الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد ان نشر معا مناشدتها: الرئيس يقدم كرسي متحرك للطفلة المبدعه ايمان

نشر بتاريخ: 01/07/2012 ( آخر تحديث: 02/07/2012 الساعة: 11:43 )
جنين- تقرير معا- "فرحتي لم تتسع لها الدنيا لما قام به الرئيس محمود عباس باهدائي الكرسي المتحرك والشكر قليل مقابل ما قام به الاب الحنون"، هذا ما قالته الطفلة ايمان فراس حسن ( 12 عاما) الطالبة في الصف الخامس الاساسي من قرية الناقورة قضاء مدينة نابلس عند استلامها كرسيا كهربائيا متحركا من مكتب الرئيس محمود عباس بحضور كل من اللواء رائدة فارس مسؤولة ملف الشؤون الانسانية في مكتب الرئيس والدكتور مدحت طه مسؤول ملف الشؤون الصحية في مكتب الرئيس وعنان عتير نائبة محافظ نابلس.

وبعد استلامها الكرسي والجلوس عليه تحركت كطفل صغير تعلّم كيف يسير على رجليه حديثا تتحرك يمينا وشمالا وتنظر الى والديها وتقول "ابتداء من اليوم سأعتمد على نفسي ولا اريد مساعدة احد يكفيكما تعبا والان ساذهب الى مدرستي وسأزور صديقاتي دون الاستعانة بأحد".

وكان الرئيس محمود عباس قد استجاب لمناشدة الطفلة ايمان حسن بعد ان نشرت وكالة معا الاخبارية على صفحتها في غضون اقل من ست ساعات وهذا ما تفاجأت بها العائلة ان يستجاب مناشدة ابنتها التي عانت ويلات الاعاقة حيث يقول والدها فراس "رغم انني توجهت الى الجمعيات الخيرية وطرقت كل الابواب من خلال هذه الجمعيات وبعد ان نشرت قصة ابنتي على صفحة وكالة معا الاخبارية لم اصدق ان المناشدة وصلت الى سيادة الرئيس بهذه السرعه الذي اعطى اوامره بمساعدة ابنتي وشكري له لا يجزي ما قام به الرئيس بل يريد اكثر من ذلك لكن ما استطيع عمله الا ان اقول له شكرا على كل ما تقوم له شكرا على قلبك الحنون على ابناء شعبك واذا كان بامكاني عمل او قول اكثر من شكرا فلن ابخل به لان الرئيس محمود عباس رسم البسمة على وجه ابنتي فرغم المعنويات العالية التي اتسمت بانتي وتحديها لاعاقتها الا ان هذه البسمة اختلفت كليا عند استلامها الكرسي المتحرك المقدمة من قبل الرئيس محمود عباس".

وكانت الطفلة ايمان وخلال وجود وفد من مكتب الرئيس ومحافظة نابلس كتبت رسالة شكر بخط يديها قالت فيها " سيدي الرئيس الاب الحنون وربما هذه الكلمات قليلة بمقامك الكريم .... اشكرك جزيل الشكر ولو ان هناك كلمات اكبر من الشكر لقلتها لك لانك رسمت البسمة على وجهي وبعثت في روحي الامل وجعلتني اعشق الحياة اكثر واكثر
ابي الحنون محمود عباس وارجو ان تقبل هذا اللقب .... اشكرك على اهتمامك بي وسرعة الاستجابة لمناشدتي فبهديتك الكبيرة هذه ستغير حياتي الى الافضل رأسا على عقب وسأمارس حياتي العملية كأي شخص سليم ووعد مني يا ابي الحنون ان ابذل كل جهدي بأن ابقى الاولى على مدرستي وسأبقى الانسانة المتميزة كما عهدتني وعهد بي اهلي وسابذل كل جهدي بأن اكون المتميزة ايضا بخدمة دولتي فلسطيني بعاصمتها القدس الشريف
وبختام رسالتي الكلمات تعجز عن الشكر واقول لك شكرا والف شكرا على ما قمت به
ابنتك ايمان حسن " حيث قامت الطفلة ايمان بتسليم الرسالة الى الوفد لايصالها الى الرئيس كما وعدوها .

