مدمنون في غزة وجدوا طريقهم للنجاة من الضياع
نشر بتاريخ: 14/06/2012 ( آخر تحديث: 14/06/2012 الساعة: 16:22 )
غزة- تقرير معا- من المؤسف فعلاً أن تجد فتى لا يتجاوز السادسة عشر من عمره مدمنا على المخدرات، عندما تنظر إلى عينيه لا تصدق ما يقوله فنظرات الطفولة تجعلك لا تصدق ما تسمعه، وتصيبك الدهشة والاستغراب وهو يعدد 25 نوعاً من المخدرات خبرها في جسده الغض!.
الطفل (م. ع) الذي يسكن غزة أوضح لـ "معا" أنه كان يتعاطي كل هذه الأنواع من المخدرات, فجسمه الذي كان يجب أن ينمو بالطعام في هذه الفترة, هزل بسموم كثيرة انتشرت في دمه.
الطفل سرد قصته المليئة بالألم والمعاناة, فهو مدمن للمخدرات منذ سنوات عديدة يقول: "تلقيت العلاج في مصحات لعلاج الإدمان خارج قطاع غزة, ولكن بعد انتهاء فترة علاجي كنت أخرج منها, وأعود ثانية إلى التعاطي".
وبين الفتى أنه كان يتفاخر وأصدقاؤه بتعاطيهم للمخدرات, ويضيف "كان كل واحد يتفاخر بزيادة تعاطيه لأنواع أكثر ومعرفته بأسماء العقاقير المخدرة".
وأوضح أنه تعرض للسجن عدة مرات من قبل الشرطة ولكن دون أن يمتنع عن التعاطي, ليوصله السجن في المرة الأخيرة إلى المصحة الأولى في قطاع غزة لعلاج المدمنين وهي "كامل وتمام للتأهيل المجتمعي" شمال مدينة غزة.
|178720|
وقال: "يتوفر في المصحة خدمات كثيرة, تجعلني أحب المكان", مبيناً أنه قضى بداخلها 45 يوماً من العلاج المكثف.
وقال: "الحمد لله أنا تعالجت داخل المصحة, وما رجعت مرة ثانية للتعاطي, وإذا حسيت بضعف أن أتعاطى بتوجه للأخصائي الاجتماعي في المصحة وبرشدني حتى لا أعود للتعاطي".
(ن. ر ) 22 عاماً لا يختلف كثيراً عن سابقه بيّن لـ "معا" أن إدمانه على المخدرات كان عن طريق أصدقائه, مشيراً إلى أن البداية كانت بجرعات خفيفة إلى أن أصبحت كبيرة, يحتاج لتعاطيها أكثر من احتياجه لشرب الماء.
وقال: "وصلت لمرحلة من الإدمان جعلتني لا اهتم بأهلي وأصدقائي ولا بأي شخص آخر، كل ما كان يهمني هو تناول الجرعة التي يحتاجها جسمي", مبيناً أنه توجه إلى العديد من المصحات خارج غزة ولكن ذلك لم يتسبب بإقلاعه عن تعاطي المخدرات في نهاية الأمر.
وأوضح أنه كان لديه عزيمة قويه للبحث عن طريقة تجعله لا يعود للإدمان أبداً, مبيناً أنه تعرف على المصحة عن طريق أحد الشباب المدمنين المتعافين, فتوجه بسرعة إليها لتلقي العلاج.
وأضاف "القائمين على المصحة ساعدوني كثيراً, فهم يعملون على زيادة عزيمتنا وإصرارنا وتحدينا, مبينين لنا أننا ضحية الاحتلال الإسرائيلي", وأكد أنه لم يتوقع أن يتوصل لمرحلة علاج تبعده عن اللجوء ثانية للتعاطي.
وبابتسامات رسمت على وجهه قال "أحمد الله كثيرًا , وأشكر كل من ساعدني, عزيمتي كانت قوية للعلاج, والان أنا طبيعي بنام وبأكل وبمارس حياتي بشكل عادي, وكل ما أفكر به الآن أن أخد دورة إعادة تأهيل مدمنين بالخارج, لأشارك بعلاج المدمنين, وسأقوم بمساعدتهم مادياً إن تمكنت من ذلك".
بلال السقا أخصائي نفسي في المصحة أوضح أن المصحة تنظر للشخص المدمن على أنه مريض وليس مجرم لذلك واجب المجتمع توفير العلاج والحماية له.
وأوضح السقا أنه بعد الانتهاء من الأعراض الانسحابية تبدأ المصحة بتأهيل المدمن نفسياً واجتماعياً لإعادة دمجه في المجتمع وتوطيد علاقته بأسرته,مشيراً إلى أن العلاج النفسي يتم عن طريق جلسات فردية وجماعية, للتفريغ الانفعالي للمدمن المعالج وللتفريغ عن مكبوتاته ,بالإضافة إلى عقد نشاطات ترفيهية بهدف تعديل أفكار المدمن وسلوكه.
|178721|
أحمد المدهون المدير الإداري للمصحة بين أن إنشاء المصحة تم بناء على زيادة عدد حالات المدمنين بغزة , مما تطلب وضع خطة عمل لعلاجهم, وإنقاذ مستقبلهم.
وأشار إلى أن الفئة المستهدفة هي الشباب, مبيناً أن حالات قليلة من الأطفال تم علاجها, بالإضافة لحالة واحدة من في الأربعينيات من العمر,مبيناً أن المواد التي يتعاطاها المدمن تؤثر عليه اجتماعيًا ونفسيًا وتعرضه لحالات تشنج , بالإضافة للجوئه للسرقة والاحتيال والنصب,مما يدمر المجتمع.
وأضاف "الاحتلال وراء انتشار المخدرات وتزايد عدد المدمنين بغزة لأنه يريد إفساد أكثر فئة منتجة ونشيطة بالمجتمع فئة الشباب".
وعن هدف عمل المصحة أوضح أنها تهدف إلى علاج المدمنين من المواد التي يتعاطونها, ودمجهم في المجتمع ليصبحوا قادرين على إعانة المجتمع الفلسطيني, وعلى القيام بواجباتهم الأسرية, والوصول بهم إلى بر الأمان.
|178719|
|178717|