الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس يستجيب لمناشدة طفلة من جنين بحاجة لكرسي كهربائي

نشر بتاريخ: 30/06/2012 ( آخر تحديث: 30/06/2012 الساعة: 15:48 )
جنين - معا - استجاب الرئيس محمود عباس لمناشدة الطفلة ايمان واصدر اوامره بتوفير كافة احتياجاتها.

الطفلة ايمان..طالبة مجتهدة تطلب مكافأتها من الرئيس بكرسي كهربائي

غضة كغصن بان، وانسيابية كما الماء يهدر بين طيات الجبال، ما اعتادت الصمت يوما ولا طرقت للبؤس باب، بريئة حد اليأس وذكية فوق الخيال تناجي بابتسامتها الساحرة قلوب كل من يقابلها لتقول لهم لا زلت هي رغم ما كان.

هي ايمان فراس حسن 12 عاما من قرية الناقورة قضاء مدينة نابلس، والطالبة في الصف الخامس الاساسي الذي عصاها سنة كاملة لتعود اليه وتكمل المسير من جديد وذلك بعد ازمة صحية المت بالطفلة البريئة وقادتها في سراديب الالم الذي لم تعتدها يوما .

وتروي نداء حسن والدة ايمان قصة مرض ابنتها وعيونها تدمع حسرة على حالها الذي كان والى ما اّل اليه وتقول : "لم تعان ايمان في السابق من اي اعراض بل على العكس من ذلك كانت مثالا للطالبة المجتهدة والمجدة والمثالية حتى في حركاتها، تعاملها وسلوكها اليومي الى ان جاء ذاك اليوم المشؤوم وبدأت ايمان تصرخ من وجع شديد في ظهرها ، عندها لم نكن نعلم حقيقة المها وعرضناها على العديد من الاطباء لمعرفة الامر الذي يجعلها لاتنام اليل وهي تصرخ من المها ووجعها ولكن لا فائدة فاختلفت اقاويل الاطباء لتصب في النهاية في قوقعة " الدلع" حيث قالوا لنا بان ابنتنا تتدلع ولا يوجد سبب او عارض علمي يدفعها للشكوى فكل شيء على ما يرام " .

وتضيف والدتها والدموع عصية على الانهمار :" لم اصدقهم فقد قلت في نفسي ما السبب الذي يدفع ابنتي للصراخ وعدم النوم ؟ فلا يوجد طفل يحرم نفسه من النوم لاجل الدلع اضافة الى ان من يعرف ابنتي ايمان لا بد ان يقدر بانها طفلة مثالية الى حد ما، ولا يوجد ما ينقصها فكل ما تحتاجه متوفر والحمد لله والكل يعاملها بشكل ممتاز فما حاجتها للدلع والتمثييل كما قال الاطباء؟|180911|

وتتابع والدة ايمان :" لم نيأس البته، والم ابنتي يشتد يوما بعد يوم فقد قمت بالاتصال بقريب لنا في مصر يدرس الطب وشرحت له حالة ايمان فاشار الي بضرورة اجراء صورة رنين مغناطيسي لها ، وبالفعل ذهبت وايمان الى المستشفى وعرضت على الطبيب المختص اجراء صورة رنين مغناطيسي لها لمعرفة السبب وراء المها ولكنه رفض تحت مسمى التدرج العلمي ومراحله التي لا يستطيعوا تجاوزها حيث تأتي مرحلة الرنين المغناطيسي في النهاية ، لنعود ادراجنا بعدها والم ابنتي يشتد ونستفيق صباح يوم مشؤوم واذا بايمان لا تقدر على الوقوف ، نعم لقد شلت ايمان" .

وتردف نداء حسن قائلة: " لم استطع تحمل الوضع وانا ارى ابنتي البكر تذوب كما الشمعة بين يدي، ذهبنا للمسشتفى واخبرناهم بالحال الذي وصلت له ايمان وبانها شلت تماما ولم تعد قادرة على الوقوف على قدميها ليقوموا وقتها باجراء صورة رنين مغناطيسي لها، تلك التي طلبت اجراءها منذ البداية ولم يسمح بها ليكتشفوا حينها وجود ورم ضاغط على نخاعها الشوكي كان السبب وراء المها ووجعها وشللها وليس الدلع على حد تعبير الاطباء.