بدورها قالت السيدة عنان العتير نائب محافظة نابلس لمعا " اشكر في البداية وكالة معا الاخبارية التي اوصلت رسالة ايمان وعكست ما تحتاجه هذه الطفلة المتميزة في حياتها " كما شكرت الرئيس محمود عباس على استجابته السريعه لمناشدة الطفلة وتقديم ما يحتاجها للتميز والابداع اكثر موجهة الشكر الى دائرة الشؤون الانسامية والصحية في مكتب الرئيس على قدومهم الى الناقورة من اجل تنفيذ اوامر الرئيس محمود عباس .

واضافت ليس غريبا على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى راسها السيد الرئيس محمود عباس ان تستجيب لمطالب ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة الاهتمام بشريحة ذوي الاعاقة المنتج والتي ان توفرت له كل الامكانيات سيكون انتاجهم اكثر من ذلك بالاضافة الى موائمة الاماكن كالمدارس والجامعات واماكن العمل

واشارت ان الملفت ان ايمان حققت نجاحا كبيرا في المرحلة الاساسية وبمجرد توفير وسائل الراحة والامكانيات المطلوبة سيكون لها حافز اكبر في الانتاج والابداع والتميز وسيكون هناك حافز اكبر بتطبيق 5% من قانون حقوق المعاقين
واوضحت اننا راينا البسمة على وجه ايان عند استلامها الكرسي المتحرك مما يصقل من شخصيتها والاعتماد على نفسها فلايمان امكانيات وطاقة كبيرة لرسم المستقبل لها

بينما اشار الدكتور مدحت طه ان الرئيس استجاب مباشرة لمناشدة ايمان في اهدائها كرسي متحرك بمواصفات عالية يخدمها حسب اعاقتها مؤكدا ان الرئيس محمود عباس يهتم بهذه الشريحة المبدعه التي لديها طاقات كبيرة ومنتجة وايمان تستحق اكثر من ذلك لما تملكه من ابداع وتميز هذه مكافأة لها على ما قدمته والحكومة لن تبخل نهائيا على هذه الفئة المنتجة

واشار ان هذه الفئة بحاجة دائما الى الدعم النفسي والمعنوي والمادي والطفلة ايمان اكدت بتميزها وابداعها ان هناك العديد من القصص الناجحة ابطالها اشخاص من ذوي الاعاقة موجها الشكر الى وكالة معا الاخبارية التي استطاعت توصيل رسالة ايمان الى السيد الرئيس محمود عباس.

واوضح ان هذه المساعدات من حق كل معاق الذي رغم اعاقته الا انه يستطيع ان ينتج ويبدع والذين يؤكدون ان الاعاقة لا تلغي الطاقة مشيرا اننا في بداية الطريق ونعمل بتوجيهات السيد الرئيس محمود عباس

بينما اشار والدا الطفلة ايمان فرحتها بأنها لا توصف بالاعتماد على نفسها من خلال الكرسي المتحرك المهداة من الرئيس محمود عباس معربين عن تفاجئهم من سرعه استجابة الرئيس لمناشدة الطفلة ايمان التي طالبت بمكافأتها من قبل الرئيس على تميزها وابداعها

كما وجه الوالدان الشكر الى وكالة معا الاخبارية التي اوصلت رسالة الطفلة ايمان الى الرئيس محمود عباس معربين عن أمل وكالة معا في الوقوف الى جانب فئة ذوي الاعاقة وايصال رسالتهم والتعبير عما يجول في خاطرهم .

واليكم القصة الكاملة التي نشرت عبر صفحة وكالة معا الاخبارية
الطفلة ايمان..طالبة مجتهدة تطلب مكافأتها من الرئيس بكرسي كهربائي

غضة كغصن بان، وانسيابية كما الماء يهدر بين طيات الجبال، ما اعتادت الصمت يوما ولا طرقت للبؤس باب، بريئة حد اليأس وذكية فوق الخيال تناجي بابتسامتها الساحرة قلوب كل من يقابلها لتقول لهم لا زلت هي رغم ما كان.

