وقفة تحليلية لخسارة ايطاليا في نهائي اليورو
نشر بتاريخ: 02/07/2012 ( آخر تحديث: 03/07/2012 الساعة: 09:42 )
نابلس - معا - مراد الاسعد : لقد خسر المنتخب الايطالي بالاربعه من الاسبان وباعتقادي تفاجئ محبي المنتخب الايطالي وتساءلوا لماذا خسر المنتخب بالاربعه؟
نتيجة اجزم لم يكن يتوقعها اشد المتفائلين باسبانيا ولا اشد المتشائمين بايطاليا.
بالرغم من الهزيمة برباعية نظيفة أمام إسبانيا في تهائي اليورو (2012)، خرج المنتخب الإيطالي مرفوع الرأس بعد بطولة أوروبية تاريخية للأزوري، قدم فيها مستويات كبيرة ودروسا تكتيكية مهمة للمنتخبات الأوروبية وذلك للعب الجماعي في الفريق الذي ابهر العالم .
ولكن في هذه المباراة غاب هذا الابهار عن الفريق الإيطالي الذي شاهدناه في باقي المباريات بوضع افضل بكثير ، ولكن يوم امس اجتمعت مجموعة من الظروف على الطليان ادت لاعاقة الفريق عن الانتصار واللقب الذي طال انتظاره .
اما اسباب الخسارة فهي :
خلل تكتيكي من المدرب برانديلي :
لا اريد ان اضع كل اللوم على المدرب فله الفضل في وصول ايطاليا لهذا المستوى والانسجام بين اللاعبين والذي لم يتوقعه الكثير من المحللين والمتتبعين للفريق بان يصل الفريق لهذا المستوى لا ننسى ان ايطاليا لعبت مع اسبانيا بالدور الاول وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي(1-1) في تلك المباراة لعب برانديلي بخطة “3-5-2? باعتماده لثلاثة لاعبين كعمق دفاعي حيث نجح في محاصرة وسط ميدان المنتخب الإسباني الذي يشكل نقطة قوته واعتماد جزء من الهجمات على الاجنحه المتاخره وتخفيف العبئ على لاعبي الوسط لمراقبتهم للاعبي الوسط والسيطرة على وسط الملعب.
لكن في هذه المباراة استبدل برانديلي خطته ولعب بخطة" 4-3-1-2" بوجود منتوليفو خلف المهاجمين كوسط متقدم إذ أن تغيير الخطة كان احد
أسباب الانهيار الإيطالي أمام إسبانيا.
انهيار بدني إيطالي :
بعد مواجهتها لكل من إنجلترا وألمانيا قبل وصولها لنهائي يورو 2012 بدت علامات الاعياء البدني على لاعبي المنتخب الإيطالي وخصوصا حينما رفع لاعبو اسبانيا من سرعة اللعب في المباراة ، بدا الانهيار البدني واضحا على المنتخب الإيطالي, ومن اسباب ذلك ان اسبانيا استراحت يوم اكثر من ايطاليا استعدادا للنهائي,وكان ذلك واضحا على اغلب اللاعبين.
وبالرغم من ان اسبانيا لعبت (120د)في الدور النصف نهائي ضد البرتغال الا ان طريقة لعبها باعتمادها على التمريرات القصيره اغلب وقت المباراة لم يجعلها تشعر بالتعب بنفس درجة لاعبي ايطاليا الذي كان واضحا بانهم انهكوا اكثر من ضغط اخر مباراتين.
اشراك لاعبين غير جاهزين بدنيا:
ان قيام المدرب باشراك لاعب غير جاهزين بالشكل الكامل في مباراة بهذه المستوى يعد مجازفه كبيره ويتحم مسؤليتها, فاشراكه لموتا والذي على ما بدى انه لم يكن قد شفي تماما من اخر اصابه تعرض لها اثناء البطوله فخرج بعد دخوله بفتره قصيره مما اعطى الحريه اكثر للاعبي اسبانيا للسيطره على وسط الميدان , بالاضافه لاصابة كيليني الذي اشترك بمباراة المانيا ولم يكن قد شفي بالكامل عندما تثاقل على نفسه لاهمية المباراة مع الالمان وهذا كان نتاجه سلبيا عليه بالنهائي ولم يكن جاهزا من الناحية البدنيه وكان ذلك واضحا بعدم قدرته على اللحاق والتغطيه على فابريغاس الذي صنع الهدف الاول بالرغم من وجود المسافه الكافيه لقدرته على ذلك ولم يلعب سوى(20د).
