الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللجنة المركزية لفتــح :حماس تائهة وتمادت في العبث والاستعلاء والتمرد على الرئيس وترفض التعددية وتلجأ للقوة ولن نسمح لها

نشر بتاريخ: 09/01/2007 ( آخر تحديث: 09/01/2007 الساعة: 14:02 )
رام الله - معا - اصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح بيانا عقب اجتماعها الاخير والذي جاء بالتزامن مع انطلاقتها 42 وبالتزامن مع حالة الاصطدام العنيف مع حركة حماس ، وقد وصفت اللجنة المركزية لحركة فتح سياسة حماس بالتائهة واتهمت قادتها بالاستعلاء والعبث والتمادي على الرئيس وعلى ابناء الحركة ، وهددت انها لن تسمح بذلك .
واليكم النص الحرفي للبيان كما وصل لوكالة معا المستقلة :
عقدت اللجنة المركزية العليا لحركة فتـح اجتماعاً مساء اليوم الاثنين الموافق (08/01/2007) في مدينة رام الله برئاسة الأخ أبو مازن ، وبدأت أعمالها بقراءة الفاتحة على روح الشهيد ياسر عرفات مؤسس الحركة وقائد المسيرة الوطنية لشعبنا ، وعلى أرواح شهداء شعبنا وأمتنا الذين عبدوا بدمائهم الزكية طريق الحرية والسيادة والاستقلال ، وانحنت إجلالاً لهم ولأسرانا الأبطال في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، أسرى الحرية والأمل الذين عطروا بعرقهم وأنفاسهم أجواءنا الوطنية المتحفزة دوماً بقرار القيادة التي تضع موضوعهم دائماً في سلـم أولوياتها لإطلاق سراحهم ومشاركتهم نسيج الحياة الوطنية لشعبنا الصامد البطل ، كما حيت الذكرى الثانية والأربعين لانطلاق حركتنا الرائدة ، حركة الشعب الفلسطيني في ثورته المعاصرة التي أكدت منذ انطلاقتها أن الوصاية على شعبنا انتهت إلى الأبد ، وتسلحت بإيمان راسخ بعدم السماح لأي تدخل في شؤونها ولأية ولاية أو تبعية أو وصاية ، ومؤكدة منذ انطلاقتها في اليوم البكر من الشهر البكر لعام 1965 أن هذه الانطلاقة المفعمة بالأهداف والأماني تحتاج إلى مزيد من الإدراك لتحقيق الرؤية وكيفية تحقيقها وإنجازها بأداء هادف ومنظم لتسجيل التاريخ الواعي الذي يحرك النضال الوطني ويحافظ عليه ويرسم الخطوات المنظمة التي لا تستطيع التطورات المحلية والإقليمية والدولية أن تقفز عنها باعتبارها ثورة وطنية تقاوم الاحتلال ، وتزرع في ذاكرة العالم وضوحها السياسي بحنكة وشجاعة لاستحواذ الرأي العام الدولي لدعمها وتأييدها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية والغطرسة العدوانية لإفشال كل المخططات التي تحاول النيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، والمعبر عن ضمير الأمة العربية وأحرار العالم وشعوبه من اجل دحر الاحتلال ، وتحقيق الأهداف الوطنية في الحرية والسيادة والاستقلال .
إن حركة فتــح التي رسمت منذ انطلاقتها على جبينها البعد الوطني الفلسطيني والعمق العربي ، والامتداد الدولي ، والإنساني قررت رفضها منذ اللحظات الأولى رفضها للانكماش والإنغلاق ، ورفضها لدعاة المبادرات اللاواعية ولمحاولات عزل القضية الفلسطينية عن الوضع الإقليمي وتطوراته ، ومدركة كيفية استمرار المسيرة الوطنية والتعبير عنها بالرؤية القيادية والقرار القيادي اللذين يحققان أمل الشعب في القدرة على الانتصار والتعبير عن المواقف في كل الظروف المتغيرة .
إن حركة فتــح المحصنة في هذا الوعي والمسؤولية تدرك أنها رائدة النضال وضمير الشعب ، تحصنت بالإدراك العميق للحسابات السياسية أمام المتغيرات الدولية ، ولذلك تعاملت دون تردد بإقدامها على المبادرات العديدة التي تمنح للشعب الفلسطيني قدرته على الصمود ، إضافة إلى المكتسبات الوطنية وتألقه الدولي في المحطات السياسية العالمية التي أدركت بشكل قاطع أن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط لن يتحققا إلا من خلال استقرار الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية .
