الرئيس: إسرائيل تقضي على حل الدولتين.. والحكومة الانتقالية خلال ايام
نشر بتاريخ: 17/06/2012 ( آخر تحديث: 17/06/2012 الساعة: 15:12 )
رام الله- معا- اكد الرئيس محمود عباس أن إسرائيل بتصرفاتها واستيطانها تحاول أن تقضي على حل الدولتين، مشيراً إلى أن الاحتلال زرع مستوطناته ومستوطنيه بطريقة مدروسة، وحوّل الدولة الفلسطينية المنتظرة إلى معازل منفصلة، يستحيل معها إقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف خلال كلمة له في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي الثالث، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الاحد في قاعة الهلال الأحمر في مدينة البيرة: "أكدنا أننا مع خيار وحل الدولتين، والتوصل إلى حلول سياسية عبر المفاوضات، وأن تقوم هذه المفاوضات على أسس سلمية ومرجعيات معترف بها من المجتمع الدولي، وصولاً إلى الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 1967".
وأعلن الرئيس عباس عن أن حكومة انتقالية تتكون من المستقلين والكفاءات سترى النور خلال ايام ولمدة أشهر قليلة تحضر لاجراء الانتخابات خلال هذه المدة.
وأضاف: "قطعنا شوطاً طويلاً في المصالحة الوطنية، واقتربنا من تشكيل حكومة وحدة وطنية من المستقلين خلال الأيام المقبلة، وأنجزنا الكثير في موضوع الانتخابات، حيث عملت لجنة الانتخابات المركزية على تحديث السجل الانتخابي في غزة".
وشدد الرئيس: "مصممون على المصالحة لأنها مصلحة وطنية، وتعيد لحمة الشعب والوطن، لذا سرنا بهذا المسار وخطونا خطوات، ولكن الأساس في المصالحة هي الانتخابات، لأننا نؤمن بالديمقراطية وبصندوق الانتخابات، لأننا جئنا وجاؤوا بالصندوق، ومعروف عن انتخابات بأنها نزيهة وحرة وديمقراطية، ولكن إن رفضت الانتخابات، فهذا يعني أن هناك من يضع العصي في عجلة المصالحة".
وتابع: ستكون حكومة انتقالية من المستقلين والكفاءات لأشهر قليلة تجري خلالها الانتخابات، ويحكم من يفوز بالصندوق، فالصندوق من يقرر.
ونقل الرئيس عباس نبأ استشهاد مواطنين بالقرب من بلدة السموع جنوب الخليل برصاص مستوطن إسرائيل، وقال: هؤلاء يعيثون بالأرض فساداً برعاية الجيش، وبحماية بنادق الجيش الإسرائيلي، ويقتلون ويقتلعون الأشجار ويحرقون المساجد، تصوروا لو فعلنا هذا مرة ماذا سيحصل؟ أحرقوا خمسة مساجد، فهذا غير مقبول، فنحن لن نقبل به وسنبقى مغروسين في أرضنا مهما فعلوا.
وتطرق الرئيس إلى إضراب الحركة الأسيرة البطولي عن الطعام، وقال: ما أنجزه أسرانا في معركة الأمعاء الخاوية في سبيل تحقيق حقوقهم الإنسانية، فهم أضربوا للحصول على قضايا إنسانية، حصلوا على جزء كبير من مضالبهم، لإخراج المعزولين عن العالم الخارجي منذ سنوات طويلة، والسماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم الأسرى بعد منعهم منذ سنوات، وإنجازات أخرى لم تتحقق لولا وحدة الحركة الأسيرة.
وتابع الرئيس حديثه: نحن مدعوون للاقتداء بأسرانا في نضالهم السلمي ونجاحهم الذي جاء بوحدتهم، الأسرى توحدوا أما نحن فلا، كما أن وثيقة الأسرى هي من قادتنا إلى الوحدة.
وشدد الرئيس عباس على "أن تحرير الأسرى هدف لنا، ولا سلام حقيقي دون الإفراج عن أسرانا الذين ضحوا بأعمارهم في سبيل حريتنا، فإن لم يطلق سراح الأسرى فلا سلام".
وأكد الرئيس على "أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى رفض الوجود الفلسطيني على أرضه، ويحارب هذا الوجود، لأنهم لا يريدونا هنا، ومجيئكم يحمي صمودنا وبقاءنا، فأكثروا من هذه المجيء، وادعوا من لم يأت إلى زيارتنا، الاحتلال يحاربنا في هويتنا وتراثنا وأماكننا، فهم يقتلوا ويعتقلوا ويحتجزوا جثامين الشهداء في أسلوب بشع إمعاناً في التعذيب، أفرجوا عن بعضها مؤخراً، وبقي عدد كبير منهم، وأتساءل لماذا يحتجزونهم ويبقونهم في مقبرة الأرقام، لتحرم مئات العائلات من دفنهم، ليحرمهم الاحتلال العائلات من أن يكون لديها قبر لأبنائها".
