الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خروقات عديدة- المصريون يختارون رئيسهم انطلاقا من معايير متباينة

نشر بتاريخ: 16/06/2012 ( آخر تحديث: 17/06/2012 الساعة: 07:28 )
القاهرة- موفدة معا منار زيود- استطلعت وكالة "معا" الإخبارية في جولة ميدانية طالت عددا من اللجان الانتخابية في مصر، المنطلقات والمعايير التي يتبعها المواطنون لاختيار مرشهم المفضل ليكون أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير.

الجولة أظهرت صعوبة ترجيح كفة أي من المرشحين أحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

اللافت في هذه الجولة وجود تباين واضح من لجنة إلى أخرى بشأن كثافة إقبال المواطنين، ما يجعل المشهد أكثر غموضا، مع وجود تأكيدات من قبل المراقبين بأن قلة الإقبال تكون لصالح مرشح الإخوان محمد مرسي، نظرا لاحتكار "الإخوان" لأكبر كتلة تصويتية.

ففي لجنة كلية التربية الرياضية بنات بحي الزمالك بمنطقة الجيزة في القاهرة، أكدت الطالبة الجامعية سهاد عليمي أنها انحازت إلى خيار الثوار، وضد بقايا النظام السابق، ما يظهر أنها دعمت المرشح مرسي.

وكان رأي جهاد البسطويسي مخالفا الذي أدلى بصوته في مدرسة البهية البرهامية بالقاهرة، كونه انحاز لخيار الدولة المدنية، ولبرنامج الفريق شفيق القائم على توفير الأمن والأمان للمواطنين.

واللافت في الأمر أن السيدة المنقبة عواطف جبريل التي أدلت بصوتها في مدرسة الشهيد أحمد عبد العزيز الابتدائية في شارع فيصل الرئيسي بمحافظة الجيزة، أعلنت اختيارها للفريق شفيق، مضيفة: برنامج شفيق يقوم على توفير ما افتقدناه وهو الأمن والأمان، والمهم بأن يؤكد دائما حرصه على كرامة المواطن، ما يظهر أن نهجه مختلف تماما عن نهج نظام مبارك.

وكان رأي المهندسة المعمارية منة حجازي غامضا عندما أوضحت بعد الإدلاء بصوتها في كلية الأطفال بحي الدقي بالقاهرة، حيث أشارت إلى أن اختيار الرئيس أمر خاص "اسبشل"، لكنها قالت: يجب أن نأخذ بالاعتبار مصالح البلاد، والجاد بالإصلاح والتغيير، وكان بودي أن لا تكون خياراتنا مختلفة وكم حزنت عندما خرج المرشح حمدين صباحي من المنافسة، الذي كان بالفعل يمثل رغبة الشباب والتغيير.

واعتبر منصور نافع الذي أدلى بصوته في مدرسة فاطمة عنان في القاهرة الجديدة بأن الصورة واضحة ولا مجال للخلط، موضحا أنه اختار محمد مرسي، لإيمانه بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يسير على طريق استنساخ تجربة نظام مبارك.

وقال: واقع مصر مؤلم بعد أربعة عقود من الظلم والفساد ومن حقنا أن ندعم التغيير ونهج الإصلاح والشفافية، وأن نقدر تضحيات الشهداء الذين سقطوا في ميدان التحرير وحي الأربعين بالسويسش وأمام مبنى ماسبيرو، وفي شارع محمد محمود.

وفي الوقت الذي كان ينشغل المواطنون بالإدلاء بأصواتهم كان آخرون يعملون على التشويش على سير عملية الاقتراع، ما دفع بقوى الأمن لملاحقتهم، والقبض عليهم.

وفي هذا السياق، أكد اللواء مصطفى باز مدير أمن محافظة الغربية في تصريحات صحفية أن القضاة المشرفين على سير العملية الانتخابية بلجان مدرسة تاج العجم بالسنطة ومدرسة كفر حسين بزفتي، اكتشفوا وجود عدد من البطاقات المسودة (معبأة خارج قاعة الاقتراع وتم محاولة إدخالها إلى قاعة التصويت) لصالح الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك أسفل الغطاء البلاستيك للبطاقات وسط باقي البطاقات الأخرى.

وأكد باز أن القضاة قاموا بتحرير محاضر بذلك وإرسالها للجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الداخلية لا علاقة لها بذلك وأن دورها ينحصر على تأمين اللجان وسير العملية الانتخابية فقط.

وذكر أن القضاة قد اكتشفوا وجود 20 بطاقة مسودة لصالح مرسي داخل اللجنة رقم 37 بمدرسة تاج العجم بمركز السنطة.

كما أعلن أن تم اكتشف القاضي المشرف على اللجنة رقم 17 بمدرسة الفريق سعد الدين الشاذلى ببسيون ورقتين مسودتين لصالح مرسى، فيما تم اكتشاف20 ورقة انتخابية مسودة لصالح مرسي في اللجنة رقم 87 بمدرسة كفر حسين بمركز زفتي، وتم التحفظ على دفتر بطاقات تصويت به.

وفي نطاق التجاوزات الانتخابية، اخترق أنصار المرشح أحمد شفيق قانون الصمت الانتخابي، بعد أن نظموا قافلة من السيارات الأجرة والخصوصية"الملاكي" ظهر أول أيام جولات الإعادة، جابوا بها شوارع منطقة شبرا شمال القاهرة للدعاية لمرشحهم الرئاسي، ورفعوا اللافتات وبثوا الأغانى الشعبية المؤيدة له، بميدان الخلفاوي، وعدد من شوارع شبرا.

كما قام أنصار شفيق بإحضار سيارات خاصة وفتحوا أبوابها، وقاموا بتشغيل الأغاني المؤيدة لشفيق بصوت عالٍ فىي الشوارع بمنطقة ميدان الخلفاوي في المنطقة ذاتها.

وقد أعلنت غرفة عمليات حملة المرشح أحمد شفيق عدداً من الانتهاكات والتجاوزات من جانب جماعة الإخوان المسلمين وحملة مرشحها الدكتور محمد مرسي.

واتهمت هذه الغرفة حملة محمد مرسى الانتخابية، بإفساد العملية الانتخابية ومنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم لمرشحهم الرئاسي، موضحة أنها رصدت تجاوزات انتخابية لحملة مرسي، تمثلت فى وجود دعاية انتخابية من قبل الإخوان على باب مدرسة الشهيد عبد الحافظ بالسيدة زينب، كما اتهمت حملة شفيق، حملة مرسى بالاعتداء على الدكتور هشام محمود مندوب أحمد شفيق بمدرسة بالسيدة زينب.

وقالت غرفة عمليات حملة الفريق أحمد شفيق إنه تم القبض على 3 من الإخوان المسلمين يوزعون دعاية انتخابية للدكتور محمد مرسى أمام لجنة مدرسة التحرير بمصر الجديدة، موضحة أن القاضي المشرف على لجنة عزبة دير رزق القوصية بأسيوط، قام بمنع الناخبين الأقباط من التصويت، وكذلك تم منع الأقباط بمدرسة الجزيرة بمنفلوط من قبل قاضى المدرسة.

واستنكرت الحملة منع ناخبة من ذوي الاحتياجات الخاصة بمدرسة أبو بكر الصديق من التصويت لشفيق، وذكرت أيضاً حشد الناخبين عند المسجد ومحطة مترو سانت تريزا بالقرب من مدرسة عثمان بن عفان بشبرا.