إن حركة فتــح قد أنجزت هذا الوعي المتنامي ليس عن طريق البلاغة والخطابات في المساجد بهدف الاستقطاب والتحريض والإثارة ، دون التوضيح لأبناء شعبنا كيفية الخروج من المأزق والأزمات من خلال الانجازات التي تنمي حياته الوطنية والمعيشية وقدرته على التفكير المسؤول الواعد الذي يضع العالم في رؤيته وأحلامه وآماله ، ويضعه أيضاً في رؤية العالم الذي يستقبله بانبهار تقديراً لجهوده من اجل السلام ، الذي لن يتحقق إلا بتحقيق أهدافه الوطنية المشروعة بعيداً عن الشعارات الواهمة ، وسلوك التضليل ، وفرض الغربة والعدمية على الوطن والمواطن .
إن حركة فتــح وهي تحتفل في الذكرى الثانية والأربعين ، تستذكر كل المحطات الوطنية التي تجاوزت بجدارة كل محاولات الاحتواء ، والتمييع ، والوصاية ، والمؤامرات التي حاولت أن تنال من استقلالية القرار الوطني للشعب ، ومواجهة الأشكال العديدة من الاعتداءات الوحشية بكل أنواع الأسلحة البحرية ، والبرية ، والجوية ، التي تجسدت بشكل خطير في الحصار والعدوان الإسرائيلي عام 1982 ، وتمكنت من إفشاله بل حققت بإبداع الحفاظ على النسيج الوطني والنضالي والسياسي ، وجسد هذا الإبداع تعزيز الوحدة الوطنية في أصعب الظروف ، وممارسة السلوك السياسي الذي أثبت استحقاق هذه الحركة بتسليم راية الثورة العالميـة إلى مؤسسها وقائدها الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، الذي رفع هذه الراية وحافظ عليها ، وعزز الوحدة الوطنية من خلال هذا التقدير العالمي ، كما عززت منظمة التحرير الفلسطيني الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
إن حركة فتــح التي تستذكر كل ذلك مستندة إلى القسم والعهد بعدم التخلي عن سياسات منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية ، وتوفير هذا المناخ الوطني والسياسي عبر حوالي نصف قرن من النضال الذي شقت من خلاله طريق العزة والثورة ، تضع أمام شعبنا الفلسطيني أن هذه المسيرة الوطنية تمر هذه الأيام بأخطر مراحلها ، وتواجه وضعاً لم يعد خافياً على أحد منذ تشكيل حركة حماس الحكومة الفلسطينية ، التي تعهدت ومارست من خلالها سياسة الإقصاء والإحلال في الوزارات والمؤسسات ، وأخذت تطرح مبادرات غير واعية من استعدادها لهدنة طويلة الأمد مع حكومة إسرائيل ، وإطلاق سياسة التحريض ضمن خطة واضحة بتشويه صورة حركة فتــح من إدعاءات ، وافتراءات واتهامات ، تدل كلها على العبثية ، والعدمية سياسياً وتنظيمياً ، بل تعدت ذلك بتنفيذ الاعتداءات على أبناء حركة فتــح بالاغتيالات ، بدءاً بالتهديد المعلن على ألسنة قادة حركة حماس ، ومن النشرات المسمومة التي تقطر خطراً على حركة فتــح وقادتها ، وقواعدها ، وكوادرها ، ويستمر مخططها في الاغتيال الذي ينطلق من عقلية ثأرية تمارسها حركة حماس ضد المناضلين ، وضد استقرار شعبنا ، وتدمير معنوياته ، وطموحاته الوطنية ، وقد أعـدت لهذه الخطة قوة تنفيذية أعلنت عن تشكيلها مخالفة أحكام قانون الخدمة في قوى الأمن ، وقد أصدر الأخ أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية مرسوماً بتاريخ (21/04/2006) ، يقضي بإلغاء قرار وزير الداخلية باستحداث قوة أمنية تتبعه مباشرة ، فضلاً عن الترقيات والتعيينات التي قام بها ، وهو لا يملك الاختصاص لكل الإجراءات والتشكيلات التي قام بها ، بل إن التمادي في العبث