الوحيدي: أدهم سلامة أسير محرر تعامل معه الإحتلال كمقاتل غير شرعي
نشر بتاريخ: 19/06/2012 ( آخر تحديث: 19/06/2012 الساعة: 12:07 )
غزة- معا- قال نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة ومنسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية أنه زار أحد الأسرى المحررين من سكان مدينة رفح في العام 2009م حيث كان الإحتلال الإسرائيلي تعامل مع الأسير المحرر بالقانون العنصري الذي يعرف بمقاتل غير شرعي.
وأضاف الوحيدي بأنه وجد لزاما عليه إعادة نشر ما كتبه في العام 2009م عن تعامل الإحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين كمقاتلين غير شرعيين بحسب العنصرية الإسرائيلية حيث يتم احتجاز واعتقال الأسير بعد انتهاء مدة محكوميته في انتهاك واضح لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين والإتفاقيات الدولية والإنسانية وفاضح للوجه الحقيقي للإحتلال الإسرائيلي وخاصة في ظل دخول الأسير البطل محمود السرسك وهو من سكان مدينة رفح أيضا في اليوم 97 في الإضراب المفتوح عن الطعام تنديدا واحتجاجا على قانون مقاتل غير شرعي . وكان الوحيدي طلب حينها من الأسير المحرر أدهم علي حسن الحاج أحمد " سلامة " أن يسرد حكايته مع القانون العنصري الإسرائيلي منذ لحظة الإعتقال الأولى له في بيته بمدينة رفح .
وقال الأسير المحرر أدهم سلامة في حينها كنت أنتظر في عصر كل يوم خلال مدة اعتقالي في سجن النقب الصحراوي مجموعة من الطيور التي تعودت الطيور أن تزورني في السجن حيث كانت زيارتها بلسما لي .. تعودنا أنا والطيور معا على إشارة معينة .. كنت أجمع الخبز لأطعم أصدقائي من الطيور من طعامي الخاص وكنت ألقي لها الخبزعبر أشناف باب غرفة السجن وكانت تأكل من الخبز ثم تطير لتعود ثانية عند آذان الفجر.
وأضاف أدهم كنت أناجي ربي دائما .. " يا ربي " كن مع أولادي بعدي فحسبي أنت ونعم الوكيل وارزقهم وأطعمهم كما تطعم هذه الطيور واحميهم من الشر والأذى وفرج كربتي.
كانت تلك كلمات الأسير المحرر أدهم علي حسن الحاج أحمد " سلامة " من سكان محافظة رفح والتي بدأ بها حديثه معي أثناء زيارتي لبيته لتهنئته أنذاك وذويه بحريته من سجون الإحتلال الإسرائيلي وبلدته الأصلية بيت دراس وهو من مواليد 29 / 9 / 1979م وهو متزوج وله طفلين صغيرين " لانا 8 سنوات ، وعلي 6 سنوات " وكانت قوات الإحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت أدهم بتاريخ 18 / 5 / 2004م وأفرجت عنه بتاريخ 12 / 3 / 2009م بعد أن طبق عليه الإحتلال قانونه العنصري الجديد الذي بات يعرف بقانون مقاتل غير شرعي.
أكمل أدهم اليوم دراسته الجامعية حيث كان في السنة الثالثة تخصص اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة الأزهر عندما قام الإحتلال باعتقاله من بيته في رفح خلال العملية الإرهابية التي أطلق عليها الإحتلال الإسرائيلي آنذاك اسم " قوس قزح " .
قال أدهم : دارت الأحداث في قلعة الجنوب وبوابة قطاع غزة " رفح " وكان التاريخ يوافق 18 / 5 / 2004م حيث اجتياح الإحتلال الإسرائيلي لحي تل السلطان وكانت سويعات الفجر الأولى حيث اقتحمت مجموعة من جنود جيش الإحتلال بيتنا.
