الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنتدى التنويري ينظم جلسة ثقافية في نابلس

نشر بتاريخ: 24/06/2012 ( آخر تحديث: 24/06/2012 الساعة: 09:55 )
نابلس- معا- نّظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) بالتعاون مع بلدية نابلس جلسة ثقافية بعنوان: (قضية الاسرى: ماذا بعد الاضراب ). تحدث فيها كل من؛ خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي، ود. يوسف عبد الحق، المنسق الثقافي في المنتدى والمحرر حديثا من الاعتقال الاداري.

وأدار الجلسة المحامي فضل عسقلان منسق العلاقات العامة في المنتدى.

المهندس زياد عميره رئس مجلس الادارة في المنتدى التنويري تحدث بكلمة مقتضة عن الدور الثقافي المميز الذي يقوم به المنتدى التنويري من خلال الجلسات الثقافية المتنوعة، ثم تطرق الى أهمية قضية الاسرى باعتبارها قضية وطنية بامتياز، معتبرها القضية الاسمى في مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني كونها ترتبط بقضية تحرر الارض والانسان معا.

المتحدث الرئيس خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي،اعتبرت اضراب الاسرى، بطولي، انتهى بانتصار الاسرى على الجلاد، وانتهى بخلق حالة جماهيرية غير عادية اعادت اللحمة لحراك شعبي فلسطيني في كل أجزاء الوطن، سواء في الضفة، وغزة وفلسطيني الداخل 1948 والشتات. وحرك الوجدان الشعبي على المستوى العربي والعالمي.

واعتبرت النائبة جرار ما أنجز هام جدا، مكثفة ذلك على لسان الرفيق أحمد سعدات لزوجه وقت الزياره " الاسرى يشعرون بنشوة الانتصار وقد حققوا هدفا طال انتظاره، والحركة الاسيرة انتصرت بارادتها على صلف السجان".

وذكرت أن الغاء العزل السياسي في مقدمة الانجازات لما له من أهمية على نفسية الاسير.حيث ارتأت أن مضمون سياسة العزل ترمي الى قتل الاسير حيا، فتجرده من أدميته بقطع تواصله الاجتماعي وعزله عن محيطه، فلا يستطيع التفاعل الا مع الاسمنت المسلح، ولا يستطيع الحديث الا مع الذات، ولا يقدر على التواصل مع الخارج لحرمانه من وسائل الاتصال، والزمن يغدو زمنا موازيا لا يقاس بالدقائق والساعات، بل بوحدات خاصة يتهيئها الاسير كعدد النتوءات المدببه على جدران الزنزانه، مثلا. فالعزل يعتبر أقسى أنواع العقوبات الاانسانية والا قانونية في الاعراف الدولية . مضيفة المتحدثة أن الاسير محمود عيسى صرح: "عندما خرجت من العزل كأني خرجت من السجن! ".

ثم تطرقت جرار الى زيارة الاهالي التي لم تصل تصاريحها بعد، باستثناء تصاريح الاطفال، أما في غزة لم تستأنف الاجراءات في استصدار التصاريح، وخلق أعذار من ادارة مصلحة السجون والمخابرات، ولم يكن آخرها حجة التصعيد الامني في غزة.

وفيما يخص قانون شاليط، قالت: هناك تملص أيضا من المخابرات عن ما تم الاتفاق عليه بين مصلحة السجون والاسرى بحجة " أنكم فهمتم قصدنا خطاً " وتعهد الشاباك بتسهيل عمل اللجنة .

وأضافت عند سماعها خبر تجديد الاعتقال الاداري للمعتقل حسن الصفدي: ان هذا الخبر هو خرق خطير للاتفاق كون ادارة مصلحة السجون وافقت على اطلاق سراح كل المعتقلين الاداريين الذين كانوا في المستشفى .. وان اعلان المناضل حسن الصفدي على اضرابه عن الطعام هو شيئ خطير أيضا لأن وضعه الصحي صعب للغايه...

وقالت: إن تدويل ملف الاسرى مهم جداً يجب أن تسبقه خطوات تمهديه ذات صله بالموضوع السياسي والحركة الاسيرة ... ملف الاسرى يجب أن يطرح على المحافل السياسية الدولية وخاصة مجلس الامن، لكن بعيدا عن هيئة الامم والجمعية العمومية.

المتحدث الرئيس الآخر في الجلسة كان د. يوسف عبد الحق الذي تم اطلاق سراحه حديثا من المعتقل الاداري .. حيث حيا الاسرى البواسل على اضرابهم البطولي وأفصح عن انطباعاته الخاصة التي كوّنها في 6 شهور، هي فترة اعتقاله الاداري، وهي انطباعات لا زالت تترك أثرا عميقا على نفوس المعتقلين ذاكرا منها .