وتابع: احتلال بهذه الطبيعة يقتضي أن نكون على أعلى درجات المسؤولية، عبر تمتين وحدتنا، والاتفاق على أهدافنا وبرنامجنا الوطني، والاتفاق على أسلوب عمل موحد، وصولاً إلى دولتنا المستقلة.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية، قال الرئيس: العملية السلمية تعاني موتاً سريرياً، إسرائيل هي المسؤول عنه، والكرة الآن في ملعبهم بعد أن نفذنا ما علينا من التزامات، فمن واجبنا الالتزام بالشرعية الدولية، فكل ما فرض علينا من قرارات دولية أو اللجنة الرباعية بفذناه بالحرف الواحد، حتى يقول العالم أننا ملتزمون، وهذا ما قاله العالم لنا، ولكن ماذا عن إسرائيل؟ نطالب العالم بوقف الاستيطان، وأن يعترف بدولة على حدود 1967، ولكنهم لا يريدون ذلك، ونحن مصممون على موقفنا.
وجدد الرئيس دعوته إلى الأمتين العربية والإسلامية بزيارة المسجد الأقصى المبارك والقدس، اللذان يشكوان من صعوبة الهجر، وألم بعد الأحبة، مجدداً تأكيده على أن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان.
ودعا الرئيس عباس أإنباء العرب والمسلمين إلى شراء العقارات التي تهرب عبر أغنياء اليهود.
وشدد الرئيس على أن من يحرم زيارة القدس لا ينطلق من منطلق ديني، لأن السنة النبوية تدعو إلى زيارة المدينة، مشيراً إلى أن هذا التحريم يأتي من منطلق سياسي، داعين من يحرم ذلك أن ياتزموا حدودهم، داعياً إياهم إلى عدم تحريف الكلام عن موضعه.
وأضاف: خرجت دعوات بتحريم زيارة القدس، هكذا كان النص، وسألنا شيوخنا وعلماءنا وقضاتنا من أين جاء التحريم، هل ذكر في القرآن الكريم أم في السنة النبوية الشريفة، فقيل لنا أنه لم يذكر في القرآن ولا في السنة، بل على العكس، ذكر في السنة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا، قال زوروه، ومن لم يستطع فليرسل زيتاً يسرج في قناديله، يقصد الدعم المالي والإنساني لمن لا يستطيع، قال من لا يستطيع وليس من لا يرغب.
وأشار الرئيس إلى أن "القدس تتعرض لهجمة تهويد شرسة يطال شوارعها وأحياءها، لتكون معركة على إرثها وحضارتها، لذا يجب دعم أهلها عبر زيارتهم ليكونوا أكثر قدرة على الصمود والبقاء".
وأضاف: قبل أيام مرت ذكرى هزيمة حزيران، التي أدت إلى احتلال الجزء الشرقي من القدس وباقي أراضي فلسطين وأراضي دول أخرى، ولكن يؤلمنا ما تتعرض له دعوتنا لزيارة القدس وشد الرحال للمسجد الأقصى، وشن هجمات تفتقد للدليل الشرعي والوعي السياسي.
وأضاف الرئيس: إسرائيل تقوم بإبعاد السكان، ليصل عدد سكان المدينة الفلسطينيين أصحاب الأرض أقل من نصف عدد الإسرائيليين، ليصبح أهل القدس أقلية، وأقل من المستوطنين.
ودعا عامر في كلمة الأمير الحسن بن طلال إلى التمييز بين الحركات الدينية التي لا تتجاوز تأويلاتها ظواهر النصوص، وتحتكر تفسير النصوص وفق ما تراه، وتقصي كل من يخالفها الرأي، وتضفي قدسية على مواقفها السياسية، وبين الحركات الدينية السياسية التي تتبنى مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، وتقبل بالمشاركة السياسية ومبدأ تداول السلطة.
واعتبر عامر أن صعود الإسلاميين إلى الحكم في بعض البلدان لا يعني انتهاء الإشكالات والتحديات التي واجهها العالم العربي منذ انقضاء حقبة الاستعمار.
وأشار عامر إلى أن الرهان هو على ما يمكن أن تقدمه هذه الحركات بـالعمل لا بالشعارات على مستوى إصلاح الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وقدرتها على استلهام روح الحضارة الإسلامية وتعميق دور القيم الدينية أخلاقيا وإنسانيا، في بناء الدولة المدنية بوصفها دولة جامعة لطوائف ومذاهب وقوميات وثقافات متنوعة.
وأوضح عامر: مطالبون بتجاوز العَلاقة الحرجة بين الدين والسياسة التي أوجدتها الدولة العربيّة ما بعد الاستقلال بسبب وعود التنمية والتحديث والوحدة والتذرع بالخطر الصهيوني، وأن نتبصر في حقيقة إسلامنا أولا، ثم في تطور التجربة السياسيّة والحقوقية في الغرب، وكيف تسنى له أن يقترب من جملة المبادىء الأساسية التي ينادي بها الإسلام لبناء نظام سياسي منهجه العدل والمساواة والشورى.
