المطران عطاالله حنا: جراح سوريا لن تندمل إلا بلغة المحبة والاخوة
نشر بتاريخ: 22/06/2012 ( آخر تحديث: 22/06/2012 الساعة: 15:28 )
القدس –معا- اعتصم اليوم العشرات من ابناء المدينة المقدسة في باحة كنيسة القيامة في القدس القديمة وذلك تضامنا مع القطر العربي السوري وللمطالبة بوقف العنف ونزيف الدم لكي تسود لغة الحوار والسلام والمحبة بين ابناء الشعب السوري الواحد.
وفي كلمته التي القاها امام المشاركين قال سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس : باننا نجتمع هنا في هذا المكان المقدس للتضامن مع سوريا التي تمر بمحنة وظروف صعبه وهي التي قدمت لفلسطين وما زالت تقدم الشيء الكثير ، اننا نشعر بالحزن والالم على كل قطرة دم تسيل هناك ، فصلواتنا اليوم هي من اجل الشهداء ومن اجل ذويهم لكي يعزيهم الرب الاله في مصابهم الجلل.
انني نعزي سوريا بشهدائها المدنين والعسكريين.
لقد اضحى واضحا للعيان بان ما يحدث اليوم في سوريا ليس قضية نظام او معارضة وليس قضية ديمقراطية او اصلاح وانما هي مؤامرة خطيرة هادفة لتخريب الدولة السورية بكافة مؤسساتها وعراقتها وتاريخها.
ان خراب سوريا هو خراب للامة العربية وخاصة لفلسطين ، وبالرغم من كل هذه الجراح والمعاناة فلن نفقد الامل بامكانية حل سلمي وطني للازمة السورية.
ان ما يحدث في سوريا لا يمكن ان يحل إلا بواسطة الحوار وبدون الحوار الوطني الجاد فالكل خاسرون.
اننا نخاطب اخوتنا السوريين انطلاقا من محبتنا لهم ، فنقول لمن يجب ان يعرف ولمن يجب ان يسمع : دعوا الضغينة والحقد جانبا وجنبوا بلادكم الكوارث التي لن يستفيد منها إلا اعداء الامة ، فالعنف يولد العنف والقتل يولد القتل والكراهية تولد الكراهية.
فليتوقف القتل والعنف لكي تسود لغة الحوار أذ ان سوريا لن تخرج من ازمتها إلا بالحوار الجاد بين كافة الاطياف الوطنية وخروج سوريا من ازمتها ومن محنتها هو انتصار لها ولكل الامة العربية.
اقول للسوريين : لا تستسلموا للمؤامرة ولا تستسلموا لمخطط تفكيكم وشرذمتكم واضعافكم ، لا تستسلموا للخطاب الطائفي المقيت الذي هو غريب عن ثقافتكم وعن هويتنكم القومية والوطنية. فسوريا بلد السلام والمحبة والوئام ويجب ان تبقى هكذا ولا يجوز ان يسمح للاعداء بان يحققوا مآربهم بحق سوريا.
ان سوريا بلد نحبه ، فعلاقتنا بهذا القطر العربي الشقيق هي علاقة روحية وقومية في آن وما يحدث في سوريا وبحق سوريا من تآمر ممنهج غير مسبوق هو ليس شأنا سوريا فحسب وانما هو شأن كل عربي حريص على وحدة هذه الامة.
سوريا قادرة على معالجة جراحها بحكمة ووحدة قيادتها وشعبها ووطنيته الصادقة.
هذه الجراح لن تندمل إلا بلغة المحبة والاخوة تحت سقف الوطن السوري الواحد.