فياض يدعو لاستثمار المخيمات الصيفية في التضامن ضد الاستيطان
نشر بتاريخ: 20/06/2012 ( آخر تحديث: 20/06/2012 الساعة: 14:46 )
رام الله- معا- دعا رئيس الوزراء د.سلام فياض إلى استثمار المخيمات الصيفية الشبابية في التضامن مع الأهالي في المناطق المهددة من الاستيطان، مشيدا بتجربتها في تعزيز المشاركة وروح الانتماء للجماعة وفي التنمية الشبابية والمجتمعية.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن المخيمات والمعسكرات الصيفية التي تُميز صيف فلسطين منذ أعوام، تُشكل مجالا ًرحباً لتنمية وترسيخ المنظومة القيميّة القائمة على الانتماء والمشاركة والتعاون، والهادفة إلى تعزيز الهوية والانتماء الوطني، وتطوير مهارات ومواهب متنوعة ومتعددة. وأشار إلى أن هذه المخيمات، التي تقوم على المزاوجة بين الترفيه والفائدة، تشهدُ إقبالاً واسعاً لما تقوم به من دورٍ أساسيّ وهام في الاستجابة لاحتياجات الأطفال والشباب الترفيهية والنفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، وتمكينهم كذلك من صقل شخصيتهم وتنميتها اجتماعياً، والنهوض بالقدرات الفكرية والإبداعية الكامنة لديهم.
جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي خصصه رئيس الوزراء هذا الأسبوع حول المخيمات والأندية الشبابية الصيفية وسبل النهوض برسالتها، وبدورها في خدمة المجتمع وتنميته، والذي أكد فيه على أن فعاليات وأنشطة هذه المخيمات تُساهم في تنمية قدرات ومهارات أطفالنا وشبابنا وتساعدهم على اكتشاف مواهبهم وتطويرها لخدمة المجتمع والوطن، وقال: "تنطلقُ في هذه الفترة أنشطة وفعاليات العديد من المخيمات والأندية الصيفية التي ميزت صيف فلسطين منذ أعوام، والتي ينخرطُ فيها الآلاف من أطفالنا وشبابنا الطلبة والطالبات بعد عامٍ دراسي طويل ومُنهك، إذ تُعد هذه المخيمات أكبر تجمعٍ للأطفال والشباب في فلسطين بعيداً عن مقاعد الدراسة، وهي لا تُساعدهم على استثمار أوقاتهم فحسب، بل تُساهم أيضا في تنمية قدراتهم ومهاراتهم المُختلفة، وتساعدهم على اكتشاف مواهبهم وتطويرها في خدمة المجتمع والوطن".
وأشار فياض إلى أن المخيمات والأندية والمعسكرات الصيفية تكتسبُ أهمية خاصةّ في مجتمعنا الفلسطيني، والذي هو مجتمع فتيّ بامتياز، إذ يُشكل نسبة الأطفال والشباب فيه حواليّ 65%، يمثلون محور وأساس العملية التربوية والتعليمية والتنمية الاجتماعية والمدنية السليمة. وأكد أن المؤسسات الرسمية والأهلية أولت اهتماماً كبيراً لإقامة مثل هذه المخيمات والمعسكرات الصيفية لرعاية الشباب والأطفال وتطوير وتنمية قدراتهم ومهارتهم، باعتبارها أداةً فاعلة للتنمية المجتمعية وترسيخ الانتماء الوطني، وتعزيز القدرة على المشاركة والانخراط في المجتمع، خاصةً في هذه المرحلة التي نحثُ فيها الخطى لتعميق الجاهزية لإقامة الدولة. وقال: "إننا في مرحلة نحتاجُ فيها إلى النهوض بكل طاقاتنا وتسخير كل إمكانياتنا في إعداد المواطن الصالح والارتقاء بالكفاءات والقيادات الشابة، وبقدرتها على تحمل المسؤولية والمشاركة في عملية البناء والتنمية الشاملة التي نحنُ بصددها".
