فلسطين تستعد لاستقبال أبنائها المغتربين القادمين من من 3 قارات
نشر بتاريخ: 23/06/2012 ( آخر تحديث: 23/06/2012 الساعة: 20:45 )
بيت لحم- معا- أعلنت مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية أنها في طور التحضيرات والاستعدادات النهائية لاستقبال وفد إعرف تراثك من الشباب الفلسطيني المغترب للعام الحالي 2012، حيث أن الوفد والذي يتكون من 40 شاب وشابة من ذوي الأصول الفلسطينية الممتدة لأكثر من 22 مدينة وقرية فلسطينية والقادمون من ثلاثة قارات وخمسة دول؛ الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، استراليا، فرنسا وبريطانيا سيحضنون وطنهم الأم فلسطين لأول مرة في إطار مشاركتهم الغنية في مشروع إعرف تراثك الوطني والذي تنظمه مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية بالشراكة مع بنك فلسطين، وشركة اتحاد المقاولين ومجموعة الاتصالات وبنك القدس وشركة المشروبات الوطنية والمؤسسة الاسترالية من أجل أطفال فلسطين"أوليف كيدز"، مؤسسة فلسطين الدولية وغيرها من المؤسسات.
وفي هذا السياق قال السيد راتب ربيع رئيس المؤسسة وعضو المجلس ا لاستشاري لمشروع إعرف تراثك بأن وفد الشباب المغترب للعام 2012 هو امتداد ونمو لثمار تم زرعها يوم انطلقت فكرة مشروع إعرف تراثك في العام الماضي مشيراً إلى مدى أهمية هذا المشروع الوطني في خلق جسور التواصل ما بين أبناء فلسطين في المهجر ووطنهم الأم فلسطين، مؤكداً أن هذا المشروع يوفر فرصة فريدة وغنية للشباب المغترب لمعرفة وطنهم وتركيبته الثقافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية وبالتالي كسر الصورة النمطية والضبابية والتي رسمت في عقولهم نتيجة البعد وفقدان التواصل الحقيقي والفعال مع جذورهم الفلسطينية وبالتالي فإن المشروع سيؤهل هؤلاء الشباب القادمين من ثلاثة قارات لأن يكونوا سفراء لفلسطين في دولهم. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المشروع سيفتح الأبواب أمام الشباب المغترب للتواصل مع فلسطين ومؤسساتها وشبابها على كافة الأصعدة من خلال مشروع التطوع والتدريب المهني الخاص بمشروع إعرف تراثك مؤكداً ربيع أيضاً على أن مدى وحجم تطور المشروع منذ انطلاقه العام الماضي إلى الآن هو بفضل دعم شركاء المشروع المتواصل وبفضل انتماء أبناء فلسطين ومؤسساتها في الوطن وفي المهجر لإحياء آواصر العلاقة والارتباط فيما بينهم متحدين بروح فلسطينية وذوي دوافع صادقة ليكونوا مجتمعين ومتحدين من أجل فلسطين ومستقبلها ونموها وتطورها، وبالرغم من واقع الاحتلال وما يفرضه من تحديات.
ومن الجدير ذكره أن وفد إعرف تراثك قبيل زيارته لفلسطين سيقوم بزيارة المملكة الأردنية الهاشمية ليلتقي خلالها مع الشباب الأردني ذوي الأصول الفلسطينية بالإضافة إلى زيارته للأماكن التاريخية والتراثية والدينية، حيث أن المشروع في الأردن يتم بالتعاون مع العديد من المؤسسات أبرزها مؤسسة فلسطين الدولية، مؤسسة كاريتاس الأردن. وفي إطار زيارة الوفد للأردن أشار د. أسعد عبد الرحمن عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة فلسطين الدولية أن دور مؤسسته في هذا المشروع له بعده الاستراتيجي كون أن التواجد للشباب الفلسطيني في الشتات يجب أن يؤول ليكون تواجداً فعالاً من أجل فلسطين معتبراً مشروع إعرف تراثك هو بوابة الشباب المغترب لفلسطين.
