الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تنظيف سيارات مهنة شاب جريح بلا ساقين في غزة

نشر بتاريخ: 01/07/2012 ( آخر تحديث: 02/07/2012 الساعة: 09:08 )
غزة-معا- لا أحد يتخيل مشهداً بهذا الشكل, تصيبك الدهشة والاستغراب وأنت تنظر إليه, ثم يتحول الاستغراب إلى إعجاب بإنسان يقاتل من أجل الحياة.

بلا ساقين , وعين واحدة تعينه بعض الشيء على الرؤية والعين الثانية فقدت, إحدى يديه مصابة, والأخرى تحاول أن تساعده, كلية واحدة تعمل بكل طاقتها لتعين جسده الضعيف, مهما وصفت حالته يبقى القلم عاجزا عن التعبير بشكل كامل, تلك الحقيقة هي حالة الشاب الغزي إبراهيم أبو ثريا الذي يعاني منذ سنوات عديدة.

أبو ثريا الذي يسكن مخيم الشاطئ في قطاع غزة , يعاني من إصابة من صاروخ إسرائيلي أفقده كل ما ذكر , ورغم ذلك فعزيمته أكبر من كل شيء, فهو يعمل في تنظيف السيارات بغزة.|181040|

لن تصدق كيف يقوم بذلك, يستقل كرسيه المتحرك كل صباح خارجاً للبحث عن رزقه, في شوارع غزة وعلى أسقف سياراتها, يتحرك يمينًا ويساراً,ويحاول بكل صعوبة وهو يرتكز على السيارة إلى أن يصل زجاجها, وبقطعة قماشية يبدأ تنظيفها, ويستمر هكذا لكل أجزائها إلى أن يكمل تنظيفها بالكامل, ورغم كل هذه المعاناة المقابل 5 شواقل,أو 10 شواقل إن أحب أن يكرمه صاحب السيارة.

أبو ثريا أوضح لـ" معا " أنه أصيب بصاروخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الإسرائيلي عام 2008 على قطاع غزة, مبيناً أنه كان بصحبة سبعة من أصدقائه استشهدوا جميعاً وبقي هو يعاني من الاصابة والفقر الذي أجبره على العمل.

وبين أنه المعيل الوحيد لأسرته المكونة من 11 شخصا , مشيراً إلى أن والده مريض ومعقد ولا يستطيع الحركة, مما دفع به لإنقاذ حياة أسرته من خلال عمله الذي يوفر لهم بعض الطعام بعد أن زادت متطلبات الحياة كثيراً وأصبحت أكثر من مبلغ الألف وأربعمائة شيكل التي يتلقاها من الشؤون الاجتماعية كونه جريح.|181039|

وبعين أنهكتها الشمس الحارقة في ظل عمله في الشارع نظر وقال " بناشد العالم والدول العربية والمؤسسات في غزة يساعدوني, ما في حدا حاسس بمعاناتي, الحياة صعبة جداً, بتمنى حدا يحس إني إنسان".

وتمنى أبو ثريا أن يوفر له أحدا كرسي كهربائي, فهو لا يستطيع شرائه, مبيناً حاجته الماسة إليه, ومتمنياً أن يلتفت أحد إليه ليساعده في تركيب أطراف صناعية تقلل من حجم معاناته.

والدة إبراهيم أوضحت أن ابنها يعاني معاناة شديدة نتيجة خروجه كل يوم منذ الصباح وحتى منتصف الليل , ليستطيع توفير لقمة عيش لهم, مبينة أنهم يسكنون بيت مستأجر يكلفهم 800 شيكل شهرياً.

وأضافت "ابني بتبهدل كثير بتنظيف السيارات, تعبان كثير", مشيرة إلى أنها تعاني من أمراض مزمنة, مبينة أن زوجها مقعد وهو ما دفع إبراهيم إلى العمل نتيجة حالة والده المرضية الصعبة.

وتمنت أن يصبح لها مأوى تعيش فيه أسرتها, وأن يتم توفير عمل لابنها, مشيرة إلى أن إبراهيم كان يعمل في صيد السمك قبل إصابته.

ويدفع غياب المجتمع ومؤسساته عن النظر لهؤلاء الشريحة المعدمة من الشعب الفلسطيني للبحث عن أي سبيل يسدون فيه جوعهم الذي يعانون مرارته وأوجاعه.|181038|
|181037|
|181036|
|181035|
|181034|
|181033|
|181031|
|18104|