السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منتخب الشباب :رعونة التهديف والغرور في الشوط الاول سبب التعادل

نشر بتاريخ: 24/06/2012 ( آخر تحديث: 24/06/2012 الساعة: 19:25 )
تصفيات اسيا للشباب
المنتخب السيريلانكي يعاقب الوطني الشاب على اضاعة شلال من الفرص السهلة افقدتنا نقطتين ثمينتين
رعونة التهديف والغرور في الشوط الاول سبب التعادل، هشام علي نجم من ذهب والخط الخلفي بحاجة لوقفة

الخليل - معا - كتب عبد الفتاح عرار : ضمن تصفيات المجموعة الاسيوية الثانية لبطولة الشباب لتي تستضيفها السعودية، فرط منتخبنا الوطني الشاب بنقطتين ثمينتين قد تؤثرا على فرص تاهله للنهائيات بعد تعادل مؤسف مع المنتخب السيريلانكي. وتضم المجموعة بالاضافة لهذين الفريقين منتخبات السعودية وباكستان وسوري وقيرغيستان. وسيلتقي الوطني الشاب في مباراته الثانية اليوم الاثنين منتخب سوريا الذي فاز على قيرغيستان بهدف دوم رد فيما فاز ايضا المنتخب السعودي بصعوبة على منتخب باكستان بهدف دون رد. وبعد هذا التعادل لن يكون امام منتخبنا الشاب سوى الفوز على سوريا من اجل المحافظة على حظوظه بالتاهل اذ سيتاهل اول وثاني كل مجموعة وافضل ثالث من باقي المجموعات المشاركة.

تعادل غير منطقي
من مجريات اللقاء ولمن تابعه يعي جيدا ان نتيجة التعادل لم تكن منطقية نظرا للسيطرة المطلقة على مجريات اللقاء والفرص الذهبية السهلة التي هدرها لاعبونا وبالتحديد احمد ماهر الذي كان بامكانه ان يفتتح النتيجة في الدقيقة الثالثة من انفراد سهل وبعد تخطيه حارس المرمى. وما يحسب لفريقنا خلال بداية المباراة هو الضغط المتواصل من البداية وبراعته في كسر مصيدة التسلل التي اعتمد عليها الفريق السيريلانكي ولكن هذه الجهود لم تتوج نظرا لغياب اللمسة الاخيرة. وبكل صراحة وجدت نفسي حائرا امام تسابق لاعبينا على اضاعة الفرص ولم اتوقع هذه النهاية ايمانا ان هناك حلول ستكون في الشوط الثاني.

حيرة بركات والجهاز
اقولها بصراحة اعانك الله كابتن عبد الناصر بركات وانت تقف في المنطقة الفنية تشاهد شلال الفرص الضائعة دون سبب او قصور من الجهاز الفني فلم يبقى سوى ان تشارك انت او احد افرد جهازك الفني من اجل فقط وضع الكرة في المرمى في العديد من الفرص وربما كنا قد شاهدنا لقاء السعودية مع باكستان وعناء المنتخب السعودي للحصول على نقاط المباراة الا انه نجح في النهاية رغم المعاناة الكبيرة بعد سيطرة مطلقة على مجريات اللقاء لكن لم يكن ذلك بالشكل الذي حدث في مباراة منتخبنا الوطني الشاب. وحينها فعلا بصفتي مدرب وقفت حائرا افكر بما قد يفكر به بركات في مثل هذه اللحظة فلم اجد اجابة قد تشفي الغليل لوضع الملامة على الجهاز الفني بقدر ما هو عدم توفيق من جهة ورعونة من جهة اخرى مع بعض التوفيق للحارس بيريرا.

الوطني الشاب يتعرض للعقاب
بقدر الفرص الخيالية التي اضاعها الفريق ورغم كل ما حدث كنت على يقين اننا سنسجل في النهاية وعندما نسجل ستتوالى الاهداف ومع استمرار حالة الترهل في الاداء على الجبهة الهجومية وكان ذلك طبيعيا حسب القاعدة من يضيع كثيرا يتلقى وهذا م حدث فعلا عندما تفاجئنا بهجمة مرتدة اظهرت هشاشة الخط الخلفي لنتعرض لعقاب كنا نستحقة فعلا حتى نصحوا فجاءت الصحوة متاخرة ووصلنا للشباك اخيرا وكدنا ان نصل مجددا ون كانت الفرص التي ضعت بعد الهدف لانلام عليها بقدر ما كانت عملية توفيق للحارس والدفاع السيرنلانكي لنخرج بنقطة ونهدر نقطتين غاليتين كانتا في متناول اليد. ومع ذلك فلن نذهب لجلد الذات وعلينا التعويض ونحن قدرون اذا استفدنا من جملة الاخطاء التي وقعنا بها.

