جمهورية... محمود السرسك
نشر بتاريخ: 21/06/2012 ( آخر تحديث: 21/06/2012 الساعة: 18:53 )
بقلم : بدر مكي
أمضى عضو الجيش الجمهوري الايرلندي 64 يوما في الإضراب عن الطعام ضد الحكومة البريطانية مطالبا اعتباره أسير حرب، وقضى بوبي ساندز شهيدا في سبيل قضيته مع عدد أخر من رفاقه، حتى اجبر الحكومة البريطانية على الاعتراف بهم كأسرى حرب.
وفي فلسطين .. أمضى الأسطورة الحية القادم من مخيم رفح والقابع في غياهب الاحتلال 95 يوما مضربا عن الطعام من اجل تحقيق مطلبه ونجح محمود السرسك في فرض إرادته على الاحتلال بالإفراج عنه بعد ثلاثة أسابيع ، والموعد مع التاريخ و الحرية العاشر من شهر تموز المقبل .. ولكن محمود بقي صامدا متوقعا الشهادة ولكن الله لطف بنا وبه..
محمود .. من مواليد مخيم رفح في العام 87 ، تعرض للاعتقال قبل ثلاث سنوات على معبر" ايرز " اللعين من قبل قوات الكيان .. وكان يريد اللعب مع اقرانه في مخيم بلاطه ... ولكن الطالب الجامعي فوجئ بتحويله إلى السجن بتهمة " المقاتل غير الشرعي" ... وهي تهمة تطلقها قوات الاحتلال على أبناء قطاع غزة، وتشبه إلى حد كبير الاعتقال الإداري لأبناء الضفة .. حتى في تصنيف الاعتقال يريد الاحتلال فصلنا عن بعضنا البعض.
محمود السرسك ... لديه 12 أخا و أختا .. يلعب في المنتخب الوطني الفلسطيني .. اوجد نظرية جديدة في حل النزاعات بين الدول .. واذا اعتبرنا محمود يمثل جمهورية او دولة في هذا الزمن العربي الرديء .. فنستطيع القول .. ان احد طرق حل النزاعات بين جمهورية السرسك الفلسطيني والكيان العبري .. هي مفهوم الإضراب عن الطعام .. بعد ان كانت سبل حل النزاعات .. المفاوضات ، المساعي الحميدة ، الوساطة ، التحقيق ، التوفيق... هكذا درسنا في جامعة بيرزيت .. ويبدو أن النظرية الجديدة في حل النزاعات المتعلقة بهذا الفلسطيني القادم من الداخل الفلسطيني، وتعرض لإرهاصات نكبة العام 48، يبدو أن تلك النظرية ستأخذ طريقها إلى الأبحاث و الدراسات التي يقوم بها طلبة الجامعات في العالم ... وهو الذي أوقف العالم على قدميه خشية استشهاده في إضرابه عن الطعام .. ونال تأييدا من عديد دول العالم و الاتحادات الدولية الرياضية.
ابن مخيم رفح الصامد .. أصبح عنوانا للانعتاق الفلسطيني من الاحتلال البغيض .. وهذا النموذج من القوم الجبارين..
يجعل شعبنا على مرمى حجر من رحيل الاحتلال .. وماذا .. لو تحول شعبنا جميعا الى مجموعة من المحاميد .. من ال السرسك.. الذين أنجبوا رجلا فريدا من نوعه .. ترى هل يبقى الاحتلال بين ظهرانينا .. !!
السرسك .. ايقظ في صدورنا .. مكنونات كانت كامنة .. وتحتاج الى ثورة غضب عارمة .. فجرها اللاعب الذي عشق الكرة .
وقدم نموذجا لما يكابده هو و زملاؤه جراء ممارسات الاحتلال تجاه الحركة الرياضية .. والرافض لحرية تنقل لاعبينا بحرية.