وأفاد سلامة " جمعونا في الطابق الأرضي لبيتنا الذي يتكون من ثلاثة طوابق وأبقوا على بعض من أشقائي في الطابق الأخير " الثالث " وهي شقتي الخاصة مضيفا أن جنود الإحتلال قاموا بهدم مناطق من جدران الشقة وعمل فجوات لتمكنهم من إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين الآمنين حيث استطاعوا من خلالها قنص العديد من المواطنين وإصابتهم إصابات مباشرة " .
كانت جرافة الإحتلال تقوم بهدم سور البيت واقتحمت حوش البيت وقد أمضينا ثلاثة أيام في الطابق الأرضي تحت تهديد السلاح والوعيد ودون مأكل أو مشرب أو إمكانية لقضاء الحاجة وكان أبي حينها في مدينة غزة ولم يتمكن من الحضور للبيت وكنت أنا وأشقائي وزوجتي وطفلاي وبعض أقاربي أسرى لدى الإحتلال في بيتنا.
وقال أدهم : في صباح 21 / 5 / 2004م وهو اليوم الأخير لي في البيت ناداني ضابط من بينهم باسمي وكأنه يعرفني تمام المعرفة وقال لي تعال يا أدهم وبدأ الجنود بالحديث فيما بينهم ولم أفهم من لغتهم سوى كلمة " مطلوب " ثم بدؤوا بتكبيل يداي وتعصيب عيني وفي هذه اللحظات جرت نحوي ابنتي الصغيرة " لانا " مخترقة صفوفهم ولم يتجاوز عمرها حينذاك العامين وحاولت احتضاني .. في محاولة برئية من طفلتي لتحريك مشاعر الغزاة الهمجيين ولكن حتى تلك اللحظة لم يمنحوها لطفلتي الصغيرة وهذا ما يحدث في سجون الإحتلال الإسرائيلي العنصرية مع أهالي الأسرى قبل المنع من الزيارة باسم قانون شاليط العنصري ومع أطفالهم أثناء الزيارة حيث تقوم إدارة مصلحة السجون بمنع الأطفال أو آبائهم من ملامسة أصابع أطفالهم حيث قامت تلك الإدارة الفاشية بوضع ما بات يعرف لدى أهالي الأسرى بالزجاج العازل وفي تلك اللحظات كانت جنازير الجرافة الإسرائيلية وأنيابها قد التهمت الكثير من البيت ..
يقول الأسير المحرر سلامة بحسب وصفه : إن الجرافة الحربية الإسرائيلية تتكون من 3 أقسام من الداخل ولها فتحة خلفية تؤدي للداخل وفي المقدمة شاشة كمبيوتر بلون أحمر يتحكم بها قائد الجرافة وخلفه أيضا شاشة خضراء يقودها جندي ويتحكم في عملية إطلاق النار وتوجيه الرصاص والمكان الداخلي في الجرافة هو حوالي 3م × 2,50م وتتسع لقرابة 15 جندي وهي على شكل مجور ...
وأوضح أدهم : أجبروني على الجلوس على ركبتي في الجرافة حيث لازم وجهي جسر حديدي وكان من بينهم من يتحدث بالعربية وضربوني على ركبي ومفاصلي بأعقاب البنادق والعصي وبكل وحشية وعنف ومازلت حتى اليوم أعاني ..
تحركت الجرافة ولم أدري إلى أين ؟ ..
كنت بين الصحو والغياب ... معصب العينين ومكبل اليدين إلى الخلف واستقرت الجرافة بين كثبان رملية على شاطيء البحر حيث أنزلوني في حفرة وخاطبني أحدهم : " إذا ابتعرف تتشاهد على روحك اتشاهد فإننا قررنا إعدامك " .
بكيت وبكيت وبكيت ولم أكن أريد أن أموت هكذا دون مقاومة ثم سمعت صوت إطلاق نار وظننت النيران أطلقت علي ولكنها كانت حولي ...
أخذ الجنود يضحكون بشكل هستيري وأعادوني لمكاني داخل الجرافة وضربوني ثانية والجرافة تمشي وتمشي ثم حاولوا إنزالي من الجرافة ولكن لم أكن أستطيع المشي ...