وتتابع حسن كانت معرفة السبب وراء المها فاجعة بالنسبة للعائلة باكملها، فقد قمنا على الفور بنقلها لمستشفى المقاصد في القدس وتم استئصال الورم ليتم تحويلها بعدها الى الاردن لتلقي العلاج الكيماوي لمدة سنة كاملة تغيبت خلالها عن مدرستها لتعد بعدها والحمد لله وهي بحال افضل من ذي قبل ولكنها عادت هذه المرة وهي غير قادرة على الحركة حيث اصيبت بشلل رباعي وهي الان على كرسي متحرك لا تستطيع القيام بادني حركة لوحدها .

وتنهدت والدة ايمان وهي جازمة بان وضع ايمان اليوم جيد وافضل من ذي قبل، ولكنها على يقين بان ابنتها حرمت كما الكثيرين من نعمة السير والحركة وكذلك اصبحت متاكدة بضرورة وجود الكرسي المتحرك ملازما لابنتها، مشيرة الى تغير نظام حياة الاسرة منذ مرضها حيث ان ايمان تعتمد اعتمادا كليا على والدها في تنقلاتها اليومية وفي ذهابها وايابها من والى المدرسة .

وفي سياق متصل تشير قريبة ايمان السيدة اورينة حسن الى وضع ابنة اخيها ايمان والانتقال الصعب في حياتها لافتة الى حاجتها لكرسي متحرك يهون على والدها قضية ذهابها وايابها، خاصة وانه موظف ومدير مدرسة ووقته ضيق حيث يحرم نفسه من الكثير من الامور في سلكه العملي خوفا من ابتعاده لايام عن ايمان خاصة وان ايمان لا تقبل مساعدة اي شخص غير والدها .

وتضيف قريبتها وحول شخصية ايمان بانها مثال للطفلة المجتهدة والمجدة فرغم مرضها وما الم بها لسنة كاملة الا انها عادت للمدرسة وحصلت على درجة 98.5 وكانت الاولى، ليس فقط على صفها بل على مدرستها ككل، مشيرة الى شخصية ايمان القيادية وخيالها الواسع ومواهبها الفذة التي تميزها عن سائر افراد وابناء العائلة والتي تحبب كل من يراها بها .

وبدورها تقول ايمان عن وضعها الجديد :"الحمد لله على كل شيء لقد تغيرت حياتي كثيرا ولكنني والحمد لله مؤمنة بقضاء الله وقدره وانا اعلم جيدا بان الله يخبىء لي مستقبل زاهر فانا اريد ان اصبح طبيبة لكي اشفي كل الاطفال المرضى امثالي ولا ادعهم يصلون الى ما وصلت اليه."

وحول طبيعة علاقاتها في المدرسة تقول ايمان بان الامور جيدة وبان زميلاتها يحببنها ويساعدنها ولم تتغير نظرتهن لها بعد مرضها، ولكنها لفتت الى مشكلة تواجهها في مدرستها وهي عدم موائمة المدرسة الامر الذي دفعها لطلب موائمة المدرسة بما يكفل مساعدتها على سهولة الحركة وكرسيها المتحرك دون الحاجة الدائمة لمساعدة الغير، لافتة الى امنيتها في استعادة قدرتها على السير والمشي لتستطيع تحقيق احلامها المستقبلية دون عوائق او على الاقل حصولها على كرسي متحرك كهربائي من الرئيس كما قالت كمكافاة لها على اجتهادها في المدرسة .

من جهتها اكدت عاملة برنامج التاهيل المجتمعي في قرية الناقورة اسلام حجة والتي رافقتنا الى منزل ايمان شارحة لنا وضعها والتي تابعته منذ البداية وكانت عونا لايمان واسرتها في تقبل وضع ايمان الجديد والتكيف معه على ضرورة مساعدة ايمان من قبل المؤسسات والاشخاص المسؤولين لافتة الى تميز هذه الطقلة وذكاءها الخارقين واجتهادها وحاجتها الى المساعدة الكبيرة في الحصول على كرسي كهربائي، مشيرة في ذات السياق الى الدور الكبير الذي قام به برنامج التاهيل المجتمعي في مساعدة ايمان على تفهم وضعها وعلى التكيف معه على امل ان تجد من يساعدها ويهون على عائلتها البسيطة مصابهم المفاجىء.
|180909|