وفي تصريح خاص قال السيد هاشم الشوا رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك فلسطين عن رؤية بنك فلسطين في دعم وبناء وتقوية هذا المشروع الوطني والذي يشكل حلم كل فلسطيني والذي وصفه بحلم "لم شمل"، حيث أكد الشوا أن سياسة البنك تأتي في إطار رؤية شمولية داعمة لأهمية التواصل مع فلسطينيي الاغتراب والذي يشكل تعدادهم أكثر من 5.5 مليون نسمة مشيراً إلى ضرورة الاستثمار في هذا التواجد الفلسطيني وخلق المبادرات الحقيقية لربطهم مع فلسطين على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي أيضاً، ومن هنا أشار الشوا إلى دائرة المغتربين التي اسسها البنك في مطلع العام 2011 جاءت لتشجيع الفلسطينيين المغتربين للاستثمار في فلسطين، وخلق فرص العمل فيها معرباً عن قناعته التامة بأن فلسطينيي الاغتراب لا يمكن استثنائهم من عملية بناء الدولة الفلسطينية فهم كنزُ حقيقي ومن واجبنا الاستثمار فيه وإعادة الروابط معهم لرسم مستقبل وواقع أفضل لفلسطين وأبنائها أينما كانوا.
وفي إطار التحضيرات لزيارة الوفد أكد م. أنطوني حبش المدير الإقليمي لمؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية أن الترتيبات لزيارة الوفد والذي يترأسه السيد راتب ربيع رئيس المؤسسة والمقررة أن تكون من الـ 7 لغاية الـ20 من حزيران تتم بالتعاون والشراكة مع أكثر من 60 مؤسسة شبابية وحكومية ومدنية واقتصادية؛ حيث أن هذا المشروع في بعده الوطني لا يمكن أن يأخذ حيزه الحقيقي ما لم تتآلف وتتعاضد هذه المؤسسات في دعمه والمشاركة في إنجاحه، مشيراً إلى أن برنامج الوفد يتضمن اللقاءات والجولات التعليمية والتثقيفية بالواقع الفلسطيني على كافة الأصعدة والأوجه سواء كانت ثقافية، أو تراثية أو سياسية أو اقتصادية بالإضافة إلى مشاركة العديد من العائلات الفلسطينية في استضافة أعضاء الوفد في منازلهم كونهم أهل هذه الدار التي مهما ابتعدوا عنها فإن أبوابها ستبقى مفتوحة أمامهم في أي وقت. كما واشار م. أنطوني حبش على أن الوفد والذي تمتد جذورهم من مختلف المناطق والقرى الفلسطينية سيقوم بزيارات ميدانية ولقاءات مع الشباب وممثلي المؤسسات من مختلف مدن وقرى أريحا، بيت لحم، الخليل، القدس، رام الله، نابلس، الناصرة، حيفا وعكا. و بعدٍ آخر أشار حبش إلى أثر هذا المشروع في دفع عجلة ووتيرة التواصل مع فلسطين حيث أن فلسفة المشروع والمنفذ من قبل مؤسسة الأراضي المقدسة قائمة على أساس المشاركة وتأسيس شراكات حقيقية واستراتيجية مع المؤسسات والجاليات الفلسطينية في سائر دول الاغتراب ومن أبرز هذه الشراكات والتي انبثقت عن العام الماضي هي الشراكة مع المؤسسة الإسترالية من أجل أطفال فلسطين من استراليا، ومؤسسة فلسطين الدولية في الأردن، والعديد من المؤسسات في دول أخرى والتي يجري العمل معها في الفترة الحالية للإنضمام والشراكة في هذا المشروع الوطني.
وفي إطار آخر أكد السيد سليم الهودلي مدير دائرة المغتربين في بنك فلسطين أن شراكة بنك فلسطين في هذا المشروع لم تكن نابعة من التزام البنك الدائم بمسؤوليته الاجتماعية فقط بل أيضاً برؤيته لأهمية دعم هذا المشروع والذي أحيا جسور التواصل ما بين أبناء فلسطين في الوطن والمهجر؛ مؤكداً على بعدٍ استراتيجي في هذا المشروع كونه لا يسعى فقط لتعريف الشباب الفلسطيني بجذوره وأصوله وتاريخة، بل أيضاً يهدف إلى ربطهم في مستقبل فلسطين حيث أن هذه الزيارة ستفتح أمامهم الآفاق لاكتشاف الفرص الحقيقة للاستثمار والتنمية في فلسطين، وبالتالي تحفيزهم ودعوتهم ليكونوا جزأ لا يتجزأ من بناء مستقبل وطنهم وسيعيه نحو التطور والتقدم والحرية.
هذا وقد أكد شركاء المشروع على أن مشروع إعرف تراثك تجاوز الحدود والقارات ليجمع أبناء فلسطين حول طاولة الوحدة والتراث والثقافة والتطور من أجل فلسطين وأبنائها، هذا يأتي إنطلاقاً من إيمانٍ عميق بمسؤوليات ودور كل فلسطيني في بناء فلسطين الدولة والإنسان؛ داعين بذلك الجميع ليكونوا شركاء في هذا المشروع الوطني؛ كلنا الوطن؛ "كلنا فلسطين، أينما كُنّا ومهما بُعدّنا".