السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من أجل وقف الاقتتال الداخلي: هذا قلبي يا أخي.. فصوب رصاصك الى قلبي.. فانت قاتل وطنك!!

نشر بتاريخ: 11/01/2007 ( آخر تحديث: 11/01/2007 الساعة: 12:14 )
خان يونس- معا- ابراهيم قنن- في وسط مدينة غزة، الملتهبة بنار الفتنة الداخلية، وتحت تمثال الجندي المجهول الذي يلوح بعلامة النصر باتجاة القدس الشريف، ممتشقاً سلاحة مطالباً الفصائل الفلسطينية بضروة المحافظة على طهر السلاح وشرف البندقية التي فقدت بوصلتها الحقيقة, كتب شعار موجة لكل فلسطيني "هذا قلبي يا اخي.. فصوب رصاصك الى قلبي.. فانت قاتل وطنك", في الوقت الذي تجمع العشرات من الموطنين الفلسطينيين، الذين توحدوا حول فكرة محاربة الفلتان الامني وعمليات القتل الدامية، للاطفال، والرجال والنساء وترويع الامنين في الشوارع والمنازل.

لم يكن لهولاء المواطنين أي هدف أو مكاسب مادية يحققونها سوى اعادة الوحدة الى الشعب الفلسطيني، واعادة التلاحم الوطني، ووقف عمليات الاغتيال السياسي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تخرج الشعب الفلسطيني من المأزق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

هؤلاء المواطنون لم يكونوا مواطنين عاديين بل كانوا قادة فصائل واكاديمين وصحافيين وباحثين وطلاب ومهندسين وافراد من عائلات ضحايا الفلتان الامني المستعر في غزة، وغيرهم الكثير.

مريم ابو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والتي كانت حاضرة بقوة في خيمة الاعتصام والاضراب المفتوح عن الطعام في ساحة الجندي المجهول، قالت إن الهدف من هذه الحملة هو وقف الاقتتال الداخلي والفلتان الامني وتشكيل جبهة موحدة للقضاء على كافة الفوضى من أجل صيانة الدم الفلسطيني، وتدعيم روح المحبة والتأخي تحت ظل العلم الفلسطيني، بعيداً عن اعلام الفئوية والحزبية، لان فلسطين هي ملك للجميع والعلم الفلسطيني هو المظلة الحقيقة لكل الفلسطينيين باختلاف توجهاتهم وانتمائاتهم.

وقالت ابو دقة لقد تناسي المقتتلون في الشوارع، قضايا هامة ومصيرية مثل حق العودة والقدس والجدار العازل، وبناء المستوطنات، امام الصراع على مصالح فئوية وحزبية ضيقة.

وتساءلت ابو دقة اين دور الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي من كل الذي يجري من اقتتال وفلتان امني غير مسبوق؟! داعية اياهم لضرورة العمل الدؤوب من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على فك الحصار عن الشعب الفلسطيني.

وأكدت ابو دقة, على ضرورة حرمة الدم الفلسطيني، الذي يستباح جهاراً نهاراً، في الوقت الي تقوم به اسرائيل بارتكاب مجازر بشعة وعمليات اغتيال واقتحام للمدن في الضفة الغربية.

وأكدت ابو دقة على نيتهم لتشكيل دروع بشرية للضغط على كافة الاطراف من خلال تشكيل راي عام موحد من كافة الشرفاء والمخلصين والحرصين على القضية افلسطينية، من أجل وقف حمام الدم في غزة والضفة، والمحافظة على الانجازات الوطنية التي تحققت بدماء الشهداء العظام أمثال ياسر عرفات، وابو علي مصطفى، واحمد ياسين وابو جهاد والرنتيسي والشقاقي وغيرهم الذين قدموا لفلسطين الكثير.

من جانبة حدد الدكتور والمحلل السياسي اسعد ابو شرخ، أهداف الحملة التي جاءت تحت عنوان "جسر التواصل والمحبة.. من اجل غد مشرق ووقف الاقتتال والحفاظ على السلاح الفلسطيني", قائلاً إن مجموعة من المثقفين والاكاديمين والصحافيين والمهتمين قد تداعت بعد حالة الاقتتال والفلتان الامني، وضياع المجتمع وضرب المنظمومة القيمية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تدهور الحالة الامنية، بهدف التنديد بكل من يساهم في عمليات الاقتتال وتوتير الساحة الفلسطينية من خلال التصريحات الصحافية التي لاتخدم المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.

وحدد ابو شرخ اهداف الحملة بالمطالبة بوقف الحملات الاعلامية والتراشق الاعلامي بين مختلف الفصائل, وسحب جميع المسلحين من الشوارع ونشر قوى الشرطة الفلسطينية فقط, والمطالبة بسيادة القانون وفرض النظام والمحافظة على ارواح المواطنين, ومطالبة السلطات الثلاث الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي للاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها جميع التنظيمات والشخصيات الوطنية ذو الكفاءة والخبرة والنزاهة بناءً على وثيقة الوفاق الوطني التي اجمع عليها الجميع، وذلك من اجل وقف حالة الإقتتال الداخلي والانتباه الى القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني.

وأوضح الصحفي والكاتب موفق مطر أن ما دفعة للمشاركة في هذا الاعتصام هو الاحساس بان الإنسان الفلسطيني يتعرض لتدمير ذاتي، وتدمير وتفتيت للقيم الاخلاقية والانسانية، ومسح عناصر الشخصية الوطنية، والغاء وافناء الضمير الانساني لديه، مضيفاً أن القضية الفلسطينية والتحرر الوطني باتت مهددة, وعمليات الاقتتال والفلتان الامني والتناحر ساهمت بشكل فعال في التدهور الامني والاخلاقي والقيمي لشرائح المجتمع المختلفة.

وقال مطر:" ان توافد العشرات من المواطنين على مختلف اعمارهم وتعدد ثقافتهم هو رسالة واضحة للمعنيين في الرئاسة والحكومة بضروة التحرك الفوري والعاجل لوقف النزيف الدموي بين الاشقاء ووقف عمليات الاغتيال السياسي وقتل الاطفال والنساء في الشوارع".

وأضاف مخاطباً كل فلسطيني يحمل سلاحاً يريد ممارسة القتل والفلتان "هذا قلبي يا اخي.. فصوب رصاصك الى قلبي.. فانت قاتل وطنك" مضيفاً "نقول للجميع نحن معكم اذا اردتم ان تجسدوا الوحدة الوطنية الحقيقة، وان تقدموا كل ما هو خير لشعبكم وابناء امتكم واياكم أن تبقوا مختلفين لانكم لن تجدوا شعباً تحكمونة، لان العربة تنحدر وتكاد أن تصل الى الهاوية.. فانتبهوا اين انتم سائرون!!".