هنا كبة وهناك أوروبا
نشر بتاريخ: 11/06/2012 ( آخر تحديث: 11/06/2012 الساعة: 18:48 )
كتب : فهد محمد
الحدث الأبرز والأكبر كروياً في القارة البيضاء ، والمنتظر من قبل عشاق الرياضة وكرة القدم في العالم ، 'كأس الأمم الأوروبية ' يورو 2012 ' الدائرة رحاها مناصفة بين المدن البولندية والأوكرانية لأول مرة في تاريخ البلدين الواقعان في الشرق الأوروبي ، رغماً عن التحذيرات والمخاوف الأمنية التي عبرت عنها بعض جماهير الفرق المشاركة ، حتى وصل الأمر للساسة وكبار المسئولين في البلدان الأوربية .
ذلك الحدث العالمي الذي كشف لنا بما لايدع مجالا للشك محاولات الاستفادة قدر المستطاع من قيمة البطولة ، ورواجها العالمي ، لأهداف وأجندات خاصة لها علاقة بمصالح مشتركة سياسياً .
المقاطعة التي ارتآها رؤوساء وزراء اكبر وأعظم الدول الأوربية للبطولة وفي مقدمتها ألمانيا وانجلترا وفرنسا واسبانيا ، تأتي في سياق موحد نحو الضغط على الحكومة الأوكرانيا ، بغية فك أسر زعيمة المعارضة تيموشينكو .
وزيارة المنتخب الانجليزي وبعض المنتخبات المشاركة لمعسكر اوشفيتز في بولندا التابع للنازية ، إبان الحرب العالمية الأولى والثانية ، للتعاطف و تذكير العالم بالمجازر المزعومة ضد اليهود في أوروبا .
بلا شك المواقف المصاحبة للبطولة بعيداً عن المنافسة وجو المباريات ، ليس بالتأكيد مصادفة أو عبثية ولكن مخطط لها مع بداية العرس الأوربي وانطلاقه ، لتلقى الرواج المطلوب ، وتحقق مابنفس يعقوب .
مثل تلك البطولات الكبيرة والعريقة ناجحة بكل المقاييس فنياً وجماهيرياً ، ولها صداها الإعلامي الزاخر في كل أرجاء المعمورة ، لحجم المنافسة وقوة المنتخبات المشاركة ، في حين أننا غير قادرين على تنظيم بطولة خاصة بالعرب ، وان نظمت تشهد العديد من العقبات والاعتذارات .
وماذا نحن نتابع ونستمتع بأحداث ومباريات البطولة ، يمكننا أن نتعلم ونستفيد من مثل تلك المسابقات القارية والدولية ، وكيفية الترويج لقضايانا العادلة ، وتذكير العالم بمأساتنا ؟
وكيف لنا عند مشاهدة عملاقة فريقي برشلونة وريال مدريد لطالما تعصبنا وتخاصمنا وعنفنا بعضنا البعض من أجلهم ، يلعبون جنباً إلي جنب ، يتهافتون ويتعانقون من اجل هدف واحد !!
بالأمس القريب انتهت بطولة فلسطين الدولية في ذكرى النكبة ولاقت اهتماماً جيد محلياً ، ولكن لم تصل إلى الحد المطلوب إقليماً ودولياً نظراً لضعف المنتخبات المشاركة ، بينما الكثير من الفرق العربية تشارك في بطولات قارية أسيوية وافريقية وعالمية ، وبالكاد نسمع لها صوتاً أو فعلاً متضامناً مع قضايانا العربية وتذكير العالم بالظلم الواقع بحقنا .
هم يتعاطفون ويتباكون باسم الحريات والحقوق والإنسانية ، ونحن امة واحدة توحدنا اللغة والدين والجغرافيا والتاريخ ، أولى بالوحدة والتكاتف ، أما أننا سنبقى نأكل الكبة ، وننظر ماذا تفعل أوروبا .