بداية الاعتقال، فذكر المتحدث " منذ اعتقال المعتقل يتم ضربه بقسوة ما بعدها قسوة، دون رقيب أو حسيب قبل دخوله مرحلة التحقيق ودون توجيه أي سؤال" مستشهدا بما قاله له طفل أسير عمره 13 عاما: " لم أجلس في المعتقل ساعة دون ضرب! ".

وأشار عبد الحق أما في فترة التحقيق،قال: فقد أكد لي بعض الاسرى، أنهم لا زالوا يتعرضون للتعذيب، فبعضهم قُيدوا بسرير حديدي لفترات طويله تزيد عن 20 ساعة، القيود كانت ُتفك فقط عند قضاء الحاجة.

وتطرق الى التطاول على الكرامة الانسانية وعلى كل شيئ مقدس للأسير من خلال الاهانات المتواصلة، كالسباب والشتم، التي يطال الفلسطيني الكبير قبل الصغير، والمتعلم قبل الامي.

ومن انطباعات المتحدث أن المحاكم سواء أكانت صورية أم للمعتقلين الاداريين، فالاحكام موجودة مسبقا من قبل المخابرات باساليب قمعية رادعة ليس لها علاقة لا بالقانون ولا بالانسانية. موردا المتحدث قصة شبل من بيت أمر يقطن قرب مستوطنه سكانها قلما لم يوجهوا التهديد والوعيد والشتم لجيرانهم، ولم يبخلوا عليه شخصيا وأهله بالعربدة والتطاول والاهانات، وذات مرة، لمجرد الدفاع عن نفسه كان سببا كافيا لاقتياده للسجن.

وخلص المحاضر عبد الحق الى أن قضية الاسرى هي قضية الأرض والإنسان، متساءلا: ما قيمة الارض بدون انسان؟! وما قيمة الانسان بدون أرض، علينا أن لا تغفل أعيننا لا عن الارض ولا عن الانسان، فهما قضية واحدة، مقدسة، ومهمة جدا ، لذا يجب أن ُتبحث قضية الاسرى على أعلى مستوى فلسطيني.

ورأى عبد الحق في الاتفاق أننا كشعب واسرى أنجزنا انجازا يجب عدم التراجع عنه، وأن خروقات المحتل باتت منهجا واضحا، لذلك علينا كفلسطينيين أرشفة كل الخروقات وعرضها على الوسيط المصري والدولي وتعريتها أمام العالم.

وتساءل د. عبد الحق، هل يمكن أن يعامل المحتل الفلسطيني كأسير حرب؟ أجاب : هذا طموح للشعب الفلسطيني والحركة الاسيرة وهو طموح استراتيتيجي، هو طموحاً ليس صعب المنال اذا ما تبنى الشعب الفلسطيني خطة عمل محكمة ومتكاملة مع المحامين والمؤسسات ووزارة شؤون الاسرى وأصدقاءنا في الخارج وكل المعنيين في ملف الاسرى في تبني استراتيجية على اعتبار الاسرى أسرى حرب، ما دون ذلك سوف تخرق كل الاتفاقيات ويضيع كل الجهد والتضحيات في مهب الريح.

في المداخلات المتعددة للحضور، كان شبه الاجماع على أن الانجازات لم تك بمستوى التضحيات وخاصة أن 8 مضربين وهبوا حيواتهم طواعية فداء للحركة الاسيرة والكرامة الفلسطينية وكسروا الارقام القياسية في عدد أيام الاضراب، وآخرين رأووا تراخي الموقف الرسمي وتآخره سواء في نصب الخيم، أو التعميم للسفراء للخارج الذين لم يكن أداءهم بمستوى الحدث، أو في ارسال رسائل في اقناع المضربين في التخلي عن الاضراب في الوقت الذي لبس برلمانيون ملابس كرة القدم وأخذوا يلعبون الكرة في الشارع تعبيرا عن تضامنهم مع الاسير السرسك.

بعض الحضور اعتبر الكل مقصر، ولكن كيف نخدم قضية الاسرى في المستقبل، وخاصة أن قضية الاسرى قضية توحد ولا تفرق، ولكل دوره في عمل جماعي موحد مخطط ومتطور.

البعض أثار شكوكه في أن الاتفاق لم تكتب بنوده على الورق، وطالبوا القيادة بالاتصال في الوسيط المصري والدولي للتأكد من ذلك، لكن سواء أكان الاتفاق مكتوبا أم شفاهية مع المحتل على الشعب الفلسطيني حماية الاتفاق سواء أكان رسميا أم شعبيا مشددين على الموقف الرسمي في مخاطبة العالم.