الوكيل المساعد بوزارة الإعلام يشارك في مؤتمر حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب بالقاهرة
نشر بتاريخ: 09/01/2007 ( آخر تحديث: 09/01/2007 الساعة: 15:43 )
غزة- معا- شارك الدكتور حسن أبو حشيش الوكيل المساعد بوزارة الإعلام في مؤتمر حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب حيث عقد المؤتمر في جمهورية مصر العربية، بمشاركة عدد من الدول العربية.
وقدم الدكتور أبو حشيش الذي مثّل وزارة الإعلام الفلسطينية ورقة عمل لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب في اجتماعهم الثاني الذي انعقد في 20 - 21/12/2006م في العاصمة المصرية القاهرة.
مفهوم جامع للإرهاب
وقد عرض د. أبو حشيش في بداية ورقة العمل شرحا حول مفهوم جامع للإرهاب حيث قال: "نعتقد أن الجميع يؤمن بأن مصطلح الإرهاب فضفاض، والنظرة له تختلف باختلاف الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية للأقطار والشعوب، كما أن كثيراً من الآراء والدراسات خاصة في منطقتنا العربية إن هناك تأثير كبير على مفهومنا للإرهاب جاء من المجتمعات الغربية وثقافتها الأمر الذي ليس بالضرورة أن ينسجم مع واقعنا وأحوالنا وقيمنا العربية".
وأضاف: "لذا اعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نتفق جميعاً على تحديد مفهوم جامع مانع بلغة أهل المنطق والعقل لظاهرة الإرهاب حتى يساعدنا على تحديد مظاهر وملامح هذه الظاهرة المتوفرة في بيئتنا العربية لتسهل عملية المعالجة الإعلامية السليمة وذات البوصلة الصحيحة ولتكن مناقشة تحديد المصطلح مرتبطة بالتعدي على الحقوق الأساسية للإنسان والتي أصلتها التعاليم الدينية السماوية وحددتها القوانين والمواثيق الدولية".
الخلط بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب
وأشار د. أبو حشيش أنه من الأمور المهمة والحساسة التي باتت تقلق الرأي العام العربي هذا الخلط بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب، ومحاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تنعت وتصف المقاومة في فلسطين المحتلة على أنها عمليات إرهابية.
وأضاف: "للأسف تساوق معها الإعلام الأجنبي، وتبناها الموقف السياسي الرسمي الغربي، وشوهت المقاومة باسم محاربة الإرهاب"، وقال: "أعتقد أن المسألة تحتاج إلى تأصيل فكري وسياسي من فريقكم الموقر يكون مستنداً رسمياً لكل مفردات الخطاب الإعلامي المتعلق بالظاهرة".
إرهاب الدولة المنظم
وعن إرهاب الدولة المنظم من قبل الاحتلال الإسرائيلي قال د. أبو حشيش في ورقة العمل التي قدمها في المؤتمر: "من المهم جداً ألاًَّ تقتصر نظرتنا ودرسنا على سلوك الأفراد والجماعات للإرهاب بل علينا دراسة ظاهرة الإرهاب المنظم والمعلن والمحمي للدول في المنطقة وأخص بالذكر كيان الاحتلال الإسرائيلي فهي تحتل الأرض، وتدنس المقدسات، وتجتاح المدن والقرى والمخيمات، وتقتل المدنيين والشيوخ والأطفال والنساء، وتعتقل آلاف الأسرى والأطفال والنساء والمرضى، وتُقيم المستوطنات، وتبني جدار الفصل العنصري، وترفض عودة ملايين المهجرين".
وأضاف: "إن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي يومياً في فلسطين هو منافٍ لأبجديات حقوق الإنسان، والقوانين الأرضية والشرائع السماوية، والشيء الذي يعتبر إرهاباً منظماً وعليه أدعو لمناقشة الأمر ومنحه مساحة واسعة أساسية في تصورنا الإعلامي في التصدي للظاهرة".
المعالجة الإعلامية الخاطئة للظاهرة
وحول المعالجة الإعلامية الخاطئة للظاهرة أشار د. أبو حشيش أنه نظراً لغياب الرؤية الواضحة حول الإرهاب، وبالتالي غياب التصور الإعلامي حولها، فإننا وجدنا فوضى في المعالجة الإعلامية، وشكلاً متناقضاً من طرح الموضوع، واختلط الحابل بالنابل، وهوجمت الكثير من القيم الوطنية الأصيلة تحت محاربة الإرهاب وذهبت المعالجات الدرامية إلى أبعد من حدود الظاهرة حيث السجالات الفكرية المتناقضة، وقال: "ولربما وصل الأمر إلى تصفية حسابات بين أفكار وتوجهات سياسية واجتماعية وثقافية والضحية هي المجتمع الذي يتلقى هذه المعالجات".
وأردف د. أبو حشيش: وهنا ندرك جيداً ونؤمن بضرورة أن تتخلى المعالجات الإعلامية المختلفة والمنطلقة من التصور المزمع إعداده في اجتماعاتكم المتتالية بالمسئولية الوطنية والاجتماعية، وبالتوازن والموضوعية حتى لا يكون هناك ردود فعل سلبية تجاه المعالجات غير المدروسة.
واختتم د. أبو حشيش حديثه قائلا: "آمل أن تجد هذه الأفكار قبولاً واستحساناً، وتخضع للنقاش والحوار والإنضاج، وتكون مكوناً من مكونات أي خطة وتصور إعلامي للتصدي لظاهرة الإرهاب".