السبت: 09/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عيسى يشارك في ندوة بعنوان "القدس في القانون الدولي"

نشر بتاريخ: 21/06/2012 ( آخر تحديث: 21/06/2012 الساعة: 15:29 )
طولكرم- معا- شارك الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى اليوم الخميس في ندوة بعنوان "القدس في القانون الدولي"، في مكتبة دار الحديث الشريف في مدينة طولكرم، عقدتها وزراة الإعلام في المحافظة وتحت رعاية محافظ طولكرم جمال سعيد، وبمشاركة كل من رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، رئيس المحكمة العليا الشرعية سماحة الشيخ يوسف ادعيس ، ومدير الأوقاف في المحافظة سليم الاشقر، ومدير دائرة الاعلام في المحافظة معتصم العموص.

وألقى الأمين العام كلمة وقف من خلالها على وضع القدس وما تتعرض له من انتهاكات واعتداءات يومية، مستعرضاً عمليت الحفر والتهويد اسفل الاقصى المبارك والبلدة القديمة، والسرطان الاستيطاني المستشري في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتداء على المقدسيين بالقتل والاعتقال والتهجير، ناهيك عن حملة تهويدية مسعورة تستهدف كل ما هو عربي في المدينة المقدسة وصبغها بمعالم وطابع يهودي غريب عنها، مؤكداً على أن القدس مدينة محتلة، حيث عمدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ احتلالها بتاريخ 5/6/1967 على تهويدها، وتعمل مع جمعيات للمستوطنين على توسيع البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس الشرقية وتهدف من خلال إنشاء المستوطنات و الحدائق و الممرات والمواقع إلى تطويق مدينة القدس وتغيير معالمها الدينية والتاريخية، وعمدت إسرائيل منذ احتلالها المدينة المقدسة في عام 1967 ايضا ممارسة كافة أشكال التهويد والاستئصال بحق المدينة وأهلها في تحد صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية.

وأضاف د. عيسى "إن تغيير سلطات الاحتلال لمدينة القدس المحتلة يهدف بالأساس إلى تغيير وضعها القانوني ليتسنى لها حاليا جعل الفلسطينيين لا يجدون ما يتفاوضون عليه و الجديد في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي المعاصر هو تبجح إسرائيل بانتهاكاتها الجسيمة علنا وبشكل مفضوح، فالقرارات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية ببناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية ناهيك عن ترحيل المواطنين المقدسيين وهدم منازلهم يعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي، فالمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 و الفقرة "د" من المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تعتبران الطرد ألقسري سواء كان فرديا أو جماعيا جريمة ضد الإنسانية، فقد نص قرارا مجلس 242 و 338 على أن مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال غير المشروع وبالتالي تنطبق عليها أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 التي تمنع وتجرم كل أعمال مصادرة الأراضي و الطرد ألقسري والاستيطان وتغيير التركيبة السكانية، وهي بالتالي تحرم وتجرم الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى.

كما وقف الأمين العام على العديد من قرارات مجلس الأمن، خاصة قرار 446 لسنة 1979 و 465 لسنة 1980 و 497 لعام 1981,و 592 لسنة 1986 فان هذه القرارات كلها تحرم الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وبالنسبة للإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتهويد مدينة القدس المحتلة فهي باطلة بموجب قرارات مجلس الأمن ومنها القرار رقم 452 لسنة 1979 والقرار رقم لسنة 1980 و القرار 478 لسنة 1980. لذا يتضح من القرارات المذكورة أعلاه أن جميعها دون استثناء تؤكد على ضرورة الحفاظ على مدينة القدس المحتلة وعدم إخضاعها للقوة المحتلة وإبقاء الحال ما هو عليه على اعتبار أن هذه القرارات ملزمة ,لكن للأسف دولة الاحتلال ضربت بها عرض الحائط ولم تلتزم بها في تحد لها مما يستدعي من مجلس الأمن الدولي استصدار قرار يفرض على دولة إسرائيل إنهاء احتلالها الطويل للأراضي الفلسطينية.

ومن جهته أدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، رئيس المحكمة العليا الشرعية سماحة الشيخ يوسف ادعيس ما تتعرض له اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من اعتداءات وانتهاكات وجرائم يومية بحق مقدساتها الاسلامية والمسيحية، مؤكداً على أن هناك مؤامرة خطيرة وحرب شاملة على المقدسات الإسلامية في فلسطين من قبل المستوطنين والتي كان اخرها حرق مسجد جبع، مشدداً أنه ورغم هذه الجرائم المتمثلة بإحراق المساجد إلا أن الآذان سيبقى مرفوعاً الى أعالي السماء، مهيباً بالمنظمات الدولية المعنية بالسلام وبحقوق الإنسان وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو أن تتابع هذه الجرائم.

كما ودعا مدير الاوقاف في مدينة طولكرم سليم الاشقر الى دعم المدينة المقدسة بكافة الاشكال، فالقدس بحاجة لدعم مالي ومعنوي واعلامي لمجابهة كافة مخططات التهويد، فالحفريات والانفاق والانتهاك اليومي لحرمة المسجد الاقصى المبارك، والاستهتار بكافة القوانين والشرعية الدولية بحاجة الى دعم عربي اسلامي دولي لانقاذ القدس من براثن المحتل.

ومن جانبه وقف مدير الاعلام في المحافظة معتصم العموص على اهمية مدينة القدس الشريف للعالم العربي والاسلامي ولكل مؤمن بالعالم، فهي مهد الديانات السماوية الثلاث، ومسرى محمد عليه السلام، وقيامة السيد المسيح، فكل حجر فيها يشع بالقدسية والعراقة، ناهيك عن تاريخها وحضارتها العريق حيث تعتبر كنز حضاري كبير.