أنزلوني بالقوة حيث حملني إثنان من الجنود وأركبوني في سيارة نقل بدون مقاعد وفي التاسعة صباحا كنت في سجن عسقلان وقد أدخلوني للكشف الطبي مجبرا على التعري من ملابسي وسلمت الأمانات وكانوا سألوني عن وضعي الصحي ثم أدخلوني لزنزانة معتمة لا يوجد لها شبابيك وجدرانها خشنة ولا تستطيع الإتكاء عليها فإما أن تجلس فيها القرفصاء أو تنام وظهرك للأرض وبها صنبور مياه تضغط على الزر فتأتيك المياه لمدة 10 ثوان ثم تختفي وهناك في الزنزانة دلو لقضاء الحاجة ...
تركوني هناك 5 أيام ولم أكن أعلم النهار من الليل وبالنسبة للأكل فهو سيء ولا يكفي الحاجة وأما الغطاء فهو عبارة عن فرشة وبطانية من عمر قديم وزي الشاباص " إدارة مصلحة السجون " فأنت ونصيبك فيما يتعلق بالمقاس وكانت لحظة التحقيق معي قد بدأت في اليوم السادس لإعتقالي وضمن الأدوات المستخدمة في التحقيق كان ما يسمى بالعصافير والعملاء ....
وذكر الأسير المحرر أدهم سلامة أن الضابط الإسرائيلي وخلال الحرب النفسية والباردة التي شنها يجعلك تشعر بأنك لست مطلوبا لهم وأنك سوف تعود إلى منزلك بعد انتهاء التحقيق والهدف واضح وهو محاولة محاولة انتزاع اعتراف ..
وتبدأ مرحلة العصافير من جديد كما قال الأسير المحرر سلامة بعد عمل الفيش والتشبيه وتظل من 10 إلى 15 يوما في الزنزانة ثم يقول لك بعض العصافير الساقطين أنك سوف تذهب لسجن الأسرى ومن ثم تعود لأهلك وهنا الفخ الأكبر للأسير فعند الخروج لمقابلة الضابط يلبسونك نظارة سوداء لا ترى من خلالها شيئا وإنما يقودك جندي وكأنه يقود ... ؟؟؟
ويضيف سلامة عندما تخرج من التحقيق الأولي يزيلون النظارة لترى الشمس وكأنك تراها لأول مرة ثم يتركونك تمشي في ممر لوحدك ويشير جندي لك بأن تتجه للباب فتذهب خلف الباب ظنا أنه سجن الأسرى والمعتقلين وتذهل عندما تجد العملاء والعصافير في انتظارك وهم على درجة عالية من المكر والتقنية ولديهم أساليب شيطانية حيث يوهموا الأسير أنه بين مجموعة من المناضلين ..
ويكمل الأسير المحرر أدهم سلامة : بين المحكمة وسجن عسقلان مكثت لمدة 3 شهور ثم نقلوني لسجن بئر السبع حيث كانت تحضيرات الأسرى للإضراب المركزي في كل السجون والذي بدأ بتاريخ 17 / 8 / 2004م وانتهى صبيحة يوم 2 أيلول 2004م وخرجنا من الإضراب في سجن بئر السبع إلى سجن النقب الصحراوي بتاريخ 13 / مارس / 2005م وهنا قال أدهم : " الخيام والإهمال الطبي المعيشة السيئة وحشرات البق والأفاعي " وكانت مرحلة تسلم الشاباص لسجن النقب الصحراوي بدل الجيش بتاريخ 1 / 4 / 2006م حيث كان حينها يتواجد في سجن النقب الصحراوي قرابة 3000 أسير فلسطيني بينهم 800 أسير إداري وأرادت إدارة مصلحة السجون أن تسجل لنفسها نصرا زائفا فقاموا بعملية قمع ضد الأسرى بوحدتي نحشون وميتسادا مع مكافحة الشغب والشرطة الإسرائيلية المدنية وكان من نصيب قسم ( ج 9 ) حصة الأسد وهناك 9 أقسام أخرى وفي كل قسم 120 أسير ومقابل كل أسير أمني 10 جنود صهاينة بكامل عتادهم ومعداتهم ...