التغيير الاضطراري:
عند اصابة كيليني اضطر المدرب بان يعوضه بزميلة بالزاريتي ويعد هذا التغيير نقطة تحول بالمباراة, لان المدرب كان يعتمد على كيليني بان يلعب مركزين بدل مركز واحد بحكم لعبه السابق بمركز الظهير الايسر ولعبه حاليا كقلب دفاع فكان يشغل مركزين بان يلعب قلب دفاع في حالة الدفاع وظهير ايسر في الهجوم وادخال بارزالتي يعني بان بارزالتي سيلعب بمركز واحد بدل مركزين وهو ظهير ايسر فقط بحكم عدم اجادته لمركز قلب دفاع متل كيليني مما يعني بان ايطاليا ستلعب بلاعبين في العمق الدفاعي فقط وهذا سمح للاسبان باختراق العمق الايطالي بشكل افضل,وظهر ذلك بان الاهداف الاربعه اتت من العمق وليس الاطراف.
اللعب بعشرة لاعبين :
لعب المنتخب الايطالي بعشرة لاعبين حوالي نصف ساعه وهذا يؤثر باقوى المنتخبات بالعالم هذا مما يعني بانك ستترك مساحه اكبر للمنافس وخروج موتا اعطى الاسبان حريه اكبر بوسط المعلب والتحكم برتم اللعب وخصوصا عندما تواجه اسبانيا التي تجيد السيطره على وسط الملعب.وبذلك تكون قدمت لها اجمل هديه.
الغياب الواضح للمايسترو:
اعتاد المنتخب الإيطالي على نجومية نجمه بيرلو والذي شكل طيلة البطوله الأوربية العقل المدبر للفريق الأزرق ، لكنه غاب في هذه المباراة النهائية لأن الفريق الإسباني نجح في محاصرته جيدا وشل حركته وبذلك تم منعه من تزويد الهجوم الإيطالي بالكرات الحاسمة وقاموا بقطع الكرات منه او ارتكابهم اخطاء ضده وهذا يحسب للمدرب الاسباني ديل بوسكي الذي عرف كيف يتعامل مع خطورة هذا اللاعب بشكل خاص لانه يعلم كم قيمته بالفريق بحكم احدى صفاته انه افضل لاعب بالعالم بالتمرير الهوائي ومنه التحكم بحركة لاعبي الفريق بشكل عام .
وما يحسب على المدرب الايطالي بعدم ايجاد البديل للمايسترو لتزويد المهاجين بالكرات برغم من وجود لاعبين على مستوى عالي بالفريق كدي روسي ومنتوليفو وماركيزيو ولكن بدى ذلك صعبا بان تجد بديل له بنفس المواصفات ومنها كراته الحاسمه والتي يوصفها الكثيرين بانها مقاسه بالسنتي متر غالبا للمهاجم.
الاداء الاسباني:
وباختصار يجب ان لا ننسى الدور الذي قام به المنتخب الاسباني وطريقة لعبه الرائعه وتالق لاعبيه وبالتحديد الحارس ايكر كاسياس الذي كان له الدور الكبير في تتويج فريقه باللقب.
وفي الختام اريد ان اشيد بالفريق الايطالي الذي قدم اداء اكثر من رائع ولكن ذلك توقف عند المباراه النهائيه,و لم يتوقع اغلب المتتبعين بان يؤدي ذلك الاداء الذي يحسب له ولمدربه الذي ظهرت بصمته على الفريق ومن وجهة نظري اتوقع مستقبل رائع لهذا الفريق بالبطولات القادمه لو استمر على نفس المنوال.