الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رحيل الفيلسوف الفرنسي صاحب كتاب "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية"

نشر بتاريخ: 15/06/2012 ( آخر تحديث: 15/06/2012 الساعة: 20:28 )
باريس - معا - وكالات - توفي الفيلسوف والكاتب الفرنسي روجيه غارودي صاحب كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" الذي اعتنق الإسلام بعد أن كان شيوعياً، في منزله بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية عن عمر 98 سنة.

وكان موقع "مساواة ومصالحة" اليميني المتطرف الذي يديره المخرج والكاتب الفرنسي ألان سورال، السبّاق في نقل الخبر، حيث قال إن غارودي توفي صباح الأربعاء في منزله بضاحية شامبيني سور مارن.

ولد غارودي في 17 يوليو/تموز 1913 في مرسيليا وحصل على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من موسكو.

وفي 1998، ادين غارودي بتهمة التشكيك في ارتكاب جرائم ضد الانسانية، بعدما اثار جدلا حادا في كتابه "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية".

ورحب بكتابه المذكور بالنظام الاسلامي الايراني والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله والسلطات السعودية.

ويتحدث غارودي العربية بطلاقة وزار الكثير من الدول العربية من بينها العراق والسعودية في الثمانينات.

وفي نبذة اصدرتها الجمعة بعنوان "رحيل روجيه غارودي، من ستالين الى محمد"، اشادت صحيفة لومانيتيه الشيوعية بغارودي الذي "اضطلع، في نظر عدد كبير من المفكرين الشيوعيين في الحقبة الستالينية، بدور الفيلسوف الرسمي الذي لا يمكن تصوره اليوم للحزب الشيوعي الفرنسي".

وقد اعتنق روجيه غارودي المولود في 17 تموز/يوليو 1913 في مرسيليا (جنوب) من عائلة بروتستانتينة، لأب يعمل في مجال المحاسبة، الكاثوليكية ثم الاسلام في الثمانينات.

وفي 1933 انضم غارودي المجاز في الفلسفة والدكتور في الاداب، الى الحزب الشيوعي. وفي 1940 سجن ثلاثين شهرا في معسكر بالجزائر. وفي 1945، انضم الى اللجنة المركزية للحزب وفي 1956 الى المكتب السياسي.

وانتخب غارودي نائبا في 1954 وخسر في 1951، واعيد انتخابه في الجمعية الوطنية (1956-1958) ثم في مجلس الشيوخ (1959-1962).

وبعدما تولى تدريس الفلسفة في ألبي (جنوب) والجزائر العاصمة وباريس (1958-1959)، اصبح روجيه غارودي محاضرا ثم استاذا اصيلا في الجامعة.

روجيه غارودي الذي توفي الاربعاء عن 98 عاما، وتزعم فترة طويلة المفكرين الشيوعيين الفرنسيين ثم اعتنق الاسلام، اثار استياء بدفاعه عن الطروحات المشككة في المحرقة اليهودية التي دانه القضاء بسببها.

واعتبر غارودي القوي البنية وصاحب النظرة الثاقبة، والمعروف بأناقته والفخور بلكنته الجنوبية، فترة طويلة "رجل حوار الحضارات".

وقال هذا الفيلسوف اللامع ذو النظارة السميكة الذي وضع حوالى سبعين كتابا ان "اشد ما يحملني على الفخر هو تمسكي بالحلم الذي راودني في سن العشرين، اعني وحدة الاديان الثلاثة المسيحية واليهودية والاسلام". ويصف غارودي نفسه بأنه "دون كيشوت" يناضل ضد "طواحين الهواء" الرأسمالية.

لكنه كان ايضا رجل مؤسسات. ففي اطار الحزب الشيوعي الذي انضم اليه في العشرين من عمره، وطرد منه في 1970 لانتقاده "التطبيع" في تشيكوسلوفاكيا، وافق على طرد كثر.

وقبل اثنتي عشر عاما، وافق غارودي الذي خاض جدالا مع جان بول سارتر الذي انفصل آنذاك عن الحزب الشيوعي الفرنسي، على اجتياح الاتحاد السوفياتي للمجر. وفي المكتب السياسي، لقب "الكاردينال" بسبب ميوله السلطوية وانجذابه للكنيسة.

واستأثر طوال عقود باهتمام اوساط المثقفين ووسائل الاعلام الفرنسية التي قدرت مؤلفاته الفلسفية وشجاعته السياسية.

وانحسر كل ذلك لدى اعتناقه الاسلام في 1982 واختياره اسم رجاء وحملاته على الصهيونية. وجعل منه كتابه "الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية" منبوذا في المجال الاعلامي السياسي.

وفي 1998، دانته محكمة استئناف باريس لانكاره وقوع جرائم ضد الانسانية والتشهير العرقي والتحريض على الكراهية العرقية. وقد حكم عليه بالسجن تسعة اشهر مع وقف النفاذ وبدفع غرامة كبيرة.

وفي كتابه، تطرق الى "اسطورة ابادة ستة ملايين يهودي التي اصبحت عقيدة تبرر كل تجاوزات دولة اسرائيل في فلسطين" وشكك في وجود غرف الغاز.

وحصل غاروجي على دعم عدد كبير من الاصوات العربية ودعم صديقه القديم الاب بيار، الكاهن الكاثوليكي الملتزم قضية الفقراء، وهو دعم راسخ تسبب في اندلاع فضيحة.

وفي سن الرابعة عشر، اعتنق غارودي المولود في 17 تموز/يوليو 1913 في مرسيليا (جنوب) لأب يعمل في مجال المحاسبة، البروتستانتية وحصل على اجازة في الفلسفة وعلى الدكتورا في الاداب. وسجن ثلاثين شهرا من 1940 الى 1943 في معسكر بجلفة في الجزائر، الى جانب جمهوريين اسبان.

ونجا من الجوع والتيفوئيد والاعدام، وانقذه في اللحظة الاخيرة مسلمون اباضيون ما حمله هذا الموقف على اعتناق الاسلام.

وانتخب غارودي نائبا في 1954 ثم اصبح عضوا في مجلس الشيوخ. وبصفته استاذا للفلسفة، تولى من 1960 الى 1970 رئاسة تحرير مجلة "كاييه دو كومونيسم" (دفاتر الشيوعية) الناطقة باسم الحزب، ومركز الدراسات والبحوث الماركسية (1960-1970).

وفي 1981، اشركه المرشح الاشتراكي والرئيس المقبل فرنسوا ميتران في حملته لكن الرجلين ما لبثا ان اختلفا.

وفي الثمانينات ، حصل غارودي على شهرة واسعة في العالم الاسلامي، وحاول القيام بمساع شخصية في طهران وبغداد حيث استقبله صدام حسين لانهاء الحرب العراقية الايرانية.