السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تسعى حماس للسيطرة على السلطة بانقلاب عسكري؟!

نشر بتاريخ: 01/08/2005 ( آخر تحديث: 01/08/2005 الساعة: 13:26 )
بقلم عدنان عاهد عصفور -عضو القيادة السياسية لحركة حماس/ سجن النقب الصحراوي.
يبدو ان هناك حاجة دائمة للفصائل الفلسطينية للعودة الى دراسة مواثيق واستراتيجيات بعضها بعضا، خاصة تلك المندرجة في ركب التقدم والتوسع، واعني هنا على وجه التحديد حركة حماس، فإنني انصح المتقدم والمتصدر للحكم على ممارساتها السياسية والميدانية بالعودة الى ميثاقها وأدبياتها ومن ثم يراجع تاريخها ونشأتها ومحطات مسيرها، ليرى كم هي منسجمة مع ذاتها واثقة الخطى في مسيرتها ومسارها، وهذه العودة لقراءة الادبيات والممارسات ضرورية كي تكون الانتقادات والاتهامات او الإشارات والاعجابات متفقة مع اصحابها، ولتوصف بالواقعية والمنطقية والعلمية، ونتجنب صفات التضليل والخداع وقلب الحقائق.
ان حركة حماس اعلنت منذ نشأتها انها حركة دعوية ، اجتماعية، سياسية، جهادية وهي صفات ومصطلحات عملت على تحقيقها وممارستها لانها لا تكون اسلامية الا بها جميعا ولا تحقق رضوان الله تعالى كما هو غايتها الا بالاخذ باحسنها، والا فان لها ان تثبت وتبرهن صحة وصلاحية شعارها:"الاسلام هو الحل".
انه لم يعد كافيا ولا مقبولا امام هذا المشروع الكبير الذي تقودة حماس ان تكتفي وتقتنع بتميزها في ضرب اروع الامثلة في العمل الخيري والاجتماعي وان ابناءها اصحاب الايادي النظيفة والبيضاء، وان الدينار الذي يدخل اليها ان لم يتكاثر فهو لا يموت ، ولم يعد كافيا بانها ضربت اروع امثلة الفداء والتضحية بتقديمها خيرة قادتها شهداء على مذبح الحرية وطريق الاستقلال، ان ذلك وغيرة وان كان محل ثناء وتقدير ابناء شعبنا لكنة لم يعد كافيا ، فان الشعب الفلسطيني الوفي المعطاء يريد منها المزيد دوما.
وما قراءتي لتقدماتها الملفتة في مختلف الانتخابات المحلية والبلدية الفائتة الا ترشيح وتفويض من الشعب لها للريادة والقيادة عبر شراكة عادلة لا تستثني أحدا . والذي يبدو لي ان الشعب الفلسطيني وهو يمنحها ولاءه انما يضعها امام الاختبار الصعب: فهل تنجح في السياسة واستحقاقاتها وتكتيكاتها كما نجحت في الجهاد وممارسته وتضحياته؟.
هل تتميز في ادارة المؤسسات الرسمية كما تميزت في ادارة الجمعيات الخيرية؟
والذي اراه ان السواد الاعظم يدعم ويساند خطواتها وممارساتها للوصول الى المشاركة في صنع القرار لعله يكون في هذة المشاركة اختصار للزمن وقطع للمراحل، وتحقيق للأمنيات ولعل الشعب في هذة المشاركة يلقي وراء ظهره بلا عودة_ تلك المرحلة ومفرداتها، فتصبح مفردات الناس الجديدة: التطوير بدل المعالجة، والازدهار بدل الفساد، والتوسع بدل الاصلاح، وللقيام بالواجب ولأداء الامانة ولتشديد المثال واقعيا والاحلام حقائق، فان حماس محمولة الى المشاركة السياسية بأصوات وقناعات ورغبات وبيعات الشعب الفلسطيني لتولي خدمته وحفظ حقوقة وصون كرامته وإنجاز حريته، فحماس اذن ليست على عجلة من امرها كي تفهم بانها اختارت طريقا غير طريق الانتخابات التي تم تأجيلها بمكر دستوري.
حماس تدرك ان هناك حاجة وطنية لتحتل الأحجام والأوزان السياسية امكنتها الحقيقية في الخريطة السياسية، لكنها تؤمن وتعتقد رديفا لذلك، ان الطريق الوحيد ستسلكه وستمنع احدا من سلوك غيرة وهو الطريق الديمقراطي فقط، لأن أي طريق ستراه يفضي الى الاقتتال_ لا سمح الله_ وهو الامر الذي تمتنع عنه حماس لسبب شرعي ووطني وتربأ بنفسها ان تكون سببا يوصل اليه.
وانني ارى ان حماس التي تؤمن وتجسد قيم العدل والاخوة والمساواة والمحبة في مؤسساتها وحيثما تسنى لها الخدمة في المؤسسات العامة، ترفض مبدأ الاقصاء ، وسياسة التفرد التي طالما اكتوت وشعبها بنارها، وتستهجن اتهامها باعتماد اسلوب الانقلاب العسكري الذي لن يفضي إلا الى التفرد والإقصاء والاستبداد السياسي واراقة الدماء. ويا ترى أي غنيمة تلك التي تستحق مثل هذة المغامرة: الا ان حماس منزه عن مثل هذا الحمق ، ان كل من رأى في الاحداث الاخيرة محاولة من حماس لاغتصاب السلطة لم يقرأ حماس جيدا والتي ادعو لقراءتها من جديد أو ان له مآرب أخرى فلا أظنه سينالها.