كانت عملية قمع الأسرى الذين لم تسقط راية إرادتهم الفولاذية وكان الصهاينة يكبلون الأسير ويقتادونه إلى جهة مياه الصرف الصحي ويضربونه فوق المياه .
أفاد أدهم " نقلوا قسم ج9 لسجن هداريم وأمضيت هناك شهرا ونصف ثم أعادوني لسجن النقب الصحراوي في 22 / 5 / 2006م وبعد أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي شاليط والحديث عن صفقة تبادل الأسرى فقد قاموا بنقل أسرى قطاع غزة لسجن نفحة في ابريل / 2007م ثم أعادوني لسجن النقب بتاريخ 21/ 2 / 2008م .
اليوم الأخير من اعتقالي:
أكمل الأسير المحرر أدهم سلامة إفادته حينها وبكل هدوء " كان مقررا أن يتم الإفراج عني في يوم الثلاثاء 3 / 3 / 2009م وفي صبيحة السبت خرجت كالعريس من غرفة السجن وتوجهت لغرفة الحلاقة وكان الوقت تقريبا 10,30 وبعدها بقليل جاء " أبو جميل " وهو شاويش السجن وأبلغني أن هناك مندوبا من الجيش يريد مقابلتي فانتابني القلق ولكن قلقت أكثر عندما ألغى مندوب الجيش المقابلة وشاطرني القلق رفاقي وإخواني الأسرى ومضى يومان فانبسطت أساريري إذ لم أبلغ بشيء يقلقني من جديد وحمدت ربي ...
وفي مساء الإثنين أبلغني شاويش السجن بأنه سوف يطلق سراحي حيث احتفلت في ذلك المساء مع إخواني الأسرى والمعتقلين ومرة أخرى أبلغتني إدارة مصلحة السجون بنبأ الإفراج عني وكنت فرحت كثيرا ولبست ملابسي الجديدة وبوسيلة اتصال ما طلبت من عائلتي أن ينتظروني عند معبر بيت حانون .
وبعد وداعي للأسرى متمنيا لهم الحرية خرجت متلهفا لنيل حريتي ولكن قابلني ضابط عند الحافلة التي تنتظرني وسألني عن اسمي ثم قال : هناك مشكلة بخصوص اسمك وستعود للسجن .
قال أدهم : كاد يغمى علي وعدت ثانية للقسم وبعد فترة جاءت مجندة إسرائيلية برفقة ضابط وحاخام وأبلغوني أنه تم توقيفي من قبل قائد المنطقة الجنوبية وبأنني مسؤول كبير في تنظيم فلسطيني وشاطرني رفاقي أحزاني وبكى كل من هو من عائلتي كما علمت بعدها وبكى جدي " 74 عاما " وهو يتحرق شوقا وحنينا لرؤية حفيده قبل أن يفارق الحياة وفي عصر الثلاثاء أبلغتني إدارة مصلحة السجن عبر ضابط من الإستخبارات الصهيونية يدعى " بيتون " بأنني سأنقل إلى قسم مخصص للمقاتلين الغير شرعيين " بالعبرية لا باخ " وهذا القانون لم يطبق إلا على أسرى قطاع غزة .
دخلت غرفة القسم ولم يكن فيها سوى 7 أسرى ممن طبقت عليهم دولة الإحتلال الصهيوني هذا القانون الظالم والعنصري ومنهم 5 أسروا أثناء العدوان الصهيوني على غزة في 27 / 12 / 2008م وآخر جرى توقيفه لحظة الإفراج عنه وهو محمد أبو عون وهناك من بين الخمسة أسرى 3 من عائلة حمادة ... كنت في وضع صعب وحالي يرثى له ولم أكن ما هو مصيري ..