وأضاف: هذه الحركات هي وفي جانب مهم من جوانبها، تعتبر حركات احتجاجية، تسعى إلى ملء الفراغ الروحي والأخلاقي والاجتماعي الذي أحدثته العولمة ووسعت من شقه الحداثة المستوردة وثقافة تشيء الإنسان، لكن القول بأنها توظف الدين سياسيا ينبغي أن يكون مقروناً بدراسة الأسباب التي أدت إلى ظهورها على الساحة، وهذه الأسباب تتمثل في تفاقم الاستبداد لدى نظم تواجه مأزقاً تاريخياً، وعدم تلبية الحاجات الاجتماعية، والفساد؛ فضلاً عن أزمة الشرعية التي تعيشها الدولة العربية، وتنامي المعارضة السياسية.
وتابع عامر: لا بد من التذكير بدور الحركات الإسلامية في تعبئة الجماهير لمقاومة الاحتلال في أكثر من مكان في العالم الإسلامي.
وأكد أن الرهان الأكبر على نجاح هذه الحركات الوسطية يكمن في قدرتها على التكيف مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي ومتطلبات التعامل معه، وقدرتها على تبين القيم الجامعة والمشتركة بين الديني والسياسي، ولا سيما في قضايا مثل العدالة الاجتماعية، والشورى، والأمن الإنساني.
من جانبه، جدد وزير الأوقاف والشؤون الدينية ورئيس المؤتمر د. محمود الهباش دعوته الأمتين العربية والإسلامية إلى شد الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعدم الاستماع للفتاوى التي تحرم الزيارة، التي لا تستند مطلقاً لأي مستند ديني.
وأكد د. الهباش على أن المؤتمر يعقد في معجزة الإسراء والمعراج، ليحمل كل الدلالات والمفاهيم التي لها علاقة بالدين والوطن وبالحضارة وبالتاريخ وبالحضور الفلسطيني المتجذر في أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
وأضاف د. الهباش: رسالة الإسراء والمعراج التي نجذرها اليوم في هذا المؤتمر، رسالة القدس التي نحملها ونحملها أمانة لكل أبناء الأمة تحيي فينا أملاً لا يمكن له إن ينتهي، وتشعل فينا نوراً لا يمكن أن يخفت بأن القدس عائدة، ما دام هذا الشعب موجود ومرابط، وما دامت أمة الإسلام تتطلع وتشد الرحال إلى بيت المقدس.
وتابع د. الهباش: "أبشر السيد الرئيس أن دعوتكم التي أحييتم بها سنة الرئيس بشد الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، فهي لم تكن صرخة في واد، ولم تذهب أدراج الرياح، رغم نقيق الضفادع ليشوشوا عليها، فوجدت دعودتكم سيادة الرئيس استجابة عميقة، فوجدت استجابة آلاف المسلمين".
وأضاف د. الهباش: الليلة الماضية كان هناك ما يزيد عن 5 آلاف من المسلمين من خارج فلسطين يتواجدون في المسجد الأقصى المبارك، لقد شدوا الرحال من مختلف دول العالم الإسلامي، يتواجدون نصرة للقدس والمقدسات، ليقولوا لنا أننا لسنا وحدنا، لأنه لدينا أمة تملأ السهل والوعر، ليدعمونا في رباطنا، متخطين العقبات، فالاحتلال يأبى إلا أن يحاول أن يشوش على هذه المسيرة فيمنع بعض المشاركين من السودان ومصر وبريطانيا ومصر والجزائر وغيرها، وأقول هنا: بدأت مسيرة العودة إلى القدس، وهي لن تتوقف.
وأكد د. الهباش: نحن اليوم نفتتح النسخة الثالثة من مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي بمشاركة كريمة من أخوان من داخل فلسطين وخارجها يؤكدون أن فلسطين ستبقى فلسطينية وعربية وإسلامية، وأن شعبنا الذي ينجب القادة والشهداء والزعماء سينتصر وسيحرر أرضه.
وأضاف د. الهباش: هذا المؤتمر هو امتداد لمسيرة عميقة من تاريخنا منذ 81 عاماً، حين عقد المؤتمر الأول في القدس بدعوة ورئاسة الحاج المغفور له الحاج أمين الحسيني، لنعيد هذه السنة مرة أخرى، لنعقد هذا العام النسخة الثالثة من المؤتمر.
من جهته، هنأ الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر وزارة الأوقاف على النجاح في تنظيم المؤتمر، وسط مشاركة علماء وشيوخ من عدة دول عربية وإسلامية.
وأعرب العكر في كلمته المقتضبة جداً أن يعقد المؤتمر الرابع في العام المقبل في القدس الشريف.