هل كسبت حماس وخسرت السلطة بنجاح مرسي؟
نشر بتاريخ: 25/06/2012 ( آخر تحديث: 26/06/2012 الساعة: 10:40 )
بيت لحم-تقرير وكالة معا- لم تخف حركة حماس نشوتها عقب انتخاب مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر وانعكاس ذلك على رسوخ حكمها في قطاع غزة وبانها اصبحت تستمد قوة لجهة اعتراف العالم بها واعادة التوازن الداخلي من خلال اتفاقية جديدة للمصالحة الداخلية, بينما تنتظر السلطة وحركة فتح رؤية الرئيس ذي الخلفية الاسلامية رغم اقتناعها بان الهم المصري الداخلي اكبر من اعتقادات حماس .
ورغم ان حماس تقر بان انتصار مرسي سيدفع باتجاه علاقة جديدة مع مصر عكس ما كانت ابان نظام مبارك , فان السلطة تقول ان التناغم السياسي مع النظام الجديد مرهون بالمرحلة المقبلة رغم انها لم تكن على تناغم تام مع حكم مبارك في ايامه الاخيرة.
فقال الدكتور احمد يوسف القيادي المعتدل في حركة حماس لا شك ان نجاح محمد مرسي اسعد الكثير في الساحة الاسلامية وخلق حالة من الاطمئنان على العلاقة المصرية الفلسطينية رغم ان الاهم من نجاح مرسي هو استقرار مصر لتكمل اضلاع المثلث القوي في المنطقة الى جانب تركيا وايران.
لكن يوسف اجاب على سؤال معا بان حماس الان بات نظامها في غزة اكثر رسوخا من ذي قبل, بالقول: "اي قوة سياسية تفرض وجودها من خلال انجازاتها على الارض لكن في النهاية فان صندوق الاقتراع هو من سيقرر فيمن يستحق جدارة ادارة الشان الفلسطيني , اما سيجدد لحماس او ان تكون في صفوف المعارضة ".
واضاف القيادي في حماس": بالتاكيد الوضع الجديد في مصر يعيننا في حماس لجهة فك الحصار وقبولنا دوليا والاعتراف بنا والتعامل معنا من قبل المجتمع الدولي كما تعامل مع الحضور الاسلامي في تونس ومصر واليمن ".
واضاف": نحن جاهزون للتعامل مع المجتمع الدولي والتعامل مع شروطه التي يفرضها على الطرفين ما عدا شرط الاعتراف باسرائيل لانه يضيع حقوقنا ..هناك امور يمكن ان نتعامل معها دوليا ولكن لنا استحقاقات ومطالب".
وزاد قائلا": انا مطمئن ان الغرب سوف يتعامل مع حماس ورفعها من قائمة الارهاب لان الحركة ومنذ 4 سنوات تميل الى الاعتدال الفكري والمرونة السياسية ".وبالتاكيد وجود رئيس جديد في مصر يجعلنا في حماس نطمئن بشكل اكبر وستكون مصر هي الناصح لنا والمرجعية ولن نقطع لمصر توجيه او نصيحة في المرحلة المقبلة, وعلى راسها المصالحة لان مصر سوف تلعب دورا متوازنا لجمع الشمل الفلسطيني ".
ورفض الدكتور يوسف استغلال وصول رئيس اسلامي للحكم في مصر من اجل اعادة تغيير اتفاقية المصالحة الداخلية , واضاف": امل ان لا يعتقد البعض وان يتصيد الظروف لرفع سقف مطالب حماس في ملف المصالحة ويتشدد في شروطه...نحن في حماس نريد ان نبني جسور التقارب مع حركة فتح ".
واجاب على سؤال مع هل خسرت السلطة وفتح بوصول مرسي للحكم , فقال": لا اعتقد ذلك لان مصر تناصر القضية الفلسطينية بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية ".
وختم يوسف بالقول": الرئيس الجديد لديه مشاكل كبيرة وربما المراهنة على الدور السريع المصري الان مبالغ فيها , ومصر تحتاج لسنوات حتى يستقر امنها ...المراهنات الان قد تكون ساذجة ومبكرة جدا".
مستشار الرئيس: نحن ننتظر رؤية مرسي
بدوره قال نمر حماد مستشار الرئيس عباس "انه ايا كان الرئيس في مصر فهو معني بالقضية الفلسطينية من منطلق قومي وامن وطني مصري لذلك نحن ننتظر ما هي رؤية الرئيس الجديد الذي خلفيته اخوان مسلمين لاول مرة يصل سدة الحكم ".
واضاف": الرؤساء السابقون لمصر كان لديهم رؤى في التعامل مع القضية الفلسطينية ونحن ننتظر ما هي الوسائل التي سيتبعها مرسي في ذلك..لكن تصريحاته الاخيرة والتنسيق الامريكي مع الاخوان لا يعتمد على برامج مثلما تعتقد قيادات حماس ".
ورفض حماد السؤال بان السلطة خسرت وحماس كسبت بوصول مرسي للحكم , وقال": سوف ننتظر لنرى لكننا وحتى ايام مبارك لم يكن هناك تناغم مع ما يقترحه وايمانه بان 99% من مفاتيح الحل بيد امريكا ...الموضوع الان مختلف لان النظام في مصر الان ليس شمولي يقوده شخص واحد ويقبل بالاملاءات ".
ومصر الان امامها مشاكل كما يقول حماد واحكام حماس على الامور غير صائبة , فهم يحكمون على الوضع الفلسطيني بالخطا فكيف احكامهم عما يجري في مصر؟.
واعتبر حماد ان التحول الديمقراطي في المنطقة هو الاهم بالنسبة للقضية الفلسطينية وليس وصول شخص معين لسدة الحكم والمقياس ماذا سيفعل مرسي لمصر اولا والذي يعتقد ان الهم الاكبر لمرسي هي قضية فلسطين فهو مخطيء".
وعن امكانية تعديل اتفاقيات المصالحة بطلب من حماس بعد فوز مرسي؟ اجاب حماد بالقول": ارجو لا..لان المصالحة مصلحة فلسطينية وهل حماس تفكر بفئوية فعلا ام وطنية ..اذا فئوية فان مرسي وغير مرسي لن يغير شيئا".
وما جرى في مصر يفرض علينا ان ننفذ المصالحة بشكل سريع كما يقول حماد . ويضيف" لقاء ابو مازن ومشعل مرتبط الان بترتيب الوضع في القاهرة ".
|180399|