في يوم الثلاثاء 10 / 3 / 2009م بدأت مرحلة جديدة من العذاب والتعذيب النفسي وكنت أمسك بالمسبحة في يدي وأتمشى في الفورة مع أسير من آل حمادة وإذ بالشاويش يناديني .. أدهم .. أدهم .. جهز نفسك خلال دقيقة .. قيدوني من جديد وأركبوني في باص ذو مقاعد حديدية ومضى الباص حتى سجن بئر السبع ومكثت هناك حتى آذان المغرب ثم نقلوني لسجن نفحة الصحراوي " في المعبار" وهي غرفة قبل السجن المركزي وبقيت هناك بدون مأكل أو شرب ولا غطاء في البرد الشديد ثم أعادوني لسجن بئر السبع ومن ثم لسجن عسقلان ومن ثم لسجن بئر السبع وبعدها إلى سجن الرملة في غرفة رقم 6 ..
وفي ظهر يوم الأربعاء قال لي الضابط : ستذهب غدا يا أدهم إلى تل أبيب فسألت الضابط لماذا إلى تل أبيب فأجاب : بأنها تعليمات وفي تمام السادسة من صباح الخميس دخلت وحدة نحشون الصهيونية للغرفة تم تقييدي من جديد ونقلوني في سيارة J.m.c لمنطقة لم أعرفها حيث أدخلوني لمكان غريب وأحاطني قرابة 10 جنود من الصهاينة وكان يتواجد في المكان معتقلين صهاينة جنائيين كثر ...
أخذوني لمكان تحت الأرض عن طريق سرداب وكان ما يشبه السجن أو مركزا للتوقيف وأجلسوني في غرفة م×م وأبواب تفتح وتغلق بواسطة الكمبيوتر ... غرفة لا تقف فيها ولا تستطيع أن تجلس فيها أيضا ..كرسي صغير جدا بلا ظهر .. الحائط هو الظهر .. أصابتني حالة من العصبية والرعب .. شعرت أنهم يريدون أن يسلبوني كرامتي وإنسانيتي ولكن لم أحزن لأن الله عز وجل دائما معنا ولم أكن أتمالك دموعي فكانت تسترسل لوحدها وكنت قد اتخذت دموع الرجال والإرادة صديقا في هذا الضيق .. بقيت هناك 6 ساعات وفي الظهر عاد الضابط من جديد وقال ستعود إلى سجن النقب وقيدوني من جديد ثم أركبوني في باص داخله غرف صغيرة ومطلي من الداخل بالأسود ...
بقيت في علاقتي مع ربي وتذكرت الرجال الثلاثة الصالحين الذين فرج الله كربتهم وحررهم من عتمة الكهف ومن الموت وفجأة فتح الباب وكان سائق الباص الذي خاطبني قائلا : لقد جاء الآن أمر من المخابرات بالإفراج عنك " شحرور " ولم أصدق وشعرت وكأنني عدت من الموت لأحيا فأكد لي ثانية فدخلت في قلبي نسمة هدوء وراحة وإذ بضابط إسرائيل يدخل ويقول بأن هناك محاكمة تنتظرني وسنقودك للمحكمة ونزلت معه مقيدا من اليدين والقدمين ومشيت ومشيت .. 10 أمتار وإذ بسائق الباص يلحق بي ويضع يده على كتفي ويقول .. أدهم .. لقد جاء فعلا أمر بالإفراج عنك ونزلت معهم تحت الأرض في غرفة أوسع قليلا .. سألت إلى أين ؟؟ أجابوا : سنسلمك للشرطة الإسرائيلية لأنك ستعود إلى غزة وأدخلوني في السيارة حيث أجلسوني على الكرسي الوسط مقيدا وقاموا بربطي بحبل من وسطي وشدوا الحبل .. تألمت وسألت لماذا .. قالوا كي لا تهرب ..
وكان الله عز وجل معي في كل لحظة ... نجوت بحمد ربي من الموت .. ونجوت من القوانين الصهيونية العنصرية ومن قانون المقاتل الغير شرعي ... وعدت من الموت لأحيا ...........