خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وأوراسيا الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية وشهد مشاركة المصري والرئيس التنفيذي لباديكو القابضة سمير حليله في النقاشات السياسية والفكرية والاجتماعية إلى جانب عدد من الشخصيات العالمية وممثلي شركات دولية وإقليمية.

وتم التأكيد خلال المنتدى على أن تصبح "باديكو القابضة" عضواً شريكاً في المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوراسيا والصين، كما شهد حوارات بشأن إقامة بعض النشاطات الإقليمية للمنتدى الاقتصادي العالمي أو بعض جلساته في مدينة بيت لحم الفلسطينية.

وتحدث المصري في الجلسة التي ناقشت التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة مؤخراً، وتركزت بشكل خاص على دور السياسة الخارجية التركية، وتصاعد التوتر الطائفي في المنطقة، إضافة إلى تهميش عملية السلام في الشرق الأوسط، وشارك فيها كلّ من السفير الأميركي إلى باكستان كاميرون مونتر، وفريد ياسين سفير العراق في فرنسا، وكريم سدجابور الشريك في معهد كارنيغي للسلام العالمي، وسلمان الشيخ مدير مركز بروكينغز بالدوحة.
وأضاف المصري في مداخلته: "إن خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعقيب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب قد أكدت على مركزية القضية الفلسطينية إقليميا وعالمياً وأن تهميشها في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة قد يؤدي إلى عواقب جسيمة نتيجة ما يواجهه الشعب الفلسطيني من إحباط وما يواجهه من معيقات في سعيه نحو الحرية والاستقلال".

بدوره؛ شارك الرئيس التنفيذي للشركة سمير حليله في جلستي نقاش بالمنتدى، كانت الأولى بعنوان "حين تلتقي أهداف الأعمال مع الاحتياجات المجتمعية"، وتناولت كيفية تقدم الأعمال لتساهم في تحقيق احتياجات المجتمع من خلال المساهمة في التنمية المستدامة، وكيفية استعادة الثقة وتعزيز الشفافية والنزاهة في المؤسسات الاقتصادية، وشارك في الجلسة إلى جانب حليله كل من داميان غاميل، الرئيس التنفيذي ومدير شركة كوكاكولا في تركيا، وكاثرين غاريت-كوكس الرئيس التنفيذي لشركة اليانس ترست البريطانية، ومحمود الكوهجي، الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة بالإضافة إلى أوزغور تانريكولو، مدير شركة ماكنزي وشركاه في الإمارات العربية المتحدة.

وناقش حليله خلال الجلسة كيف أصبحت القيم المجتمعية من المقومات الأساسية لعمل الشركات، مؤكداً أن منظومة قيم الشركات يجب ان تكون مبنية على التفاعل مع احتياجات المجتمع وتلبيتها، وأشار إلى حتمية إجراء تغيرات في نماذج الأعمال التقليدية لأن المجتمع يعتبر الشركات مسؤولة وشريكة في التنمية والتغيير، مضيفاً أن أي شركة لا تستطيع النجاح وتحقيق الاستدامة في أعمالها التجارية ما لم تحقق احتياجات وتطلعات مجتمعها.

وعرض حليله تجربة باديكو القابضة في المسؤولية الاجتماعية والاستثمارات المسؤولة تجاه المجتمع والبيئة في فلسطين، حيث أدركت الشركة الحاجة إلى مواجهة أزمة بطالة الخريجين وتعزيز مهاراتهم، فأخذت على عاتقها المبادرة بتطوير برامج خاصة لهذا الهدف بالشراكة مع مختلف القطاعات وبالتعاون مع الجامعات وذلك بهدف تحقيق نتائج ملموسة على هذا الصعيد. كما تحرص الشركة بوجه عام على أن تكون استثماراتها ذات مردود مجتمعي وتنموي.

أما الجلسة الثانية فتناولت "تحفيز الشراكات من خلال العلم"، وأبرز حليله خلالها أهمية التوازي بين نظام التعليم ومخرجاته والتقدم السريع في عالم الأعمال والتقنية. مضيفاً أن العلم والتكنولوجيا غدت أدوات أكثر رواجا للتواصل بين الشعوب وتقريب وجهات النظر من السياسة والدبلوماسية المجردة، مما مهد لعمل دبلوماسي شعبي حيث أصبح تأثير الأفراد على الرأي العام يلعب دوراً أكثر أهمية من تأثير المؤسسات الرسمية.

وقال حليله إن الشباب الفلسطيني قد أثبت نفسه في مجالات التكنولوجيا والعلوم، ليقتحم مساحات وفضاءات عالمية من خلال تسجيل براءات الاختراع والفوز بمسابقات دولية ترعاها شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وانتل وجوجل، مما غير الانطباعات السائدة وأبهر العالم بالقدرات الفلسطينية، لا سيما إمكانيات الشباب.

وتم على هامش المنتدى توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين الغرفة التجارية الدولية الفلسطينية برئاسة منيب المصري ونظيرتها التركية برئاسة رفعت هيزارتشيكلي أوغلو في مقر الغرفة التجارية الدولية التركية، وذلك بحضور عدد من رجال الأعمال الأتراك والفلسطينيين كان من بينهم حليله ورئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي زاهي خوري والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، وستتيح هذه الاتفاقية المجال لتبادل الخبرات بين الوفود الاقتصادية الفلسطينية والتركية عبر لقاءات مشتركة بين الجانبين.

وقد اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوراسيا الذي عقد في اسطنبول بمشاركة أكثر من 1000 شخصية عالمية من عالم السياسة والاقتصاد والفكر، وتميز بحضور فلسطيني لافت كان في مقدمته الرئيس الفسطيني محمود عباس وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال، وقد ناقش المنتدى عددا من القضايا المهمة مع تركيز أساسي على التنمية المستدامة والطاقة وبطالة الشباب والتغيرات في المنطقة.