ودعا رئيس الوزراء إلى تطوير التجربة الغنية التي قدمتها المخيمات الصيفية في فلسطين بإغنائها بالمزيد من التخصص في فعاليتها خاصةً في المناطق المُهمشة والريفية المهددة والمُتضررة من الجدار والاستيطان، وقال: "رغم أن تجربة عمل المخيمات الصيفية في فلسطين قطعت شوطاً هاماً في التنظيم والإدارة وتنوع البرامج، إلا أننا نتطلع إلى تطوير هذه التجربة والبناء عليها، وإغنائها بالمزيد من التخصص في أنشطتها، خاصةً في المناطق المُهمشة والريفية المهددة والمُتضررة من الجدار والاستيطان، سواء في مدينة القدس الشرقية، أو الأغوار، أو في مناطق خلف الجدار، كما في البلدة القديمة في الخليل وغيرها من المناطق المُحاصرة، وتلك التي يُعاني فيها أبناء وبنات شعبنا من ظلم الاحتلال وإرهاب مستوطنيه". كما أشار إلى أهمية إثراء تجربة المخيمات والمعسكرات الصيفية بالمزيد من الخبرات المتخصصة لضمان قدرة هذه المخيمات على تحقيق أهدافها التربوية والاجتماعية والوطنية، وإعداد الأطفال والشباب للمواطنة المسؤولة والصالحة، ونشر الوعي بتقاليد التضامن والتكافل الاجتماعي، وتعميم الخبرة بوسائل القيادة والمبادرة والمشاركة العامة، بالإضافة إلى أهمية تنشيط المُعسكرات الدولية لتوسيع التبادل الثقافي والشبابي والعلمي. ودعا فياض كافة المؤسسات الشبابية والمؤسسات العاملة في مجال الطفولة وقضايا التعليم اللامنهجي إلى المزيد من التعاون لإقامة معسكرات شبابية نوعية تُحقق أهداف التنمية الشبابية والاجتماعية، وتُتيح فرصاً جديدة للشباب والأطفال لتوظيف وقتهم الحر بشكلٍ ايجابيّ.
وأشاد رئيس الوزراء خلال حديثه بالدور الهام والحيوي الذي تقوم به "اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية" وبخبرتها المتراكمة للارتقاء بواقع الأطفال والشباب والطلائع وتنميتهم تربوياً وثقافياً وفكرياً ورياضياَ وفنياً في كافة محافظات الوطن.
واعتبر فياض أن البيئة المرحة والمُفيدة التي توفرها المخيمات والمعسكرات الصيفية، تُساهم في تحقيق النمو الطبيعي والسويّ لأطفالنا سيما وهم يُعانون من ممارسات الاحتلال وعنف مستوطنيه، وكذلك تعزيز روح الانتماء للجماعة والعمل والإنجاز في إطارها، وقال: " تُشكل هذه البيئة فرصةً هامة للإسهام في بناء وتأهيل قادة الغد والمستقبل. فأطفالنا وشبابنا هم ثروتنا الإستراتيجية وجزء فاعل وأساسيّ من مجتمعنا".
ودعا فياض خلال حديثه إلى تكريس بعض المخيمات الصيفية أو بعض الأيام فيها كأيام للعمل التطوعي، وقال: "في ضوء التجربة الغنية والنوعية التي قدمتها المخيمات الصيفية للشباب على مدار السنوات الماضية، فإنني أرى أهميةً خاصة لتكريس بعض المخيمات الصيفية، أو بعض الأيام فيها كأيام للعمل التطوعي، الأمر الذي يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون مع وزارة الحكم المحلي والبلديات والمجالس المحلية الأخرى والمؤسسات الأهلية العاملة في هذا المجال، وذلك بهدف تركيز أنشطتها على المساهمة في تجميل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، والعناية التطوعية بنظافتها، بالإضافة إلى القيام بالتضامن مع الأهالي الذين تتعرض منازلهم أو ممتلكاتهم لاعتداءات المستوطنين أو الهدم من قبل قوات الاحتلال".
وأشار فياض إلى أن السلطة الوطنية تسعى إلى تشجيع أنشطة وفعاليات المخيمات الصيفية بما يتوافق ويتكامل مع الأجندة الوطنية التي تضمنتها خطةُ عمل الحكومة، وقال: "إن تركيز جزء من الاهتمام في المناطق المهمشة والريفية والأكثر تضرراً من الجدار والاستيطان سيساهمُ حتماً في تطوير المسؤولية الاجتماعية لتعزيز صمود المواطنين في كافة أماكن تواجد أبناء شعبنا".
وحيا رئيس الوزراء في ختام حديثه الإذاعي الجهد الحيوي الذي يبذله العاملون والمتطوعون في المخيمات الصيفية، وتمنى للمشاركين فيها المزيد من الخبرة والرفاهية، وقال: "أشد على أيدي كافة العاملين والمتطوعين الذي يسهرون على إنجاح هذه المخيمات والنهوض بواقعها ودورها، وأتمنى لأطفالنا وشبابنا المُشاركين فيها المزيد من المعرفة والخبرة والرفاهية، حيث يُشكل ذلك كله لبنةً إضافية في بناء المستقبل الذي نتطلع إليه جميعاً".