الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجامعة الأمريكية في بيروت تمنح الدكتوراة الفخرية لمنيب المصري

نشر بتاريخ: 24/06/2012 ( آخر تحديث: 24/06/2012 الساعة: 10:33 )
بيروت- معا- منحت الجامعة الأمريكية في بيروت شهادة الدكتوراه الفخرية لـ منيب رشيد المصري، وبحسب شهادة التكريم فقد جاء ذلك على خلفية العمل الدؤوب الذي يقوم به في سبيل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة، والنهوض بالمشروع الوطني، والحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، وخدمته لقضية شعبه، وتوظيف كل علاقاته من اجل النهوض بالواقع الفلسطيني اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. فهو عضو المجلس المركزي الفلسطيني، ووزير دولة للمال والاعمار في أول حكومة فلسطينية تم تشكيلها بعد إقامة السلطة الفلسطينية، ووزير سابق في المملكة الأردنية الهاشمية، ومؤسس ورئيس منتدى فلسطين، ورئيس سكرتاريا التجمع الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى ترأسه مجلس إدارة شركة باديكو القابضة وهي اكبر شركة للقطاع الخاص في فلسطين.

وبحسب شهادة التكريم أيضا، فإن المصري له مساهمات متميزة في مجالات عديدة وبخاصة النهوض بواقع التعليم، والثقافة، والرعاية الصحية، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه المبادرات استفاد منها مئات الأشخاص والمؤسسات ليس فقط من أبناء شعبه، وإنما أيضا في الكثير من دول العالم، فقد خرج المصري من الوطني إلى الفضاء العالمي، خدمة للإنسانية.

وقال منيب رشيد المصري، وهو عضو مدى الحياة في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت، في الكلمة التي ألقاها في هذا الحفل بأنه كان لديه حلمان، "الأول تحقق وهو تكريمي من قبل هذه الجامعة العريقة والمميزة في كل المجالات، وحلم آخر أنا مؤمن بأنه سيتحقق هو أن أرى فلسطين حرة مستقلة، ديمقراطية تتسع لجميع أبنائها".

وأضاف "أنه لشرف كبير لي أن أكون من بين قائمة الأشخاص المميزين الذين كرمتهم هذه الجامعة على مدى تاريخها الطويل الحافل بالعطاء والتميز على مستوى العالم، وهذه المناسبة هي فرصة لي أن أنقل لكم ما تعانيه فلسطين من احتلال طال أمده، وهو آخر احتلال، ولا يمكن لهذا الاحتلال الظالم أن يستمر في تدمير الأمل في السلام، وفي قتل روح المحبة. علينا أن نعمل ونناضل من أجل المستقبل، ومن اجل الحرية، ومن أجل الأجيال القادمة، وهذا ما أقوم به منذ أكثر من أربعين عاما، وسأواصل حتى تحقيق الحلم، واستلهم الإصرار والعزيمة من شخص تشرفت بصداقته وهو المناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا الذي وهب حياته من اجل شعبه وقضيته، ومن أقواله في إحدى المناسبات "لقد كرست حياتي في النضال من أجل العدالة والحرية والمساواة، ومن اجل أن يتمتع أطفالنا وشبابنا بحياة كريمة وآمنه،...، التعليم هو بداية هامة لجميع الناس في سعيهم لتحقيق الذات، وإطلاق الإمكانيات الإنتاجية والإبداعية لديهم". علينا أن نهتدي بهده التجربة لرجل استثنائي خاض تجربة استثنائية".

وقال المصري بأن مدينة المحبة والسلام، مدينة القدس تتعرض لأبشع أنواع الممارسات الاحتلالية الهادفة إلى طمس معالمها المسيحية والإسلامية، وطرد سكانها منها، واستهداف الفلسطينيين المسيحيين بشكل خاص، كذلالحال في جميع المناطق المحتلة، وما يثير الدهشة بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتصرف وكأنها دولة فوق القانون دون رقيب أو حسيب. علينا أن نحمي القدس ونحافظ عليها كمدينة محبة وسلام، وندعم صمود أهلها وهذه مسؤولية جماعية يشترك فيها جميع الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات، وأيضا نحن بحاجة ماسة إلى الدعم العربي في هذا المجال.

وأضاف المصري في كلمته بأن العمل من اجل مستقبل الأجيال القادمة هو غايتنا، يجب علينا أن نبقي الأمل في نفوس شبابنا بمنحهم الأمن والسلام وتشجيع مبادراتهم الخلاقة، وهنا اعبر عن سعادتي بوجود حفيدي منيب بيننا بعد رحلة علاج طويلة من رصاصة حقد إسرائيلية أصابته في العام الماضي حيث كان يشارك مع زملائه من هذه الجامعة بمسيرة العودة نحو فلسطين بمناسبة ذكرى النكبة في مارون الراس، هذا الشاب الذي يجسد روح المسؤولية والحماس والتضحية من أجل فلسطين التي أراها في جيل الشباب الذي لا ينسى وطنه، فرغم كل ما أصابه لا زال يقول "لو قدر لي أن أعيد هذه التجربة لما ترددت لحظة ففلسطين تستحق، وأنا لست وحدي". ووجه المصري بعدها الكلام للإسرائيليين، وسط هتافات وتصفيق حار لفلسطين، قائلا "هذا يثبت خطأ وعدمية المقولة التي يؤمن بها الاحتلال وهي (الآباء تموت والأبناء ينسون)، أقول لهم: الآباء يرحلون والأبناء على عهده آبائهم وأجدادهم باقون، فنحن أصحاب حق وأصحاب أرض ولسنا مستجدون عليها، نحن عشاق حياة وحرية ولسنا طلاب موت".

وخلال كلمته أشار المصري إلى الأهمية العلمية والأكاديمية للجامعة الأمريكية في بيروت، التي خرجت آلاف الكوادر العلمية المتخصصة في كثير من المجالات وهم منتشرون في كل دول العالم.

ويذكر أن الجامعة الأمريكية في بيروت تضم أكبر وأضخم مركز في الشرق الأوسط متخصص في مجال الطاقة والبيئة والجيولوجيا، يحمل اسم "مركز منيب وانجلا مصري للمصادر الطبيعية والطاقة والبيئة"، حيث قال عنه المصري "إن تأسيس هذا الصرح العلمي في بيروت لم يأت جزافا، فلبنان له موقع خاص في وجدان كل فلسطيني، ولا أقول بأن هذا رد جميل للبنان فهذا انتقاص من قدر هذه الدولة وهذا الشعب الذي لا زال يتحمل مسؤولياته الوطنية والقومية تجاه فلسطين والعالم الحر، بل أقول بأن هذا أقل ما يمكن تقديمه لأشقائنا اللبنانيين، والدارسين في جامعاته ومعاهده".