الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس تخوض صراع "أدلَجة" وعقول السياح هدف إسرائيل القادم

نشر بتاريخ: 11/06/2012 ( آخر تحديث: 11/06/2012 الساعة: 15:53 )
بيت لحم- تقرير معا- تسعى إسرائيل اليوم إلى اضفاء الشرعية على مشروع يعد من اخطر المشاريع التهويدية التي تنفذ في مدينة القدس، تحت غطاء مشروع سياحي في حي سلوان شرقي المدينة المقدسة.

وتعمل جمعية "إلعاد" الاستيطانية على تنفيذ المشروع واستطاعت أن تقطع شوطا كبيرا في بنائه، رغم أن ما تسمى باللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لسلطات الإحتلال في القدس ستجتمع اليوم للمصادقة النهائية على هذا المشروع الذي يطرحه الإسرائيليون كمشروع سياحي، بينما يؤكد خبراء فلسطينيون أن المشروع أبعد من كونه مشروعا للسياحة بل للمساهمة بشكل مباشر في تهويد مدينة القدس وترسيخها كعاصمة للدولة العبرية بشقيها الشرقي والغربي.

خليل التفكجي مسؤول دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية كشف في حديث لغرفة التحرير في وكالة "معا" أن المشروع الإسرائيلي في سلوان مشروع سياحي في ظاهره ولكن في خفاياه يجمع بين ثلاثة عناصر، أولها يقوم على عملية مسح عقول السياح القادمين من الخارج، من خلال عرض بالصوت والصورة يقدم له داخل المتحف يبين وفق الراوية الإسرائيلية ما تعرض له "الهيكل" الأول والثاني من هدم والمحرقة ويسرد تاريخ اليهود عبر 3 آلاف عام.

وأضاف بعد أن يتم التأثير على عقل السائح بالراوية الإسرائيلية، يخرج هذا السائح- في المرحلة الثانية- الى منطقة البراق أو ما يسميها اليهود بحائط المبكى والتي لا تبعد سوى 10 أمتار عن المتحف، وهناك تتواصل عملية غسل الدماغ، ليتم ايهام السائح بأن ما يراه هو بقايا "للهيكل" وهي ستشكل جزءا من "الهيكل" الثالث الذي سيبنى في مكان الصخرة المشرفة.

وتكمن الخطوة الثالثة كما يؤكد التفكجي في النظرة العامة التي سيتم توليدها لدى السائح بأن القدس هي عاصمة لليهود في كل أنحاء العالم.

وتأمل إسرائيل في أن يبلغ عدد السياح القادمين لهذا المشروع 10 ملايين سائح سنويا، واعدت البنية التحتية لهذا العدد.

ويرتبط مشروع سلوان، بمشاريع أخرى مكملة كما يبين ذلك التفكجي، مشيرا إلى خطة إسرائيلية لبناء 20 الف غرفة سياحية حتى عام 2020 في فنادق ستبنى بمنطقة مار الياس ومستوطنة أبو غنيم على مشارف بيت لحم، إضافة الى البناء في ما يعرف بمنطقة "E1" بين القدس الشرقية ومعالي أدوميم.

ويؤكد أن المخطط الإسرائيلي يهدف أيضا إلى ضرب السياحة الفلسطينية في بيت لحم، والاستحواذ على السياح الأجانب من أجل التأثير عليهم لصالح الرواية الإسرائيلية استعدادا لحشد اكبر قدر من الرأي العام الدولي لصالح مشروع سياسي ديني تسعى إسرائيل لترسيخه على الأرض الفلسطينية.

وتقول إسرائيل إن تمساحة هذا المشروع تبلغ نحو 3 آلاف متر مربع ويشمل مركز زوار وموقفا للسيارات وبركا للغطس تحت أرضية.

وكانت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لسلطات الإحتلال قد صادقت قبل حوالي 3 اشهر على المرحلة الأولى من هذا المشروع.

وتنشط إسرائيل بإقامة عدد من المشاريع الاستيطانية في القدس، كان آخرها اقامة 2050 وحدة استيطانية على اراضي الولجة و924 وحدة أخرى في مستوطنة جيلو باتجاه أراضي وادي احمد، الى جانب ما هو قائم من توسيع وتضخيم للمستوطنات القائمة في القدس.

