نشر بتاريخ: 14/01/2007 ( آخر تحديث: 14/01/2007 الساعة: 16:36 )
بيت لحم - معا - إن احد أهم عوامل الراحة النفسية والاجتماعية على الفرد بوصفه فردا و على المجتمع ككل هو مدى تأثير الرياضة في السلوك الفردي والجماعي والاهتمام بها والتركيز عليها ، فكلما كان المجتمع متأثرا بالرياضة وملهماً بها بصرف النظر عن أي صنف من أصنافها ، كان ذالك مبعثا قويا في زرع بذور الحب والخير والقوة والتحدي والانضباط وترسيخهما في الوعي الجماعي الشعبي وصولا إلى صياغة مفهوم ثقافي رياضي شامل تتعاقب عليه الأجيال حتى يغدو سلوكا يوميا فلسطينيا
وبنظرة على الرياضة الفلسطينية والثقافة الرياضية الفلسطينية نجد أنها تعاني من جملة من المشاكل أولها أن الإنسان الفلسطيني مع الأسف لم يستطع أن يقدم الاهتمام بالمستوى المطلوب بالرياضة والرياضيين لا سيما في سني الانتفاضة وذلك بفعل القهر الاحتلالي الإسرائيلي المضاعف و الممارس عليه بمنهجية مقصودة
السبب الثاني أن وزارة الشباب والرياضة لم تقدم خطة عملية حقيقية للنهوض بالرياضة الفلسطينية وبناء مؤسسات رياضية فلسطينية فاعلة ولم تقدم الدعم المادي والمعنوي للرياضي الفلسطيني والذي من شأنه أن يوصل الرياضي إلى التفرغ الكامل للرياضة مما يحفزه نحو الإبداع الرياضي والمساهمة في تأسيس جيل رياضي رفيع المستوى
هذا بالإضافة إلى انك تجد في المؤسسات الرياضية الكثير من المدربين الرياضيين لا يملكون الخبرات التي تؤهلهم للتدريب وتحمل المسؤولية الرياضية الملقاة على عاتقهم ،
بينما يسوح أصحاب الخبرات والمهارات والشهادات الرياضية في الشوارع باحثين عن عمل تارة أو تجدهم يدربون أبناء الشعب الفلسطيني على حسابهم الشخصي أملا في تبني جهة تهتم بالرياضة والرياضيين في فلسطين فتنظر لهم بعين الاهتمام والرعاية .
فالرياضي المبتدأ إذا لم يتلق التدريب الصحيح والبناء الجسماني المناسب لنوع الرياضة التي يمارسها سينعكس هذا عليه بأثر رجعي ولن يصل إلى اللياقة التي تؤهله للصمود في البطولات الدولية وتحقيق مستويات مشرفة
إضافة إلى انتشار المحسوبية والواسطة وبشكل كبير جدا في المؤسسات الرياضية الفلسطينية وغياب الموضوعية الرياضية في اختيار اللاعبين الممثلين لفلسطين في البطولات الدولية مما اظهر الرياضي الفلسطيني في الخارج وكأنه قزم في الحياة الرياضية الدولية
مما صاغ صورة مشوهة في الرأي العالمي عن الرياضة الفلسطينية الأمر الذي أدى إلى تراجع المؤسسات الرياضية العالمية عن دعم الرياضة الفلسطينية بناءا على أنها غير مؤهلة وغير جدية في التعاطي مع ما يقدم لها من الداعمين الدوليين
إن الوصول إلى رياضة فلسطينية على درجة التنافس الإقليمي تفرض علينا جميعا نحن الرياضيين أن نتحلى بالمزيد من الاهتمام بالحياة الرياضية وتفرض على الجمهور الفلسطيني أن يسائل المؤسسات الرياضية انطلاقا من الحرص الشديد على إبراز المنتخبات الرياضية الفلسطينية كممثل مشرف لفلسطين في الأروقة الرياضية الإقليمية والدولية ، فأداؤنا الرياضي حسب اعتقادي هو جزء من مسيرتنا النضالية عن طريق وضع فلسطين في مكانة ملفتة ، ونقول لكل أولئك العابثين والغير مبالين بمكانة فلسطين الرياضية أنهم يسيئون لهذا البلد وسمعته التي يستحقها عن جدارة
مدرب الكونغ فو
إبراهيم عليان
[email protected]