نشر بتاريخ: 01/07/2012 ( آخر تحديث: 01/07/2012 الساعة: 16:41 )
بقلم: بسام ابو عرة
دائما وابدا نطالب بالتروي قبل الحكم النهائي على اي شيء كان, لان الحكم على الامور منذ بدايتها وقبل الانتهاء منها كلام غير صحيح, فالحكم السليم يجب ان يكون في النهاية.
هذا ما ينطبق على منتخبنا الوطني الذي شارك في بطولة كأس العرب في السعودية, وخرج منها مرفوعا للراس بعد تقديمه اداء عالي المستوى واللعب بفدائية امام المنتخب المستضيف واحد المرشحين للبطولة, فلم يكن الفدائي لقمة سائغة للاخضر, بل كان نديا قويا له, وتفوق عليه في فترات عدة حتى كاد ان ينهي اللقاء لمصلحته.
الوطني لعب بفدائية ورجولة ومسؤولية في مباراته الاخيرة واثبت من خلالها ان مباراته والكويت ليست هي المقياس الذي يجب علينا ان نقيسه وان نحكم عليه, فلكل مباراة ظروفها الخاصة, كما ان منتخب الكويت منتخبا متطورا جدا يصرف عليه الكثير,مثله مثل المنتخب السعودي الذي يلعب على ارضه وبين جماهيره, والمدعوم بكل سبل التطور والنجاح لخوض بطولات عربية واسيوية وقارية, لانه لا ينقصه شيء مادي او معنوي .
منتخبنا ورغم الظروف المحيطة بنا لكنه قدم المستوى الذي يليق بالكرة الفلسطينية في هذه البطولة, مشرفا الجميع من خلال الاداء والتطور الحاصل عليه من جميع النواحي, نعم لم نفز لكن التعادل مع السعودية شيء كبير والاهم من ذلك, الاداء والمستوى الذي قدمه الفدائي في مباراته الثانية والتي عكست روحه وابداعه الحقيقي فلعب برجولة وبخطة مدروسة من قبل مديره الفني الخلوق جمال محمود ونجح في تطبيقها على ارض الملعب,ليتفوق من خلالها على السعودية في اوقات كثيرة.
فحقيقة كأن المنتخب الذي لعب امام السعودية ليس الذي ادى مباراة الكويت وخاصة في الشوط الاول منه, فحاول لاعبونا تدارك ما وقعوا به في ذاك الشوط الذي كان اسوء شوط للوطني طيلة فترة زمنية طويلة, فنجحوا باقناع انفسهم اولا ومدربهم ثانيا واتحاد اللعبة ثالثا وجماهيرهم رابعا, وادوا المستوى اللائق والمشرف للكرة الفلسطينية من خلال مباراة السعودية التي ابدعوا فيها.
كما ان لاعبينا كانوا عند حسن الظن بهم في هذا اللقاء وغيروا النظرة التشاؤمية التي عشناها في مباراة الكويت وبخاصة الشوط الاول منه, لكن اثبت اللاعبون جدارتهم في هذا اللقاء من خلال الانسجام الواضح بينهم والتفاهم الجيد فيما بينهم, والتشكيلة الرائعة التي زج بها جمال محمود في المباراة وللعب الرجولي والفدائي الذي اداه الجميع, وللخطة التي رسمها لهم محمود, كل ذلك ادى بالضرورة لهذا العرض المشرف الذي بهر الجميع واثلج صدورنا فيه, لنرفع القبعة احتراما وتقديرا للوطني.
سيقول قائل ان المنتخبات التي لعبت هي الرديف وليس المنتخبات الوطنية كما منتخبنا في هذه البطولة, نقول اولا ليس المهم من لعب الرديف ام الاول المهم الاداء والمستوى الذي اقنعنا لمنتخبنا في مباراته الاخيرة, ثانيا المنتخبات التي لعبت كانت تجمع بين الرديف والاول, مع العلم انه لا فرق بين الرديف والاول في السعودية والكويت تقريبا, وثالثا نحن يهمنا دائما ان يكون المنتخب الذي نقابله يلعب باسم المنتخب الوطني لبلده حتى ولو لعب بالفريق الثالث, لان النتيجة ستحسب على الاول وليس على الرديف, كما اننا يجب علينا معرفة قدراتنا المادية والفنية امام السعودية والكويت اللذان وصلا الى نهائيات كأس العالم سابقا اي انهما ليسا اي منتخبين بل خبرات طويلة ومميزة لهما في هذا المجال.
آخر الكلام: رفع القبعة واجب علينا للوطني في مشاركته في كأس العرب بالسعودية.
[email protected]