هي ايمان فراس حسن 12 عاما من قرية الناقورة قضاء مدينة نابلس، والطالبة في الصف الخامس الاساسي الذي عصاها سنة كاملة لتعود اليه وتكمل المسير من جديد وذلك بعد ازمة صحية المت بالطفلة البريئة وقادتها في سراديب الالم الذي لم تعتدها يوما .

وتروي نداء حسن والدة ايمان قصة مرض ابنتها وعيونها تدمع حسرة على حالها الذي كان والى ما اّل اليه وتقول : "لم تعان ايمان في السابق من اي اعراض بل على العكس من ذلك كانت مثالا للطالبة المجتهدة والمجدة والمثالية حتى في حركاتها، تعاملها وسلوكها اليومي الى ان جاء ذاك اليوم المشؤوم وبدأت ايمان تصرخ من وجع شديد في ظهرها ، عندها لم نكن نعلم حقيقة المها وعرضناها على العديد من الاطباء لمعرفة الامر الذي يجعلها لاتنام اليل وهي تصرخ من المها ووجعها ولكن لا فائدة فاختلفت اقاويل الاطباء لتصب في النهاية في قوقعة " الدلع" حيث قالوا لنا بان ابنتنا تتدلع ولا يوجد سبب او عارض علمي يدفعها للشكوى فكل شيء على ما يرام " .

وتضيف والدتها والدموع عصية على الانهمار :" لم اصدقهم فقد قلت في نفسي ما السبب الذي يدفع ابنتي للصراخ وعدم النوم ؟ فلا يوجد طفل يحرم نفسه من النوم لاجل الدلع اضافة الى ان من يعرف ابنتي ايمان لا بد ان يقدر بانها طفلة مثالية الى حد ما، ولا يوجد ما ينقصها فكل ما تحتاجه متوفر والحمد لله والكل يعاملها بشكل ممتاز فما حاجتها للدلع والتمثييل كما قال الاطباء؟

وتتابع والدة ايمان :" لم نيأس البته، والم ابنتي يشتد يوما بعد يوم فقد قمت بالاتصال بقريب لنا في مصر يدرس الطب وشرحت له حالة ايمان فاشار الي بضرورة اجراء صورة رنين مغناطيسي لها ، وبالفعل ذهبت وايمان الى المستشفى وعرضت على الطبيب المختص اجراء صورة رنين مغناطيسي لها لمعرفة السبب وراء المها ولكنه رفض تحت مسمى التدرج العلمي ومراحله التي لا يستطيعوا تجاوزها حيث تأتي مرحلة الرنين المغناطيسي في النهاية ، لنعود ادراجنا بعدها والم ابنتي يشتد ونستفيق صباح يوم مشؤوم واذا بايمان لا تقدر على الوقوف ، نعم لقد شلت ايمان" .

وتردف نداء حسن قائلة: " لم استطع تحمل الوضع وانا ارى ابنتي البكر تذوب كما الشمعة بين يدي، ذهبنا للمسشتفى واخبرناهم بالحال الذي وصلت له ايمان وبانها شلت تماما ولم تعد قادرة على الوقوف على قدميها ليقوموا وقتها باجراء صورة رنين مغناطيسي لها، تلك التي طلبت اجراءها منذ البداية ولم يسمح بها ليكتشفوا حينها وجود ورم ضاغط على نخاعها الشوكي كان السبب وراء المها ووجعها وشللها وليس الدلع على حد تعبير الاطباء.