رعونة تهديفية وثقة مفرطة
مع بداية لمباراة وبعد انفراد ماهر في المرمى وعدم توفيقه بالتسجيل ومن ثم تلتها فرصة تلو اخرى ظن فريقنا انه يخوض وجبة تدريبية فتحولت الثقة الى نوع من الغرور تخلله جانب من الاستهتار منح الفريق المنافس دفعة ليتخذ بعض التدابير للحد من خطورة منتخبنا والعزف على وتر الهجمة المرتدة بعد الافراط في التقدم للامام. هذه الحالة اثرت على الاداء لتطغى عليه صفة العشوائية واصبح كل لاعب يحاول الوصول للمرمى فغابت الجماعية ولم يظهر الفريق على انه يلعب بخطة مدروسة بقدر ما يقوم كل لاعب بما يفكر به ويرى انه الحل للوصول للمرمى. فلا مبرر مثلا للاعب يتخطى حارس المرمى ويضع الكرة برعونة في الشباك الخالية حتى يتمكن مدافع قادم من الخلف وابعدها قبل ملامسة الشباك سوى غياب الجدية والافراط في الثقة لاننا شعرنا في لحظة من اللحظات حتى وان اضعنا اننا سنخرج بغلة وفيرة من الاهداف حتى بدء الوقت ينفذ وعندما عدنا لصوابنا واجهنا صحوة من المنافس نحن منحناها لهم لان اللاعب المسؤول والنجم الواعد هو من يستغل انصاف الفرص ولا يضيع عشرات الفرص ورغم كل ذلك فهو درس رائع من ناحية التوقيت لنستفيد منه في قادم اللقاءات.

الخط الخلفي
حتى في اثناء اندفاعنا للتسجيل وسيطرتنا على الكرة واستحواذنا الكامل لاحظت عدم ثقة في الخط الخلفي لا اعلم قد تكون حمى المباراة الاولى فكان كل ما يجول في خاطر المدافعين هو ابعد الكرة باي تجاه حتى وان لم يكن هناك ضغط من المنافس رغم ان ظروف المباراة كانت مناسبة للخط الخلفي لبدء الهجمات من الخلف فكثرت حالات التشتيت والكرات الطائشة مع انهم عند التمرير لم يخطئوا وربما الخطئ الدفاعي الابرز تمثل في الهدف لذي دخل مرمانا فكانت حالة اندفاع مبالغ فيها من المدافعين وارتداد بطئ مع عدم تغطية مساندة من خط الوسط اذا ما استثنيت اللاعب محمود الكوري الذي عاد سريعا وكاد ان يقطع تلك الكرة. نعم عندما تخوض مباريات من هذا النوع عليك الحذر كل الحذر من الهجمات المرتدة وخاصة امام فريق ليس لديه ما يخسره وتسلح بمعنويات عالية جراء صموده الاسطوري لان هدف واحدا حتى ولو جاء في بداية الشوط الثاني كان كفيلا بفتح الطريق لاهداف اخرى.

هشام علي
اقنعني كثيرا اداء هشم علي وربما ابداعاته في الميمنة اكثر منها في الميسرة فقد كان يؤدي بشكل رائع كصانع العاب بداء رجولي وبحرارة مرتفعة وكنت اتوقع ان يسجل الا ان الحظ عاند الجميع وجاءت الصحوة متاخرة. وباعتقادي ن هذا اللاعب هو اضافة للمنتخب الشاب وسيكون له دور قيادي في هذا المنتخب ولا شك اننا ننتظر منه المزيد.

الطريق في بدايته
رغم حسرتنا على نقطتين كانتا في متناول اليد الا اننا قدمنا مستوى يعتبر مقبولا نوعا ما في اول مباراة ومنه تعلمنا الكثير من العبر اولها استغلال انصاف الفرص وزيادة التركيز ورفع وتيرة الاداء الجماعي سوء في المقدمة او على مستوى الارتداد الدفعي والتغطية وخاصة في المباريات القادمة والتي سيكون اولها مع سوريا وقد شاهدت جميع المنتخبات ولم ارى ان هناك فارق كبير في المستوى بل على العكس تماما لدينا منتخب يستطيع التعويض ولفوز في بقية لقاءاته وحجز بطاقة للنهائيات اذا كان لدينا الرغبة بذلك وتسلحنا بثقافة الفوز وسعينا لاجله وكل ذلك يمتلكه منتخبنا الشاب ومن وجهة نظري اعتبر ما حدث ليس اكثر من كبوة جواد وسوء طالع سينتهي في بقية المباريات مع وجود نخبة مميزة من اللاعبين وقد يكون علينا ايضا معالجة الاخطاء مثل التركيز على التنظيم الدفاعي وعدم التسرع وبناء الهجمة من الخلف وتقارب الخطوط وقد كان لتغييرات بركات دور في اطفاء صبغة مختلفة على الاداء اذ كنت تمنى لو ان مسلمة وواصف كانا في الملعب منذ البداية. ثقتنا لا زالت عالية بالمنتخب ونحن على ثقة بقدراتكم على تخطى هذه الكبوة وقول ان لقاء سيريلانكا للنسيان بعد الاستفادة من الاخطاء ومعالجتها والجهاز الفني قادر على ذلك.