وصل إلى حالة لا يمكن وصفها إلا بحالة التمرد ، حيث تتلازم الإجراءات الثأرية مع تصريحات عن قيادات مسؤولة من حركة حماس ، حين تطال رئيس السلطة بالكذب علناً بأن لديه أموالاً ولا يقوم بصرف الرواتب ، وحين يرتفع صوت حركة حماس على لسان أحد مسؤوليها ملقباً رئيس السلطة برئيس سلطة أوسلو ، وهي قبلت أوسلو وشاركت في الانتخابات التشريعية على أساسها ، وحين تعمم أن حركة فتــح هي مدرسة الذل والخيانة ، وتنذر باغتيال قيادات فتحاوية ، وتطالب بإصدار فتاوى لتخوين حركة فتــح ، للاستناد إلى هذا العبث للاغتيالات ، وهو ما يتم ارتكابه عملياً من الاستفزاز الانتقامي إلى الاغتيال في الشوارع وفي البيوت ، وكل ذلك يؤكد أن حركة حماس بقرارها تشكيل القوة التنفيذية غير الشرعية ، بل وتعمل على زيادة عددها كل يوم دون قانون أو قرار أو صلاحيات ، كل ذلك يؤكد تراجعها عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وكلما اقتربت الأمور نحو التفاؤل سرعان ما تطرح استدراكات لا تعني إلا الإفشال وعدم الاهتمام بفك الحصار عن الشعب ، والاستناد فقط إلى القرار الذي يصلها من خارج الوطن ضمن سياسة المحاور .
إن حركة فتــح تعلن في هذه المناسبة بشكل واضح وصريح أن أي اعتداء على عناصرها ومسؤوليها ومؤسساتها ، هو اعتداء على الذاكرة الوطنية التي أحيتها حركة فتــح منذ انطلاقتها ، وقدمت من اجل ذلك الشهداء والجرحى والأسرى ، وأيضاً هو عدوان على النضال الوطني وشهدائه وأسراه ، وهو عدوان على الحوار الجاد والمسؤول ، وهو عدوان على مصالح المواطنين ، وهو عدوان على الوحدة الوطنية ، وعدم الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وعدم الالتزام بتقاليد شعبنا وتضحياته .
ولذلك فإن حركة فتــح لن تسمح لهذا المسلسل التدميري والخطير ، وتعلن لأبناء شعبنا ، وللقوى الوطنية ، ولجميع الهيئات ، والمؤسسات المدنية أن هذه الحالة التي أوصلتها حركة حماس لشعبنا من الحصار الخانق ، ومن عدم الالتزام بقواعد العمل الديمقراطي ، وعدم التفهم بل رفضها للتعددية ومتطلباتها السياسية ، وإصرارها على تنفيذ سياسة المحاور ، والاعتماد على القوة في تنفيذ مخططاتها ، كل ذلك ترفضه حركة فتــح ، لأنه يدمر المسيرة والمكاسب الوطنية ، ويعيق تفاعل شعبنا مع محيطه الإقليمي والدولي ، مما يسبب المزيد من الحصار والعزلة ، ويثير الفتنة التي يؤدي اشتعالها إلى اشتعال الحريق في البيت الفلسطيني الذي ينال من الآمال والأهداف الوطنية .
إن حركة فتــح إذ تعلن بصراحة ووضوح هذا المشهد الذي أوصلته حركة حماس إلى المصير المجهول ، تؤكد رفضها لهذه السياسة التائهة ، وفي نفس الوقت تؤكد تصميمها على مواجهة هذه التعديات بإرادتها المستندة إلى رفض الشعب لهذه الأخطار والسياسات التي تنال من وحدة الشعب واستمرار الحصار الخانق ، وتعاهد الحركة أبناء شعبنا ، وقواعدها ، وأنصارها أنها لن تسمح بأي اعتداء على أبناء الحركة ، ولن تسمح باستمرار هذه السياسة العدمية ، وهذا الوهم المشبع بالاستعلاء والتعصب ، وإن حركة فتـح إذ ترفع صوتها النضالي والوطني تدرك أن إرادتها واعية وصلبة ، لأنها مستمدة من إرادة شعبنا الذي يرفض الانغلاق والفوضى ، ويعبر عن صموده في وجه التحديات والأخطار .
وإنهـا لثـــورة حتــى النصــر
اللجنـة المركزيـة العليـا لحركـة فتــح
كما ورد حرفيا في البيان .