وتتابع حسن كانت معرفة السبب وراء المها فاجعة بالنسبة للعائلة باكملها، فقد قمنا على الفور بنقلها لمستشفى المقاصد في القدس وتم استئصال الورم ليتم تحويلها بعدها الى الاردن لتلقي العلاج الكيماوي لمدة سنة كاملة تغيبت خلالها عن مدرستها لتعد بعدها والحمد لله وهي بحال افضل من ذي قبل ولكنها عادت هذه المرة وهي غير قادرة على الحركة حيث اصيبت بشلل رباعي وهي الان على كرسي متحرك لا تستطيع القيام بادني حركة لوحدها .

وتنهدت والدة ايمان وهي جازمة بان وضع ايمان اليوم جيد وافضل من ذي قبل، ولكنها على يقين بان ابنتها حرمت كما الكثيرين من نعمة السير والحركة وكذلك اصبحت متاكدة بضرورة وجود الكرسي المتحرك ملازما لابنتها، مشيرة الى تغير نظام حياة الاسرة منذ مرضها حيث ان ايمان تعتمد اعتمادا كليا على والدها في تنقلاتها اليومية وفي ذهابها وايابها من والى المدرسة .

وفي سياق متصل تشير قريبة ايمان السيدة اورينة حسن الى وضع ابنة اخيها ايمان والانتقال الصعب في حياتها لافتة الى حاجتها لكرسي متحرك يهون على والدها قضية ذهابها وايابها، خاصة وانه موظف ومدير مدرسة ووقته ضيق حيث يحرم نفسه من الكثير من الامور في سلكه العملي خوفا من ابتعاده لايام عن ايمان خاصة وان ايمان لا تقبل مساعدة اي شخص غير والدها .

وتضيف قريبتها وحول شخصية ايمان بانها مثال للطفلة المجتهدة والمجدة فرغم مرضها وما الم بها لسنة كاملة الا انها عادت للمدرسة وحصلت على درجة 98.5 وكانت الاولى، ليس فقط على صفها بل على مدرستها ككل، مشيرة الى شخصية ايمان القيادية وخيالها الواسع ومواهبها الفذة التي تميزها عن سائر افراد وابناء العائلة والتي تحبب كل من يراها بها .

وبدورها تقول ايمان عن وضعها الجديد :"الحمد لله على كل شيء لقد تغيرت حياتي كثيرا ولكنني والحمد لله مؤمنة بقضاء الله وقدره وانا اعلم جيدا بان الله يخبىء لي مستقبل زاهر فانا اريد ان اصبح طبيبة لكي اشفي كل الاطفال المرضى امثالي ولا ادعهم يصلون الى ما وصلت اليه."

وحول طبيعة علاقاتها في المدرسة تقول ايمان بان الامور جيدة وبان زميلاتها يحببنها ويساعدنها ولم تتغير نظرتهن لها بعد مرضها، ولكنها لفتت الى مشكلة تواجهها في مدرستها وهي عدم موائمة المدرسة الامر الذي دفعها لطلب موائمة المدرسة بما يكفل مساعدتها على سهولة الحركة وكرسيها المتحرك دون الحاجة الدائمة لمساعدة الغير، لافتة الى امنيتها في استعادة قدرتها على السير والمشي لتستطيع تحقيق احلامها المستقبلية دون عوائق او على الاقل حصولها على كرسي متحرك كهربائي من الرئيس كما قالت كمكافاة لها على اجتهادها في المدرسة .

من جهتها اكدت عاملة برنامج التاهيل المجتمعي في قرية الناقورة اسلام حجة والتي رافقتنا الى منزل ايمان شارحة لنا وضعها والتي تابعته منذ البداية وكانت عونا لايمان واسرتها في تقبل وضع ايمان الجديد والتكيف معه على ضرورة مساعدة ايمان من قبل المؤسسات والاشخاص المسؤولين لافتة الى تميز هذه الطقلة وذكاءها الخارقين واجتهادها وحاجتها الى المساعدة الكبيرة في الحصول على كرسي كهربائي، مشيرة في ذات السياق الى الدور الكبير الذي قام به برنامج التاهيل المجتمعي في مساعدة ايمان على تفهم وضعها وعلى التكيف معه على امل ان تجد من يساعدها ويهون على عائلتها البسيطة مصابهم المفاجىء.