السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين.. وحكاية مع الطليان والانجليز

نشر بتاريخ: 20/06/2012 ( آخر تحديث: 20/06/2012 الساعة: 10:08 )
بقلم: محمد مناصرة

ايطاليا بذكريات 1982، وانجلترا بذكريات وعد بلفور1917

تتجه انظار العالم الرياضي صوب اوكرانيا وبولندا اللتان تستضيفان معاً بطولة امم اوروبا 2012 احدى اقوى البطولات العالمية، وتبرز القضية الفلسطينية من خلال لقاءٍ مرتقب ما بين انجلترا وايطاليا ضمن دور الثمانية والتي من المقرر ان تجري احداثها يوم الاحد ، بعدما تخطى الفريقان الدور الاول، ، وبالرغم من حيازة منتخب اسبانيا الذي يضم نجوم برشلونة وريال مدريد احد اعرق الاندية العالمية على نصيب الاسد من المشجعين في فلسطين على وجه الخصوص، الا ان لقاء ايطاليا وانجلترا له طابع خاص على المستوى الفلسطيني، فطابع التاريخ دائما ما يطغى على ذاكرة الفلسطينيين، ودائما ما يخلط الفلسطيني بحكم العاطفة ما بين السياسة والرياضة لما تعرض له من ويلات ونكبات وحسرات، فهذا اللقاء يعيد لنا ذكريات جميلة واخرى حزينة، فمنتخب ايطاليا الحائز على بطولة كاس العالم اربع مرات اهدى لفلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية كاس العالم في عام 1982 والتي توج بلقبها في ذلك الوقت، تقديراً منهم لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي تعرض للظلم والعدوان الاسرائيلي المتواصل ودعماً له في مواجهته للعدو الغاشم وتزامناً مع المجزرة البشعة " صبرا وشتيلا" احدى مخيمات اللجوء في لبنان والتي ارتكبها الجيش الصهيوني في ذلك الوقت، ولم يكتفي الطليان بهذا، فكثيراً ما تعالت الاعلام الفلسطينية في مدرجاتها دعماً للقضية الفلسطينية، كما رفرفت الاعلام الفلسطينية حينما لعبت الاندية الايطالية امام الاندية الصهيونية، حيث رفع نادي ليفورنو الايطالي علماً فلسطينياً طوله 30 متراً حينما واجه فريق مكافي حيفا الصهيوني ضمن الدوري الاوروبي، كما رفرفت الاعلام الفلسطينية في مدرجات السانسيرو الخاص بنادي الميلان والانتر.

وعلى الجانب الاخر، يعيد لنا منتخب انجلترا ذكريات المجازر والاحتلال ووعد بلفور المشؤوم الذي اعطى لليهود الحق باقامة دولة لهم على ارض فلسطين عام 1917، فبات منتخب انجلترا المعروف بعراقته بلا مشجع فلسطيني، فالمشجع الفلسطيني فقد عاطفته تجاه منتخب كان له وقع المأسي والويلات على الشعب الفلسطيني، فهذا اللقاء ذو طابع خاص للجمهور الرياضي الفلسطيني الذي يترقب وكله امل بفوز ايطالي يثلج له جزء من صدره المليء بويلات ومأسي الماضي الانجليزي والحاضر الصهيوني.