نشر بتاريخ: 16/06/2012 ( آخر تحديث: 18/06/2012 الساعة: 11:48 )
رام الله- معا- استبشر خيرا الاسير عباس السيد عندما سمع السجان الاسرائيلي في سجن هداريم يردد اسمه مع باقي الاسرى الذين سيسمح لهم بالخروج للزيارة التي بدت عادية للجميع ولكنها استثنائية وهامة للسيد كونها الاولى منذ اعوام تذوق خلالها صنوف المعاناة و العقاب خلال عزله من وحرمانه من زيارة زوجته وطفليه
السيد ( 44 عاما) من طولكرم والذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 35مرة اضافة ل 100عام والذي منع من رؤية اسرته منذ عزله في 26/8/2010 ، تقدم صفوف فوج الاسرى في الطريق لغرفة الزيارة ترتسم على وجهه ابتسامة فرح يصفها بنفس فرحة الذاهب نحو الحرية ففي لحظات الموت البطيء في مقابر الاحياء لم يكن ألمنا العزل والنفي والعقوبات وانما الحنين والشوق للاهل وغياب الاحبة وخاصة الصغار ، فذكرياتهم كانت سر الصبر والصمود والتمسك بالامل ويضيف معركة الكرامة والحرية حققت اولى معالم النصر بخروجنا من العزل والان تكتمل لوحة الانتصار برؤية وزيارة من وهبناهم حياتنا لحريتهم.
زيارة تاريخيةوخلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا للاسير عباس السيد في سجن هداريم بعد يوم من اول لقاء جمعه مع طفله عبدالله وصف تلك اللحظات قائلا كانت زيارة تاريخية بالنسبة لي بكل معنى الكلمة فقد انقطعت عن الزيارات قسرا وحرمت من اسرتي لاكثر من عامين عقاب النفي الجسدي بعد الحكم القاسي لم يكن كافيا فاستخدموا اكذوبة المنع الامني لمعاقبتي وابنائي .
ويضيف " كنت اتمنى بعد كسر قرار العزل ان لا يتكرر على مسامعنا مرة اخرى عبارة عن المنع الامني وان تنتهي تلك الجملة للابد لكنهم يدركون اهميتها ولانهم تجرعوا مرارة الهزيمة امام عظمة الصمود في معركة الامعاء الخاوية لم يسمحوا لزوجتي وطفلي بالزيارة وكان فرحي رغم حزني بصدور اول تصريح لصغيري عبدالله".
وتقول المحامية دقماق ، في كل كلمة رددها السيد خلال القاء عبر فيها عن مدى فرحته وتأثره الكبير برؤية طفله ، وتابع يقول " لم اصدق انني ساراه حتى دخلت غرفة الزيارة وشاهدت حبيب قلبي وروحي عبد الله الذي كنت اشاهده مع والدته وشقيقته بالاعتصامات والمسيرات التضامنية معنا وقلبي يتقطع لانه لا يعيش طفولته كباقي الاطفال فالسجن والسجان سلباه كل معاني الطفولة وافراحه وهو يعيش الم اعتقالي وحرمانه من زيارتي.
فخري واعتزاز ويقول الاسير السيد "شاهدته ينتصب شامخا في غرفة الزيارة جاءني عبدالله وقد بلغ من العمر 12 عاما ونصف حيث العامان الاخران مهمان جدا من حيث نموه العقلي والجسدي والتغيرات الحاصلة في بناء شخصيته فقد تركته طفلا واصبح لان على اعتاب الرجولة ناضجا واعيا لما يدور حوله" .
ويضيف السيد "شعرت بفخر واعتزاز لان تربية الزوجة الوفية الصابرة اثمرت وصقلته وجعلت منه رجلا قبل اوانه تمنيت ان تتوقف عقارب الساعة حتى لا تنتهي الزيارة لاعيش مع طفلي اجل لحظات العمر رغم القيود والزجاج الذي فصلني وفرحت وهو يتحدث كالرجل لحظة في هذه الزيارة القصيرة وحدثته عن الكثير من المواضيع عن العزل والاضراب والاعتداء الذي تعرضت له والظروف الجديدة"
ويكمل " مع توجهيات ابويه تناسب سنه وسلامات للجميع حدثني هو تفاصيل اخباره عن امه واخته والعائلة وعن امه واخته وعن العائلة وعن الاخبار العامة وعن ريال مدريد والاخبار الرياضية وعن التفاعلات ايام الاضراب والنشاطات التي قام بها وعن دراسته واهتماماته اي بفضل الله تطرقا لكل المواضيع الممكنة بشكل مختصر يناسب وقت الزيارة القصير
مشاعر فياضةوبالنسبة للمشاعر خلال اللقاء مع طفله قال السيد "كانت مشاعر فياضة بطريقة استثنائية بسبب الانقطاع الطويل وحرمان العزل ، فالمعزول لا ينعزل عن عائلته فقط وانما عن كل ماهو فلسطيني وعربي ومسلم وهذه رسالة شكر لكل من ساهم في اخراجنا من العزل وعلى كافة المستويات وفي مقدمتهم اخواننا الاسرى الذين جعلوا العزل كأحد العناوين المهمة للاضراب واضاف ورغم فرحنا فاننا نعيش الم وحزن استمر عزل الاخوين ضرار ابوسيسي وعوض الصعيدي في العزل لذلك نؤكد ضرورة استكمال العمل على اخراجهم من العزل وبالذات من قبل الوسيط المصري "
نجاح الاضرابالسيد الذي يعتبر من قادة كتائب القسام خاض مع الحركة الاسيرة معركة الامعاء الخاوية رغم العقوبات والضغوطات التي تعرض لها ويقول رغم كل الظروف الماساوية لم نفقد الامل يوما في كسر القيود والعزل لذلك تمسكنا بمطالبنا حتى كرمنا الله بالنصر ونجاح الاضراب واضاف اجمل لحظات فرحي عندما وصلت سجن هدريم والاستقبال الحار من الاخوة عزز من مشاعر القوة والتحدي والفرح حتى نسينا كل ايام العذاب مع العلم ان هدريم لم يخوض الاضراب بشكل جماعي الا ان الجميع عندما رأونا بينهم تحدثوا عن نجاح الاضراب وان ثمرة خروج المعزولين والتي رأوها بأعينهم مؤشر نجاح كبير لمعركتنا التي ستستمر حتى نحصد النصر الاكبر القادم بإذن الله تعالى.