الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزل مشترك ما بين "العسكري" والرئيس المصري المنتخب

نشر بتاريخ: 30/06/2012 ( آخر تحديث: 01/07/2012 الساعة: 07:36 )
القاهرة- موفدة معا منار زيود- المشهد الأكثر جاذبية بالنسبة للصحفيين ووسائل الإعلام والمراقبين مساء اليوم، في العرض العسكري الذي أقامته القوات المسلحة في احتفالية تنصيب وتسليم للسلطة للدكتور محمد مرسي كأول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 25 يناير، تمثل بالغزل المتبادل بين الطرفين.

واتضح من خلال كلام مرسي المطول حرصه على منح القوات المسلحة تطمينات كبيرة سواء للضباط أو للقيادات أو للأفراد، ما يوحي بأن الطرفين سيسعيان للتعايش السلمي في المرحلة المقبلة.

وخاطب مرسي القوات المسلحة بقوله: انتم إخواني وملء القلب والبصر، أشهد أنكم كنتم دائما تقدرون المسؤولية، والرجال الذين يعتمد عليهم رغم صعوبة الطريق ووعورته، وأنكم تحبون وطنكم وتحرصون على مصالحه.

وعبر عن سروره أكثر من مرة بسبب التزام المجلس العسكري بتسليم السلطة، قائلا: الشعب المصري والعالم العربي والإسلامي وكل العالم يشهد نموذجا جديدا كيف تنطلق السلطة من القوات المسلحة إلى سلطة مدنية منتخبة، هذا نموذج سيدرس بالعالم بعد ذلك.

وأضاف مرسي: نحن بذلك نثبت بأن لدينا عمق انتماء أصيل، وهذا اليوم التاريخي يخط بخطوط من نور وسيكون نبراسا للأجيال القادمة، وأنا بكل احترام وتقدير أتقبل نقل السلطة من المشير حسين طنطاوي وإخوانه بالقوات المسلحة، وأتقبل هذه المسؤولية، واليوم القوات المسلحة تقف وتقول نحن مع إرادة الشعب".

وأوضح الرئيس المتتخب أنه ملتزم تماما بتقديم كل الدعم للجيش المصري ليكون قادرا على القيام بواجباته وفي الدفاع عن البلاد، دون أي تقصير.

وطالب القوات المسلحة بالجاهزية الدائمة لصد أي عدوان، بقوله: أدعوكم لإعداد العدة والاستعداد العالي دائما، وأن تطلبوا ما تحتاجون إليه، وعلى قمة الأولويات أن يطمئن الناس للامن والاستقرار، ورجال الشرطة سيكون لهم دور كبير لحماية الوطن من الداخل.

وكرر مرسي في خطابه بعث رسالة طمأنة إلى القوات المسلحة عندما قال: لن يمس حق من حقوقكم، وسيتم الاهتمام بشكل متزايد بهذه المؤسية، وستقلون العون والرعاية وهذا هو عهدكم، وعندما تأخذون حقوقكم كاملة سأطالبكم والمصريين ليقوموا بواجباتكم، وأنتم أهل لذلك.

وبدوره، وصف المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في خطاب له بهذه المناسبة بأن مصر تعيش ميلادا جديدا، مستذكرا في الوقت ذاته بطولات القوات المسلحة وانتصار أكتوبر العظيم.

وقال: إن جيش مصر خير أجناد الأرض، ويحلمون المسؤولية بكل شرف وأمانه، والقوات المسلحة درع الوطن القوي.

وشدد رئيس المجلس العسكري المصري على أن الجيش المصري كان دائما إلى جانب الشعب، وأنه من هذا المنطلق انحاز للشعب يوم 11 فبراير/شباط 2011، ايمانا منه بأن الشعب هو مصدر السلطة.

وأكد طنطاوي احترام القوات المسلحة لإرادة المصريين وتقديمها كل ما هو ممكن لدعم الرئيس الشرعي المنتخب، مضيفا: ستقف مع الرئيس الجديد المنتخب من الشعب، ونحن ندرك صعوبة المرحلة وأن الطريق صعب وبحاجة لتضافر جهود الجميع.

ووذكّر بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة التزم بالعهد الذي قطعه على نفسه بتسليم السلطة لرئيس منتخب، بعد التزامه قبل ذلك بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية بمواعيدها دون تأخير.

وتابع طنطاوي: أصبح لدينا رئيس منتخب يعبر عن واقع المصريين، ونحن الآن في مرحلة جديدة، وآن الأوان لوضع الماضي خلفانا آخذين العبر منه.

ووجه التحية لأبناء الجيش ولشهداء القوات المسلحة ولشهداء ثورة 25 الذين ضحوا من أجل العزة والكرامة.

وعقب خطاب طنطاوي قدم أرفع درع تمنحه القوات المسلحة للرئيس المصري الجديد.