ويبدو الفلسطينيون أكثر تشاؤما في ظل سعي إسرائيل لاستكمال مخطط التهويد في القدس، فيما تكتفي غالبية الدول العربية بالوعود لتقديم الدعم الذي يمكن اهل القدس من الصمود ومواجهة مخططات اسرائيل التهويدية.

ويخلص التفكجي إلى أن ما يجري في القدس صراع "أدلجة" تسعى من خلاله إسرائيل إلى كسب الرأي العام الدولي، لخدمة مشروعها المستقبلي القائم على نفي كل ما هو فلسطيني في القدس، لا سيما وأن التفكجي يعلم أن هناك مخططات مستقبلية لاقامة خطوط سكك حديدية بين القدس وكفار عصيون تمر عبر انفاق من تحت بيت لحم.
|178363|
في هذا الوقت حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى المبارك في ظل أكبر حملة حفريات أسفل المسجد ومحيطه تنفذها سلطات الإحتلال الإسرائيلي واذرعها التنفيذية.

وناشدت الهيئة في بيان أصدرته اليوم المجتمع الدولي وكافة المؤسسات المعنية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي التدخل السريع والفوري لوقف الجريمة الاسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك.

وأكدت الهيئة "استمرار السرقة الاسرائيلية للتاريخ العربي في المدينة المقدسة، والعمل على تزييف الآثار والمقتنيات الاثرية في محاولة يائسة لخلق مدينة يهودية مزعومة اسفل الاقصى وفوق انقاضه، فالاحتلال ماض بخطة رئيسية تنوعت اساليبها وتعددت أدواتها لتحقيق الهدف المنشود بإقامة الهيكل المزعوم أولا على انقاض الاقصى المبارك، وايجاد مدينة يهودية قبلة لليهود فقط في القدس الشريف، ناهيك عن الادعاءات المستمرة لاكتشافات أسفل الاقصى والبراق لاثار يهودية تثبت الراية التلمودية المزعومة".

واشارت الهيئة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لم تبق اي وسيلة او عمل ولم تنتهجه في مدينة القدس وضد سكانها، فمن الحفريات وشق الانفاق اسفل المقدسات والاثار، الى تهويد المدينة وتغيير اسماءها واغلاق محالها التجارية، ناهيك عن زرع القبور الوهمية حول الاقصى والاقتحامات اليومية لباحاته وتدنيس حرمته، والتنكيل بالمقدسيين بالقتل والاعتقال والتدمير والتهجير، مشيرة الى ان هذه الاساليب تعبر فقط عن فشل الاحتلال باختلاق تاريخ له في القدس فعلى الرغم من التهويد والتهجير القدس ما زالت عربية.

من جهته قال الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى إن اسرائيل اليوم بحفرياتها المستمرة وانفاقها المتشعبة اسفل المدينة المقدسة وخاصة البلدة القديمة منها تقتل كافة فرص السلام في المنطقة، وتعلن حربا عشواء ضد كل ما هو مقدس في مدينة القدس، فتستهدف المقدسات الاسلامية والمسيحية بكل تعنت، ضاربة بعرض الحائط بالقوانين والاعراف الدولية الداعية لحماية المقدسات والحفاظ على مدينة القدس دون المس بمعالمها، ومستهترة بمشاعر ملايين المسلمين بتهويد وسرقة مسجد يحتل قدسية كبيرة لديهم وهو المسجد الاقصى المبارك.

كما وطالب الامين العام اسرائيل الوقف الفوري لهذه الحملة التهويدية وشق الانفاق بسرعة محذرا من مغبة استمرار هذه الاعمال والجرائم.

يذكر أن الحفريات تتركز أقصى الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى - أسفل الجدار الغربي للمسجد، وأسفل مصلى المتحف الاسلامي في المسجد - إضافة الى حفريات متواصلة على امتداد الجدار الغربي للأقصى وما يسمى بـ"أنفاق الجدار الغربي"، ناهيك عن الحفريات المستمرة في ساحة البراق وكل شبر في بلدة سلوان.