مخيم بلاطة في مدينة نابلس يستقبل العام الجديد مع تطلعات سكانه بالعودة
نشر بتاريخ: 14/01/2007 ( آخر تحديث: 14/01/2007 الساعة: 11:28 )
سلفيت- معا- اصدرت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة بيانا تحدثت فيه عن معاناة سكان المخيم وطموحاتهم للعام الحالي، بالاضافة لاحتياجات المخيم.
وقال البيان: "تأبى الذاكرة إلا أن تحمل في طياتها كل ما ينطبع ألما وفرحا و أحداثا تتداخل مع بعضها لتنسج قصة تحكي مسيرة عام أو اكثر من الزمن صانعة ً تاريخاً وتراثاً يبقى خالداً بآلامه وأماله. ولكن ذاكرة المخيم لم تختزن في طياتها سوى محطات الألم والمعاناة وشتى أصناف القهر والعذاب، التي رسمت بالدموع والآهات عبر عام لا يختلف عما سبقه من الأعوام وأيام النضال والصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي فلا تزال طرقاته وبيوته وحاراته تشتم رائحة الدخان المنبعث من الدبابات والآليات التي تجوب شوارعه صباح مساء.. ولا يزال أطفاله المتمردون على زمنهم يكللون دبابات العدو بحاويات القمامة وما تطاله أياديهم من الأرض"
واضاف البيان: "مخيم بلاطة محطة من محطات الوطن الفلسطيني لم يعرف في كل أعوامه بدءاً بالنكبة ومرورا بسنوات الاحتلال سوى الخيمة والدمار والرحيل لم يعرف سوى الدموع التي ترافق الأحبة الذين عاشوا يوما ما هنا ورحلوا عن هذه الدنيا مودعين الأهل والمكان والزمان ..فما شهده المخيم من أحداث طوال عام من الزمن انطبع في ذاكرة أبنائه شبانا ورجالاً وشيوخا ونساءً فقد دنا العام المنصرم حاملا بين جنباته تجربة احتلا ليه اعتدائيه على المواطنين الآمنين فما يزال جيش الاحتلال الاسرائيلي ينفذ عملياته الليلية في مخيم بلاطة مستخدما آلة الدمار والتخريب بشكل منظم"
وتعدد لجنة الخدمات انواع الاعتداءات التي يتعرض لها المخيم، حيث يعمد الى استهداف المحال التجارية في السوق الرئيسي للمخيم ضمن مخطط يهدف الى التضييق والعقاب الجماعي للاهالي الذين يعانون من آثار العدوان المركّز والهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وما صاحبه من اجتياحات متكررة أدت الى تدمير مقدرات المواطنين والنيل من البنية التحتية.
وقالت اللجنة ان ما يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي حاليا في المخيم من تدمير للممتلكات ومصادر الرزق يأتي استمرارا للقمع والإرهاب الذي يهدف الى تركيع الناس واذلالهم ومحاربتهم في لقمة العيش، خاصة وأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تزداد سوءا في ظل الركود الاقتصادي نتيجة الحصار الاقتصادي وعدم تقاضي موظفي السلطة الوطنية لرواتبهم منذ تسعة اشهر وعدم وجود مصادر للدخل المنتظم لنسبة كبيرة من العائلات، وعدم تمكن أهالي المخيم من الحصول على تصاريح للعمل خارج محافظة نابلس مما ادى الى ازدياد نسبة البطالة والاتجاه نحو خط الفقر، ليزيد ذلك من المعاناة اليومية التي يكابدها سكان المخيم، نتيجة تردي الأوضاع بشكل عام.
واوضحت اللجنة ان اعتداءات الاحتلال لم تقتصر على النواحي الاقتصادية فقد انعكس ذلك على جوانب الحياة الأخرى الصحية والتعليمية والاجتماعية مما ينذر بكارثة حقيقية، الأمر الذي تعيشه كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تتعرض الآن الى أعتى وأشرس هجمة.
ووجهت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة مناشدة لكل من يهمه أمر الأهالي العزل للعمل على رفع الظلم الواقع عليهم وتقديم ما أمكن من عون والمساعدة من خلال اللجنة الشعبية كي تتمكن من اصلاح الدمار الذي يحل بالبيوت والمحال التجارية والبنية التحتية بشكل يومي.
وأضافت ان حجم الدمار الحاصل لا يمكن لأي جهة محلية داخل المخيم تحمل تبعاته ولا حتى الأهالي الذين يفتقرون للحد الأدنى من مقومات العيش إضافة لعدم تقديم وكالة الغوث أية مساعدة لتـاهيل ما يتم تدميره وتخريبة على يد الجيش الاسرائيلي سواء كان في الأماكن العامة أو في البيوت التي يتم اعتقال احد أصحابها حيث يقوم الجيش بحرق ممتلكات البيوت واطلاق النار بشكل عشوائي بعد اتمام عملية الاعتقال أو المداهمة.
واهابت اللجنة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين ووكالة الغوث الدولية وكل المؤسسات المحلية والدولية وكل من له صلة بقضية اللاجئين الفلسطينيين أخذ دورهم والالتفات لما يجري في المخيم للعمل على رفع الظلم والمعاناة عن الاهالي مضيفا لأن المخيمات هي الشاهد الوحيد على النكبة والتهجير والمعاناة المستمرة فإن ذلك لا يعني أن تستمر تلك المعاناة دون اكتراث من أحد.
وقالت اللجنة أن هذه المعاناة التي يتكابدها مخيمنا الصامد حتى وان استمرت فلن تزيده الا اصرارا على الثبات ومواصلة المشوار حتى تحقيق العودة وتقرير المصير، وهذا الصمود يحتاج الى كثير من المقومات التي نتطلع الى توفرها من خلال المؤسسات الرسمية والشعبية التي هي مدعوة الآن من أجل الوقوف أمام مسؤولياتها اتجاه اللاجئين وقضاياهم العادلة، وإن حالة الشقاء التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وفي المخيمات يجب أن تستثمر لتولد حالة من التعملق والصمود والرفض المطلق لكل أشكال القمع والاضطهاد السياسيي والاجتماعي لا حالة من الخنوع والقبول والتبعية المذلة لتأمين لقمة العيش.
واعتبرت اللجنة أن حالة الرفض لهذا الواقع هي محطة الصمود التي توقف عندها قطار اللاجئين نحو محطة العودة الى الديار فمن يقرع جرس قطار العودة، هذه العودة المنشودة هي حلم الأجداد والآباء والأبناء، وكما قيل : (( إن المرأة وما تكابده من آلام ونزف للدماء أثناء المخاض هو ثمن المولود القادم )) فلا بأس أن تكون معاناتنا ودماؤنا وشهداؤنا وجرحانا وأسرانا ثمنا للحرية والعودة المنشودة.
وعبرت اللجنة عن املها بأن يكون العام 2007 فيه الخير لكل المواطنين بعيداً عن كل المآسي والويلات والاقتتال الداخلي والذي لا يخدم سوى مصلحة الاحتلال وكل المنتفعين ومثيري الفتن من أجل النيل من صمود هذا الشعب المرابط على أرض الاسراء والمعراج حسب بيان اللجنة.
وختمت اللجنة بيانها قائلة: "هذا العام الذي ننتظر فيه ميلاد فجر جديد لدولتنا الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشريف موحدين أمام كل الضغوطات التي تمارس علينا من كل حدب وصوب ، ليس لها سوى الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة.